معرض جورج البهجوري… لقطات من ذاكرة مصر

محمد عبد الرحيم
حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: يعتبر الفنان جورج البهجوري ــ مواليد عام 1932 ــ من أشهر فناني مصر التشكيليين، وربما أسلوب الكاريكاتير في أعماله هو ما قرّبه أكثر من المتلقي، بخلاف العديد من الفنانين الذين يختلقون مسافة بين أعمالهم والمتلقين. من ناحية أخرى لم يقتصر بهجوري على رسومات كاريكاتيرية مباشرة أو معهودة، لكنها كانت دوماً ذات حِس تكعيبي، ما يقرّب أكثر هذه الأعمال إلى مصاف اللوحات ذات البعد الجمالي والتقني. ورغم معارض بهجوري الدائمة ــ فهو فنان غزير الإنتاج ــ ورغم تكرار هذه الأعمال أسلوباً وموضوعاً دونما تجديد، إلا أن معرضه الأخير المقام حالياً في غاليري بيكاسو في القاهرة، يحمل الكثير من الدهشة، على مستوى الأفكار وموضوعات اللوحات، بخلاف التهليل الدائم من متابعي المعارض في الصحف، أو أصدقاء الفنان كما هو معتاد. هذه نظرة سريعة على بعض من هذه الأعمال.

الروح المصرية

وفق أسلوبه المنتمي أكثر إلى المدرسة التكعيبية، مع بعض التحويرات الخاصة برؤية الفنان، يرسم الفنان لقطات من ذاكرة المصريين، كأم كلثوم وفرقتها الموسيقية ــ هناك العديد من اللوحات لأم كلثوم ومنديلها الشهير ــ أو فنان الشعب سيد درويش، إضافة إلى لقطات من حيوات المصريين ــ الشعبي منها بوجه خاص ــ كلقطة لمباراة كرة قدم ولاعب الفريق الشهير في منتصف اللوحة، بدون نسيان هذه اللعبة في إطارها الشعبي ــ جمهور الساحات الشعبية واللاعبــــين المجهولين إعلامياً ــ وكذلك طقوس الموالد الشعبية بتفاصيلها المعهودة، من فناني التنورة وما شابه، أو عربة بائع البطيخ التي يتقدمها حصان، وهو المعهود في الحواري والأماكن الشعبية.

نساء بهجوري

من اللوحات اللافتة في المعرض، النساء كما يراهن بهجوري، تكوينات وعلاقات، حتى أنه في بعض الأعمال يستحضر شخصيته ــ بخلاف لوحات البورتريه ــ وهو معهن، وكأنه يتذكر كيف كانت هذه اللحظات، في شكل يدعو للمرح أكثر منه للتأسي أو الفقدان، فالبهجوري يضحك ويُشهد المتلقي على هذه اللحظات المُبهجة. كذلك هناك لوحات تحمل الكثير من الجرأة، كمحاولة لتبجيل الجسد الأنثوي، صاحب الجمال الخاص، غير الشائع، نساء بدينات يمارسن الحب، وفي لحظاتهن المُربكة وحيدات، وكأن الفنان هنا يراهن من بعيد، وقد توحدن أكثر مع أجسادهن. وهذه رؤية مختلفة لجماليات الجسد العاري وتفاصيله، نساء شعبيات، بعيدات عن تأنق زائف، وأجساد ــ رغم اختلاف الرؤى الجمالية ــ تتزاحم تفاصيلها في لحظة، يعرف الفنان كيفية القبض عليها جيداً، واكتشاف ما توحي به أكثر ــ نساء بدون وجوه ــ أجساد يتعاطف معها المتلقي ويُقدّر مدى ما تتمتع به من ثقة وجمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول balli_mohamed casa maroc:

    كلمات جد قصيرة اداسمح المنبرالحريص على نقل الأنشطة التي يقيمهاالشعرشرقاوغرباشمالاوجنوبا والتي تقيمهاالرواية والتي تقيمهاالقصة وكدالك الخط وكدالك اللغة وكدالك المسرح وكدالك السينما وياتي دورالتشكيل ومادراك لم يكن يوماعلى صورة واحدة صورعدة فمن اصيب بسهم من كنانته تفنن فيه اصبحنانراه على ظهراللوحات وعلى ظهرالأوراق وعلى ظهرالجدار والألوان متنوعة بل اصبحت له معاهد تدرس قواعده الفنية وتعطى للمتفوقين شواهد يدلون بهاادادعت الضرورة وتعطى الجوائز للوحة المتميزة ولصاحبهاكدالك فاالتقريرالمنبري في محله فاصورة اهل الطرب المتميزين خلدت وقلناغيرمامرة ان التشكيل رفيق الشعر لازالت لناكلمة وتحية لأرض مصر ومن عليهالأنهااعطت وجوهامسرحية وسينمائية وشعرية وروائية وقصصية وتشكيلية .

إشترك في قائمتنا البريدية