القاهرة ـ «القدس العربي»: انقسم كتاب صحف الجمعة 11 يونيو/حزيران لفريقين، أحدهما يحذر من فخ إثيوبي قائم على الخداع بشأن الملء الثاني لسد “النكبة”، وفريق أفرط أنصاره في التفاؤل، مؤكدين أننا نجحنا في ترويع إثيوبيا وإجبارها على التراجع عما تخطط له.. بينما الأغلبية الساحقة تبدو أكثر وعياً من المروجين لتبدد الأزمة، حيث باتت الجماهير تدرك أن إثيوبيا باتت بالفعل عدواً ينصب حقده على أبناء النيل.
ولعل أخطر ما حملته صحف الجمعة، تأكيد موثق حمله الخبير المائي نادر نور الدين محمد، مفاده أن الحكومة الإثيوبية تضع نصب عينيها تجفيف بحيرة ناصر من المياه ليطبق الظلام والعطش على سائر المصريين، وفي صدارة تصريحات الصحف: أكد الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، أن مصر والسودان لن تقبلا بالفعل الأحادي لملء وتشغيل السد الإثيوبي. وأشار وزير الري، إلى الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها السودان، نتيجة الملء الأحادي في العام الماضي، حيث تسبب في معاناة السودان من حالة جفاف قاسية، أعقبتها حالة فيضان عارمة، بسبب قيام الجانب الإثيوبي بتنفيذ الملء الأول، بدون التنسيق مع دولتي المصب. وبدروه أشار محمود أبوزيد وزير الري الأسبق، إلى أن تراجع إثيوبيا في الملء الثاني للسد لارتفاع الخرسانة لحوالي 5 مليارات متر فقط، من أصل 13 مليارا ونصف المليار متر مكعب. أما أبرز القضايا التي اتحدت عليها الصحف جمعاء، فكانت حول الإنجازات التي تحققت خلال سبعة أعوام من ولاية الرئيس السيسي. وتحت عنوان «7 سنوات ونصف السنة وضعت الصناعة المصرية على الطريق الصحيح». عدّد الكتاب تلك الإنجازات: مدنا صناعية وإنتاجية في كل ربوع الوطن شهدتها السنوات الأخيرة، تنفيذا لرؤية وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة الاعتماد على المنتج المحلي لتقليل الاعتماد على العملة الصعبة وتوفيرها، والعمل على إيجاد الوظائف لشباب مصر.
ومن تقاريرالصحف: قال المستشار عادل عمر الشريف نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، إن 40 دولة تشارك في اجتماع القاهرة الخامس. وأضاف أن اجتماع القاهرة الخامس رفيع المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والمحاكم العليا والمجالس الدستورية الافريقية، سيشهد إجراءات احترازية ووقائية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أن الاجتماع يجري في ظل ظروف صحية صعبة بسبب صعوبة حركة الانتقال بين الدول. وأشار أمين عام المؤتمر، إلى أن الدورة الحالية، ستناقش تغيير الفكر القضائي، وتحقيق أعلى مستوى من الحماية القضائية، والتعديلات التشريعية المطلوبة. من جانبه قال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، إن هناك إقبالا على التسجيل لتلقي التطعيم المضاد لفيروس كورونا، في الوقت الحالي، تزامنا مع تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشن حملات لطمأنة المواطنين وتشجيعهم للحصول على اللقاح، فضلا عن استقبال مصر لجرعات متتالية بصفة دورية من اللقاحات، موضحا أنه «إذا حدثت موجة رابعة، ستكون سلالات جديدة أو متحورة، مصر تسعى للحصول على أكبر عدد من اللقاحات، وتطعيم أكبر عدد من السكان». ومن الحوادث التي أثارت حزناً عميقاً : لقي عروسان مصرعهما، إضافة إلى شقيقة العروسة، إثر انقلاب سيارة زفافهما في إحدى الترع، أمام قرية «طحلة بردين»، التابعة لمركز الزقازيق، في محافظة الشرقية، مساء يوم الخميس الماضي.
نوايا شريرة
أحد الأسباب المعلنة لبناء السد الإثيوبي، التي يصرح بها الإثيوبيون في ندواتهم في بعض الدول التي يظنون أنها أعداء لمصر، أو يستغلون خلافاتنا المؤقتة معها، كما أوضح نادر نور الدين محمد في “المصري اليوم”، هو أن السد الإثيوبي سيتسبب في تجفيف بحيرة ناصر، وأن السد العالي سيكون مجرد حائط لا نفع له ولن يولد كهرباء. فنهر صغير مثل النيل الأزرق، بكل مياهه التي لا تزيد على 49 مليار م3 في السنة، لا يستطيع أبدا أن يقوم بملء بحيرتين كبيرتين، إحداهما في إثيوبيا والثانية في مصر، وبالتالي فإن ملء بحيرة دولة المنبع يعني فراغ بحيرة دولة المصب. لذلك تعمد إثيوبيا إلى الإعلان من جانب واحد عن كميات المياه التي ستقوم بتخزينها كل عام، طبقا لمدى التقدم في بناء السد، وليس طبقا للاتفاق مع شركائها في النهر، فعندما وصل حجم البناء في العام الماضي 72%، وهذا يسمح بتخزين 4.9 مليار م3، قاموا بتخزين هذا الحجم، رغم عدم فائدته، وأنه سيتبخر خلال العام، ولن يتبقى منه شيء للعام المقبل، فلا هو يولد كهرباء ولا هو يستطيع مقاومة التبخر بالحرارة الشديدة في بني شنغول. وعندما كان مخططا أن يصل حجم الإنجاز في البناء هذا العام إلى 79% وهذا فيه بعض المبالغات الإثيوبية المعتادة، فقرروا أن يخزنوا 13.5 مليار م3 بقرار منفرد أيضا، ومن الممكن أن يعلنوا أنهم سيخزنون في العام المقبل 18 مليار م3. الغرض من كل هذه القرارات المنفردة هو إجبار مصر على السحب المتتالي من بحيرة السد العالي لتعويض ما يتم حجزه في إثيوبيا، وبهذا التسلسل الخبيث والانفراد بالقرار في حجم الملء هو أنه عندما يصل الملء في السد الإثيوبي إلى سعته العظمى بحجم 75 مليار متر مكعب، تكون بحيرة السد العالي قد جفت من المياه وأصبحت لا تولد كهرباء.
للسيطرة فقط
أستكمل نادر نور الدين محمد توقعاته لما سيجري: لن نستقبل إلا كميات صغيرة على مدار العام بأكمله، بدون مياه الفيضان، حيث ستصادر البحيرة الإثيوبية أي مياه في الفيضان، كما سيعمل السد الإثيوبي على استكمال مياه النيل الأزرق لما ينقص من مخزون مياه بحيرة سدها، وتعتمد مصر على ما سيخرج من فتحات التوربينات طبقا لما تولده إثيوبيا من كهرباء، وطبقا لما ستستطيع تسويقه أو نقله إلى الداخل، وهو أمر قد يستغرق ثلاث سنوات مقبلة في إنشاء محطة الكهرباء وأبراج الضغط العالي المسؤولة عن نقل الكهرباء إلى الداخل والخارج، وقد تستغرق أكثر من ذلك نظرا للتعثر المالي الكبير الذي تعانيه إثيوبيا حاليا، ولأن شبكة نقل الكهرباء تحتاج لنحو 2.5 مليار دولار. لذلك توقف التقدم في بناء الحاجز الأوسط الذي سيحجز 13.5 مليار هذا العام إلى 13 مترا فقط، بدلا من المتوقع وصوله إلى ارتفاع 30 مترا، وبذلك لن يحجز سوى ستة مليارات ونصف المليار، كحد أقصى هذا العام، بسبب التعثر المالي والفني، مصر تنتبه لهذا الأمر جيدا ولديها تسجيلات لتصريحات المسؤولين الإثيوبيين في عدة دول، وعلى ذلك فإن المفاوضات المقبلة ينبغي أن تركز على هذه المعاندة الإثيوبية، وعدم مصارحة الإثيوبيين لشعبهم بتخفيض عدد توربينات السد إلى 13 توربينا بدلا من 16 السابق الإعلان عنها، ولا عن انخفاض كمية الكهرباء المولدة كثيرا عن المعلن للشعب الإثيوبي، وما زالت هناك احتمالات بتخفيضات جديدة في عدد التوربينات، بعد أن تبين أن السد الإثيوبي مبالغ في حجمه، وأن حجم تخزين المياه لا يتناسب أبدا مع كميات الكهرباء القليلة المولدة، وأن هذا الأمر كان للسيطرة فقط على مقدرات الأمور في مصر والسودان في عدوانية غير مبررة ووضعهما تحت ظروف الضغط المائي، ولكنه في الوقت نفسه، أضاف على إثيوبيا أعباء مالية وفنية وإدارية فوق طاقتها وقدرتها على التحمل.
أقرب للفشل
نبقى مع أهم خطر يواجه مصر، حيث قال سامي صبري في “الوفد”: صدقت توقعاتي، وتراجعت إثيوبيا، وظهرت نغمة جديدة من التصريحات «الحبشية»؛ لحفظ ماء الوجه، تشير إلى أن هناك محاولات لتعديل عملية التعبئة عند مناسيب جديدة تساعد إثيوبيا على توليد الكهرباء بكميات معقولة، لحين الانتهاء من بناء كامل للسد، والوصول إلى ارتفاع 595 مترا، الذي يمكن أديس أبابا من تخزين 18.5 خلف سد النهضة، الذي من المقرر أن يبلغ ارتفاعه 145 مترا من منسوب قاع النهر البالغ (500 متر) وهو ما يعني أن أقصى منسوب للمياه سيكون عند 645 مترا. أعلن وزير الري الإثيوبي أن بلاده تسابق الزمن، للانتهاء من الممر الأوسط للسد، وتركيب التوربينات والبوابات اللازمة لحجز المياه، مشيرا إلى اكتفاء بلاده في الوقت الحالي بالوصول بالتعلية إلى منسوب 573 مترا فقط، التي تسمح بتخزين 9 مليارات متر مكعب، بدلا من 5. 13 مليار متر مكعب المقررة في الملء الثاني (595 مترا)، وهو ما يحمل تراجعا من الجانب الإثيوبي يوضح فشل عملية التعبئة الثانية، لاسيما، وأنهم انتهوا فقط من تركيب 5 بوابات و5 توربينات من أصل 13 بوابة وتوربينا، ولم يكملوا كل الأنفاق، ناهيك من أن عملية التركيب تستغرق وقتا طويلا، ورغم هذا التصريح «الفشنكي»، كانت إثيوبيا تطمح في إتمام الملء الثاني باقتناص 13 مليارا إضافية، وإغلاق كل البوابات، ووضع مصر والسودان أمام الأمر الواقع، ولكن إرادة الله كانت أقوى، وفشلت محاولاتها حتى الآن، وبلغة المصريين (قضا أخف من قضا). وبغض النظر عن المناورات العسكرية المصرية السودانية المشتركة نسور 1 ونسور2 وحماة النيل، تؤكد كل المؤشرات أن إثيوبيا استسلمت ورفعت الراية البيضاء، ولن تقوم بالملء الثاني، وبالكاد ستقوم بتخزين 4 مليارات جديدة فقط هذا الموسم.
حدث ولا حرج
الطريق إلى “الجمهورية الجديدة” التي أعلن عنها الرئيس السيسي، من وجهة نظر كرم جبر في “الأخبار”، يتجسد في الإنجازات الكبرى التي تمت في السنوات السبع الماضية، مصر التي نحلم بها دولة قوية متعافية مرفوعة الرأس، لها مكانتها المرموقة بين الأمم، ويفخر كل أبنائها أن يقول “أنا مصري”. الجمهورية الجديدة ليست فقط في المشروعات والإنجازات، وإنما بناء الإنسان، الذي يحمي ويصون الثروات القومية الكبرى، فالإنسان هو الذي يبني ويعمّر ويصون ويحمي بلاده. بناء الإنسان المصري منظومة متكاملة من المدرسة والبيت والمسجد والكنيسة والفنون والآداب والثقافة، والتوصل إلى السمات الأصيلة للمصريين، بما عرف عنهم من حب لوطنهم والاستعداد للتضحية من أجله. بناء الإنسان مهمة أصعب من شق الطرق، خصوصاً بعد السنوات التي أعقبت 2011 وما قبلها، حيث تم تجريف المقومات الأساسية للشخصية المصرية، وإبراز كثير من المساوئ التي طفت على السطح، ورغم محدوديتها إلا أنها تحدث صخباً وضجيجاً. أشاد الكاتب باهتمام الدولة بالفنون والآداب والثقافة، وحرصها على إبراز الشخصية المصرية بسماتها الأصيلة، التي تكره العنف والإقصاء والإبعاد، وتحبذ التلاحم والحوار والتفاهم، واحتواء كل الحضارات والثقافات تحت الهوية المصرية. نعترف بأن “التنمية الاقتصادية” تسير بمعدلات أسرع من “التنمية الإنسانية”، وهذا ليس عيباً، لأن توفير جودة الحياة للإنسان تجعله مهيئاً للحياة الكريمة بكل جوانبها المادية والمعنوية. الإنسان هو الذي يصون ويحمي ويدافع ويضحي بحياته من أجل وطنه، ولن يفعل ذلك إلا إذا استيقظ في داخله الشعور الوطني، والإحساس بأن خيرات بلاده تعود عليه ولا تستحوذ عليها فئة قليلة. ثروات مصر لكل المصريين، وتتعدد مشروعات الحماية الاجتماعية ومساعدة الفقراء والطبقات الأولى بالرعاية، ليشعر الجميع بأنهم تحت مظلة تحميهم وترعى مصالحهم، أما عن المشروعات الكبرى فحدث ولا حرج.
عالم جديد
أكدت أمينة خيري في “الوطن”، أننا مقبلون على عالم جديد في ظل كورونا. المستقبل القريب بكل تفاصيله سيكون بمسحة فيروسية. التعليم والسفر والعمل والزواج والترفيه والعزاء وكل كبيرة وصغيرة ستكون وثيقة الصلة بالفيروس. تفاصيل الحياة في أرجاء الكوكب في قبضة الفيروس العنيد. وقبضة الفيروس ليست صحية فقط، بل هي وثيقة جداً بالسياسة والاقتصاد والشكل المستقبلي للكوكب. منظمة الصحة العالمية وعدد من المنظمات الأممية مثل «يونيسيف» وغيرها بح صوتها في مناشدة من يملك أن يضع من لا يملك في الحسبان. فقد حدث المتوقع تماماً، واتبعت الدول التي تملك مبدأ «ما يحتاجه بيتك يحرم على الجامع». اكتنزت الدول الكبرى والمتقدمة مليارات اللقاحات، ومنها ما أبرم الصفقات والاتفاقات قبل سنة.. لم تنتظر البحث والابتكار والطرح، بل توجهت إلى الشركات المتوقع نجاحها في الوصول إلى لقاح، وأبرمت معها اتفاقات ثنائية بعيداً عن الأعين، وحصلت على احتياجاتها قبل أن تفيق الدول الأخرى من صدمة الوباء، لتواجه صدمة شح اللقاح.. إسرائيل، التي يعتبرها العالم اليوم النموذج الأنجح في التلقيح، بدأت قبل أيام في تلقيح المراهقين المتراوحة أعمارهم بين 12 و16 عاماً، بعدما نجحت في تلقيح ما يزيد على خمسة ملايين إسرائيلي، أي نحو 55% من السكان بالجرعتين. وقد أدى هذا إلى تراجع كبير في معدلات العدوى، فكانت من أوائل دول الكوكب التي تعيد فتح الأماكن العامة للجمهور. وبلغة الاقتصاد كانت من أوائل الدول التي تسير في طريق التعافي الاقتصادي.
جواز كورونا
اشارت أمينة خيري، إلى أن العام الجاري لن ينقضي إلا و«جواز سفر كورونا» معمول به، على الأقل بين دول بعينها. وقبل أيام وافق نواب دول الاتحاد الأوروبي على إصدار شهادة سفر تسمح للمواطنين بالتنقل بين الدول الأعضاء، بدون الحاجة إلى حجر صحي أو خضوع لاختبارات إضافية لفيروس كورونا. وهذا يعني بدء فتح أبواب السفر المغلقة أو المقيدة بين دول الاتحاد الأوروبي، لكنه فتح محدود وتيسير قاصر على مواطني هذه الدول. وهذا يعنى أيضاً شكلاً انتقائياً في السفر والسياحة، لا يشمل بقية شعوب الأرض. آثار هذه الإجراءات لا تعني فقط تضييقاً على السياح، أو المسافرين القادمين من دول خارج الاتحاد الأوروبي، لكنه يعني أيضاً تعاملاً مختلفاً مع الهجرة والمهاجرين، لا من منطلق إغلاق أبواب الدول المتخمة بمهاجري المراكب وعابري الحدود وغيرهم، لكن من منطلق الحماية والوقاية من عودة انتشار الفيروس. وهناك نقطة يغفل أو ربما يخشى كثيرون التفكير فيها، ألا وهي أن اللقاح ليس أبدياً، بمعنى أنه على الأرجح سيكون مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية، وهو ما يعنى بنداً إضافياً من المليارات المخصصة للقاحات. ما سبق نقطة في بحر العالم ما بعد موجات كورونا الثلاث، وربما الأربع الأولى. اقتصاد مختلف، وسياسة ودبلوماسية مغايرتان، وآثار كثيرة لم تكن في الحسبان.
أول الغيث
عادت الحياة تدب مرة أخرى في مطار القاهرة، ومظاهر الزحام كما رصدها أحمد مصطفى في “اليوم السابع”بدأت تظهر في الأفق بداية من “بارك” السيارات وصولا إلى الطائرات، التي تزين سماء مطار القاهرة سواء التي حصلت على إذن بالهبوط، أو التي تنتظر دورها للهبوط، وتدور حول سماء المطار في تناغم ملحوظ، كل هذه البشارات كان وراءها فريق من المخلصين، سواء بعمليات مطار القاهرة، الذين لا يدخرون جهدا من أجل تنظيم حركة الإقلاع والهبوط، التي جعلت شركات الطيران، سواء العربية أو الأجنبية تعمل على زيادة رحلاتها، في رسائل مبشرة بتعافي حركة الطيران في مصر. رجال مخلصون من طواقم الحجر الصحي يعملون في صمت من أجل حماية بوابة مصر من أي مرض أو عرض بكفاءة متناهية، وأعلى درجات الدقة، وفق المعايير الدولية، ثم فريق آخر من رجال الجمارك يحرسون بقوة الاقتصاد المصري، من أي دخيل يحاول ضربه من خلال عمليات التهريب، وسط كل ذلك تأتي الإجراءات الأمنية، خصوصا تأمين مطار القاهرة، الذي يقف عليه خيرة عيون مصر الساهرة من رجال الشرطة المصرية، الذين استطاعوا أن ينالوا درجات الشكر والثناء كافة من الوفود الأمنية الدولية. ووسط كل هذا نجد شباب العلاقات العامة في المطار وهم يعزفون سيمفونية في حب مصر من خلال استقبال الوفود. هذه الجهود كانت سببا في وجود ما يزيد عن 14 رحلة من وجهات روسية بشكل يومي تنقل على متنها ذهابا وإيابا ما يربو على 3 آلاف سائح. ومثلت هذه الجهود جسر ثقة في مطار القاهرة، وقفزت بعدد الرحلات إلى 270 رحلة، في وقت يعاني فيه العديد من الدول الكبرى والأكثر إمكانيات، في صناعة الطيران من عدم وجود هذا الكم من الرحلات.
فلاح بدون مياه
تعتمد مصر على الري من مياه النيل، كما أوضح عمرو هاشم ربيع في “الشروق”، فمن جملة المياه العذبة الواردة لمصر المقدرة بـ 59.25 مليار م3 تنفق الزراعة 76.82% من تلك الكمية. وبما أن النيل يشكل 92.8% من المياه العذبة، فهو يصبح المصدر شبة الوحيد لزراعة الأراضي في ربوع مصر. والمعروف أنه في مصر، قليلة هي الأراضي الزراعية التي تعتمد على مياه الأمطار أو السيول أو الآبار أو العيون، فالأمطار نادرة في مصر، والسيول تخص مناطق محددة، وتسقط في أوقات بعينها، والآبار والعيون ترتبط بالخزان الجوفي، ما يجعل جميع تلك المصادر تروي أقل من عشر المساحة المزروعة من الأراضي المصرية. الكثير من الفلاحين يشكون دوما نقص مياه الري، والكثير منهم تعرضت أرضه للبوار والشراقي بسبب شح مياه الترع في أوقات معينة، لم يكن من الممكن أن يحيى النبات بغيرها في ذلك الوقت، خاصة في المناطق غير المعتمدة على المصادر الأخرى كالآبار، إلى جانب الري السطحي. لكل ما سبق، فإن مياه الري تسبب للفلاح قلقا دائما، لذلك فهو ينتظر مع كل فجر يوم جديد فتح الأهوسة وجريان المياه في الترع حتى يقوم بري أرضه، التي عادة ما تروى مرة كل 10 أيام في الصيف، ومرة كل أسبوعين في الشتاء، ما لم يقم بزراعة المحاصيل الشرهة للمياه كالأرز ثم القصب. وكان رئيس الدولة قد أشار إلى أهمية ضمان جميع عوامل نجاح آليات التنفيذ، لتحديث وتطوير نظم الري، ومن هنا تم القيام بالبدء في المشروع القومي لتبطين الترع، ورفع كفاءة القنوات المائية الفرعية. هنا تجب الإشارة إلى أنه تم بالفعل، تبطين 8226 كيلومترا من الترع في إطار المرحلة الأولى التي ستنتهي منتصف عام 2022 بتكلفة 18 مليار جنيه. ضمن المخطط الحكومي أيضا تدريب الفلاحين على أعمال تشغيل وصيانة أنظمة الري الحديث وتوعيتهم إعلامياً للتعريف بفوائد نظم الري الحديث والذكية. هنا أيضا يشار إلى أنه في 7 مايو/أيار الماضي أعلنت مصر تحويل نحو 285 ألف فدان لنظام الري الحديث، بالإضافة إلى تقديم طلبات لتحويل 85 ألف فدان أخرى.
حلول بديلة
إحدى أهم الخطوات الأخرى لتوفير المياه للفلاح كما أشارعمرو هاشم ربيع زراعة المحاصيل غير الشرهة للمياه، وهنا أصبح إحلال بنجر السكر بدلا من القصب واحداً من تلك التجارب الناجحة. من الخطوات الأخرى، التوسع في الري بالرش والتنقيط، وحفر الآبار لكن بشكل منظم حتى لا يستنزف الخزان الجوفي، والاستفادة القصوى من مياه الأمطار والسيول في المناطق الجافة التي تسقط عليها سنويا، والعناية بفتح بوابات الترع بانتظام وبقدر عال من العدالة، حتى لا يظلم البعض مقابل منح الآخرين حقوقا أكبر، والتخلص من الحشائش وورد النيل، ما يقلل الفاقد الكبير الذي يبلغ 35% من إجمالي المياه الورادة عند بحيرة السد، بسبب تلك الحشائش وبسبب البخر وغيرها من الأسباب. من المهم كذلك الاستفادة من مياه الصرف الزراعي، وقد بدأت الحكومة في ذلك العمل منذ عدة أشهر، عبر مشروع الاستفادة من مياه مصرف بحر البقر في شرق الدلتا والاستفادة من مياه مصارف غرب الدلتا ومشروع مصرف المحسمة. وبطبيعة الحال، هناك خطوات خارجية مهمة، على رأسها إعادة إحياء مشروع قناة جونجلي لتوفير 7 مليار م3 ومشروع بحر الغزال لتوفير 7 مليارات م3 أخرى، وكذلك مشروع موشار في جنوب السودان لتوفير 4 مليار م3. من خلال تلك الخطط والمشاريع وغيرها، فإنه من الممكن أن يتم استيعاب الزيادة السكانية التي تعد المصدر الرئيس لنقص حصة المواطن من المياه، وسيكون كل ما سبق عائدا مهما في مشروع تطوير الريف المصري.
هل الصراع ديني أم سياسي؟
هل صراعنا مع إسرائيل ديني أم قومي أم وطني؟»، سؤال أراد من خلاله عماد الدين حسين في “الشروق” انتقاد تصريحات قادة حركة حماس الفلسطينية، التي تختزل الصراع مع الإسرائيليين في الجانب الديني فقط، عقب اندحار العدوان الإسرائيلي على القدس والضفة وقطاع غزة، الذي استمر 11 يوما في مايو/أيار الماضي، وتسبب في سقوط مئات الضحايا، وآلاف المصابين، وتدمير العديد من بيوت ومنشآت الفلسطينيين، الذين كبدوا بدورهم العدو خسائر نوعية كثيرة. غير أن أحد القراء ويدعى «ح س» رد معنفاً الكاتب قائلاً: «يا أستاذ عماد هو بعد ما جو بايدن يؤيد إعلانها دولة يهودية، فيه إيه تاني، دفن راسنا في الرمل هو اللي جايبنا ورا. أقوى سلاح في إيدك هو عقيدتك. الآخر يتمسك بعقيدته في مواجهتك، وانت عايز تحوله لصراع سياسي أو حدودي. هذا كلام من 1948 إلى الآن كلام فارغ، وقولي لماذا لم يتم حل الدولتين. إيه اللي مانع الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أن تفرض ذلك الحل على الأطراف إن كانت صادقة. وسلملي على الأمم المتحدة في ليبيا واليمن والعراق وسوريا، وتعيين مندوبين للإشراف على تأجيج الصراعات في العالم العربي والإسلامي. عينت الأمم المتحدة حكومة مؤقتة في ليبيا، وصنعت العواصم الغربية حفتر. أليسوا أعضاء في الأمم المتحدة، التي عينت حكومة السراج من شجعه ومن موّله بالسلاح حتى تدخلت تركيا فبدأ الصراخ رغم وجود المرتزقه الروس وغيرهم. لم تتخذ الأمم المتحدة إجراء ضد حفتر عند إعلانه الهجوم على طرابلس مرتين، عازما إسقاط الحكومة التي عينتها الأمم المنحازة ضد العالم العربي والإسلامي. إديني قضية واحدة لصالح العرب والمسلمين، اتخذت فيها الأمم المتحده قرارا حاسما. أليست القدس والأقصى قضايا أصدرت فيها الأمم المتحدة قرارات واجبة التنفيذ، فلماذا لم تنفذ. وإسرائيل تسخر من هذه القرارات، وتحميها الدول الاستعمارية. وبعد ذلك تكتب الكلام اللي إنت كاتبه في عمودك، هذا كلام اليساريين والليبراليين والعلمانيين، وبقاله 73 سنة، وإسرائيل تقوى وتتسلط وتعتدي وتسرق وتغتصب وإحنا بنكتب مقالات الصراع ديني ولا سياسي؟”.
من غزة
خطوة جريئة، أشاد بها عبد المحسن سلامة في “الأهرام” تلك التي قام بها حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، حينما قرر بث برنامج «صباح الخير يا مصر» من غزة، مؤخرا. خطوة وصفها الكاتب بأنها تعكس وعي الدولة المصرية، وإعلامها، بالريادة الإعلامية الحقيقية، وأهمية الوجود في قلب الأحداث الساخنة، بعد معركة الـ «11» يوما، وإبراز الدور المصري الفاعل والمؤثر، في وقف القتال، ثم إعادة الإعمار. الشعب الفلسطيني، على كامل أراضيه، يشعر بالامتنان لوقوف الشعب المصري، ومساندته في محنته ضد العدوان الإسرائيلي. منذ وقف القتال، والإمدادات المصرية لم تتوقف، بدءا من إمدادات الغذاء والدواء، وانتهاء بالمعدات اللازمة لإعادة الإعمار، ووضع الخطط اللازمة لبدء مشروعات الإعمار، سواء من خلال إعادة بناء ما تم تدميره، أو القيام بمشروعات سكنية وخدمية جديدة لخدمة الشعب الفلسطيني. إذاعة فلسطين، تم إطلاقها من القاهرة منذ الستينيات، ولا تزال حتى الآن، و”صباح الخير يا مصر” تم بثه مؤخرا من غزة، وكانت حلقة أكثر من رائعة، قدمها كل من الإعلامي محمد الشاذلي، والإعلامية هدير أبوزيد، وتم بثها كاملة من أمام أحد الأبراج، التي تعرضت للقصف، وعرضت عددا كبيرا من التقارير، التي تم تصويرها من داخل غزة. العديد من القنوات الفضائية، والمحطات الإذاعية، ووكالات الأنباء العالمية نقل عن التلفزيون المصري، وبرنامج «صباح الخير يا مصر» من غزة. تحية شكر وتقدير لكل فريق العمل من المذيعين، والمعدين والفنيين، والمخرجين، الذين شاركوا في هذا العمل العظيم، وكل التقدير للإعلامي حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، على تلك المبادرة الجريئة، التي نتمنى تكرارها بما يليق بمكانة مصر، ودورها المحوري، في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
سؤال مهم
سؤال يتردد بقوة داخل عقل أي متأمل لمشهد تلقى فيه رجل بدرجة رئيس دولة بحجم فرنسا صفعة على خده من أحد مواطنيه: هل يتمتع السياسيون بجلد غير الجلد البشري الطبيعي؟ أكد محمد حسن الألفي في “فيتو”، على أن السؤال عن الجلد وطبيعته وسماكته.. ليس هو المغزى، بل تلك القدرة اللافتة للنظر، المثيرة للدهشة، على استيعاب اللطمة، واستئناف الجولة لمصافحة مستقبليه في جنوب شرقي فرنسا. العام المقبل هو عام الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فإما أن يفشل وتنطوي سنواته السبع الحافلة بالمظاهرات والاحتجاجات والعنف، ثم الضغوط الاقتصادية الناجمة عن كورونا وإغلاق اقتصاد البلاد. وإذا كان يوم الخميس هو موعد المحاكمة العاجلة للشاب داميان المولع بملكية العصور الوسطى، والتهمة هي الاعتداء على موظف عام، وإذا كانت العقوبة المقررة قانونا هي الحبس ثلاث سنوات، وغرامة 43 ألف يورو، فإن هذا كله تقرير واقع عن واقعة أثارت اهتمام العالم. لكن الاهتمام السياسي مختلف بالقطع عن ثورة الخيال العارمة التي لا بد أخذت تضرب في كيان وكرامة ومكانة ماكرون من ناحية، وبالقدر ذاته، لكن بانفعالات مغايرة.. داخل كيان ورأس الشاب الذي شل الذراع اليمنى لرئيس دولة كبرى، واستباح خده بلطمة قوية! أي خيال ذلك! اعتزاز بالفعل. إحساس بالعظمة. لهفة على تكرارها لو تمكن. السجن وعقوبته ثمن بخس للطمة علي وجه رئيس. على الجانب الآخر، تصوروا الحالة النفسية والذهنية للرئيس الفرنسي، كرجل وكرئيس. بالطبع فالفصل عادة يكون صعبا بين أي إنسان ومنصبه، وغالبا ما تتغول سلطات المنصب على سمات الشخصية، فتجعلها بحجم الكرة الأرضية.. إلا من عصم ربي من الغرور والتيه.. وتساءل الكاتب: كيف يواجه ماكرون الرئيس موظفي الإليزيه وهو ملطوم على وجهه.. وكيف يواجه زوجته وهو معان بالصفع على الخد.. وبقدر أهمية الخيال عند الإجابة على هذين التساؤلين إلا أن الأهم حقا هو منظره أمام نفسه.. وهو في فراشه، وهو في جلسة يدير فيها شؤون البلاد.. وهو يصدر الأوامر.
سيبقى أم يغادر؟
يقول جلال دويدار في “الأخبار: لأنه شعر بالملل بسبب الأحاديث المتداولة بشان مساومات رحيل أو بقاء التونسى فرجاني ساسي اللاعب في فريق كرة القدم في نادي الزمالك. إنني أرفض أن تقبل هذه المؤسسة الرياضية العملاقة إقليميا ودوليا.. بأسلوب «الملاوعة» من جانب هذا اللاعب ووكيله. حول هذا الشأن قال الكاتب: إن النادي في حاضره وماضيه زاخر بأعظم نجوم الساحرة المستديرة وتمتعهم بالشهرة. من هذا المنطلق فإن على أي لاعب أن يفخر ويعتز بأن يكون عضوا في أي من فرق النادي الرياضية خاصة كرة القدم. من هنا واحتراما لمكانه القلعة البيضاء وقدرها، فإنه يجب عدم الخضوع في أي حال لعمليات لي الذراع والابتزاز من أجل تجديد عقد هذ اللاعب، الذي يتنكر لفضل النادي في شهرته. إنني يقول الكاتب، ومن موقع تشجيعي وتقديري لهذا النادي أقول، فليذهب ساسي إلى حيث ألقت.. يأتي ذلك باعتبار أن غيابه.. لن يكون أبدا عقبة أمام الانطلاقة الزملكاوية. ما يجب أن يكون معلوما أن النادي ليس بحاجة إلى أي ساسي يتسم أسلوب تعامله بهذه الصورة. إن النادي بشهرته وإمكاناته يستطيع أن يكون لديه من أبنائه وبالتعاقدات ما هو أحسن وأفضل منه. كما عبّر الكاتب عن أمله في أن تكون لدى لجنة الإدارة برئاسة الرياضي الزملكاوي المخضرم كابتن حسين لبيب والجهاز الفني للكرة.. كامل الشجاعة والإدراك بأن النادي أكبر وأعظم من أي لاعب مهما كانت موهبته. اتصالا بهذا الأمر.. فإنه لا بد من الإيمان بأن فريق كرة القدم.. يضم بين صفوفه لاعبين يتفوقون على ساسي لعبا وتسجيلا للأهداف. على هذا الأساس فإن ترك اللاعب للفريق لن يهزه أو يؤثر في مسيرته. إنني على ثقة بأن الزمالك قادر على تعويضه بكل الوسائل وامتلاك العشرات من أمثاله. لا جدال في أن إطالة الحديث في هذا الموضوع ليس أبدا في صالح الاستقرار الرياضي في النادي.
رحم الله النيل فقد ضيعه الماريشال. الوحيدون الذين لا يعلمون ذلك كتاب البيادة، يظنون أن الزعيم القائد الملهم لم يضيعنا (هو أنا كنت ضيعتكم؟) ويرون أنه في السنوات السبع العجاف حقق طفرة كبيرة بإنشاء المصانع والمزارع، ونسوا أن هناك خمسةآلاف مصنع متوقفة كليا أوجزئيا مذ بدأ الانقلاب العسكري، أبرزها مصانع النسيج في المحلة وكفر الدوار وشبين، وأنه معاليه باع الحديدوالصلب والسماد وغيرهما، وأن مصادر الدخل هي: قناةالسويس+ الضرائب+تحويلات العاملين في الخارج+ والسياحة المضروبة،أي إنه اقتصاد ريعي لا إنتاجي،ولكن الكذابين لا يخجلون من كذبهم،ويعلمون أن القروض الخارجية والداخلية تطوق المصريين الشرفاء ، أما اللصوص فهم ينهبون ويرسلون المنهوبات لبنوك صديقه الحميم(النتن) في سويسرا ولندن وواشنطن وتل أبيب ودبي.. أيام نحسات في ظل الجهل والغباء والكذب الأحمق!