معركة القدس

حجم الخط
21

تتجمع في مدينة القدس، كالعادة، رموز المعركة المستمرة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية، ففي حين صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في شهر رمضان الكريم، للوصول إلى ذروة في المواجهة مع يوم 28 رمضان، الذي يعتزم فيه المستوطنون اقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، فقد عزّز الفلسطينيون مواجهاتهم عبر أشكال متعددة من النضال.
أدى هذا الجو المشحون إلى اشتداد المواجهات بين الطرفين، فشهدت القدس، مواجهات عنيفة بين السكان الفلسطينيين والمستوطنين المحميين بقوّات الاحتلال الإسرائيلية الذين حاولوا الاعتداء على المنازل والممتلكات والحافلات وامتدّت جبهة المواجهات عبر أحياء الشيخ جراح وباب العمود وباب حطة والصوانة والطور ووادي الجوز بحيث شملت البلدة القديمة ومحيط المدينة، وأدت الاشتباكات إلى وقوع أكثر من 120 جريحا بالرصاص الحيّ المغلّف بالمطاط والتعرض للضرب العنيف من الجنود، وكذلك إلى اعتقال العشرات من المتظاهرين والمحتجين، غير أن الفلسطينيين تصدوا بشجاعة لمئات المستوطنين الذين هاجموا منازلهم، كما أعلنت قوات الاحتلال إصابة أكثر من 20 من أفرادها بعد تعرضهم لإلقاء الحجارة والزجاج والمفرقعات.
الخطوة الثانية التي قام بها الفلسطينيون هي دعوة فلسطينيي الداخل إلى «شد الرحال» إلى المسجد الأقصى كل يوم للوقوف إلى جانب إخوانهم في القدس، والصلاة على الحواجز إذا منعوا من الوصول، وقد قام الاحتلال الإسرائيلي، بدفع قوات كثيفة إلى المدينة المحتلة، فصارت أشبه بثكنة عسكرية تقطعها عشرات الحواجز وينتشر عليها المئات من عناصر قوات الاحتلال، بمن فيهم عناصر أمنية بالزيّ المدني، وتمكن المئات من الفلسطينيين عند أحد الحواجز الإسرائيلية في باب حطة باختراق القيود، واستطاعت حشود كبيرة من الفلسطينيين الوصول فعلا إلى المسجد الأقصى، لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان.
وسّع الفلسطينيون المعركة على الأرض مع الاحتلال إلى مجابهة افتراضية تخرجها من نطاقها المحلّي وتنشرها في المنطقة العربية والعالم بإطلاق هاشتاغ «القدس تنتفض» الذي شهد انتشارا واسعا في السعودية ومصر والأردن والمغرب والكويت ولبنان، وتم، تحت هذا الشعار إطلاق مقاطع فيديو وصور توثق الأحداث الجارية في القدس.
أدى وجود سكان القدس في عين العاصفة واستهدافهم من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، إلى اتخاذهم معنى رمزيا لفلسطين بأكملها، وتموضعهم بالضرورة على شكل رأس حربة مناهضة للخطط الإسرائيلية، ومقابل الخطط الخبيثة التي تشارك فيها أطراف عربيّة لتسريب عقارات القدس، أو للضغط على الأردن باعتباره يمتلك حق الوصاية والدفاع عنها، أو محاولات نقلها إلى دولة عربيّة، فإن وضعيّة المدينة الرمزية المقدسة تجعلها ركنا أساسيا في الهوية الفلسطينية، وفي حلقات الدفاع العربية والإسلامية عنها.
رغم أن جوهر الصراع الفلسطيني سياسي بين قوى الاحتلال وأهل الأرض الأصليين، لكنّ وضع القدس يمتنع على التسويات السياسية لأنه يحمل عناصر التاريخ والهوية والدين وهو ما يعطيها حصانة تقع حمايتها على عاتق الإنسانيّة جمعاء.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول إبسا الشيخ:

    أحيي الأبطال في القدس

  2. يقول زياد:

    نعم انها القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين منها عرج رىسول الهدي الي السماء أنها موجودتا في قراننا وفي قلوبنا نحن المسلمين واخواننا من المسيحين ففيها كنيسة القيامة وكنيسة المهد فهي لنا نحن المسلمين واخواننا المسيحين فلها كل التحيه والتضحية وما ضاع حق وراءه مطالب رغم الصعوبات ستعود لنا ونحن على يقين بهذا

  3. يقول أحمد سالم:

    الشعب الفلسطيني شعب الجبارين. لولا النظام العربي المتصهين لما تجرأ الصهاينة على الاعتداءات اليومية في حق الفلسطينيين. كل ما نتجرع من ظلم وفساد وتسلط الأنظمة الاستبدادية على رقابنا الا سببه أننا كشعوب عربية وإسلامية تقاعسنا عن الدفاع عن المقدسات والجهاد ضد الظلم والفساد.

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    بسم الله الرحمن الرحيم: وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) الإسراء
    هذا وعد رباني!
    وهل يخلف الله وعده؟ حاشاه!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول سامح //الأردن:

    *اللهم عليك بالصهاينة المجرمين القتلة.
    اللهم احفظ وبارك شعب فلسطين الصامد الأبي.
    بارك الله في كل من يقف في خندق فلسطين.
    الخزي والعار لكل من يقف في خندق الصهاينة المجرمين.
    حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.

  6. يقول الجزائري:

    لا يسعنا الا الدعاء لكم في هذا الشهر الكريم بالنصر على قتلة الأنبياء الصهاينة أيها الأبطال انكم فخر هذه الأمة.

  7. يقول تيسير خرما:

    حل معضلة يهود إسرائيل سلماً بإتاحة مدن عربية وإسلامية وشرق أوروبية وروسية لملايين يهودها عودة لها من فلسطين وضمان أمنهم وعرضهم ومالهم وإعادة عقاراتهم ووكالاتهم وورشهم من أحفاد متنفذين وأزلام استعمار سلبوها بحينه فبقرآن وحديث وإنجيل وآثار ثابت أصل وعرق يهود كل مدن شرق أوسط ولو عاد نصفهم لمدن أصلية لانتهت صهيونية ولن يجد الغرب شعب يهود يدعمه بفلسطين بل سندعم طلب يهود تعويض عن اضطهاد أوروبا لهم وقد عاد يهود للمغرب مع عرب من أندلس بلا مشاكل بل استقبلنا بعد مذابح تركيا وروسيا أرمن وأكراد وشركس وشيشان

  8. يقول بلحرمة محمد:

    اعلم اني اخوض في الخيال والاحلام ولكن من باب التسلية اطرح الاسئلة التالية اين هي الانظمة الاسلامية ككل والتي يبلغ تعدادها اكثر من خمسين نظاما؟ اين جامعة النظام الرسمي العربي؟ اين منظمة – التعاون – الاسلامي؟ اين المؤسسات الدينية الرسمية التابعة لنظم الحكم؟ هل فشل مليار ونصف من المسلمين وقف الاحتلال الصهيوني الغاصب؟ هل تخلى هؤلاء عن القدس وتركوا اهلها لمصيرهم؟ كيف يمتلئ الحج قبل كورونا بملايين الحجيج ولا نرى هده الاعداد في الشوارع عند اعتداءات الصهاينة المجرمين على القدس؟ هل ماتت النخوة لدى المسلمين؟ هل ضعف ايمانهم لهدا الحد الخطير؟ فعلا انها غرائب يجب البحث في اسبابها وعواملها.

  9. يقول الكروي داود النرويج:

    أرض الرباط في سبيل الله!!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  10. يقول الكروي داود النرويج:

    بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200].
    روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللّه خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا”
    وروى مسلم في صحيحه من حديث سلمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ”
    وروى الترمذي في سننه من حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الْمُرَابِطَ، فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْر”

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية