معلق قنوات «بي إن سبورتس» و«الكاس» خالد الحدي لـ«القدس العربي»: أنا بحريني ومتزوج سعودية وأقيم في قطر

نورالدين قلالة
حجم الخط
0

الدوحة – «القدس العربي»: جاء من خشبات المسرح واستوديوهات التمثيل، حاملا بطولات وجوائز، حط في بلاتوهات التقديم التلفزيوني والإذاعي فلقي القبول والاستحسان، ثم قرر أن يطرق أبواب التعليق الرياضي فأبدع وأجاد، وفي ظرف فترة وجيزة انتشر اسمه واستولى على قلوب الكثيرين من عشاق كرة القدم، وبصم على تطلعات الجماهير الخليجة والعربية. في هذه الدردشة يؤكد المعلق الرياضي في قنوات «بي إن سبورت» وقنوات «الكاس» القطرية، البحريني خالد الحدي، أنه لا يزال طالبا في مدرسة التعليق الرياضي ولا يسعى إلى الشهرة، لأنها ستأتي إليه. كما يكشف عن بعض الأمور المتعلقة بمشواره بين المسرح والإذاعة والتلفزيون والتعليق الرياضي.
■ يتنقل الحدي بين الاذاعة والتلفزيون والتعليق الرياضي، كيف تجمع بين هذه الأدوار، وأين تجد نفسك أكثر؟
□ لا أفضل وسيلة على أخرى، لكن لكل منها خصوصية وميزات مهمة. كلها تصب في مجال الإعلام وبعض التفرعات وتقوم بأدوار مكملة. إلا أن التعليق على المباريات ممكن أن يكون الأفضل لأن ردود الفعل عليه أكبر ودرجة اقترابه من الجمهور أكثر، كما يشكل عاملا إضافيا للمعلق من حيث تنوع الأراء وتساهم في تطوير شخصيته، ولذلك أفضله على التقديم التلفزيوني والعمل الإذاعي.
■ بمن تأثر الحدي من المعلقين في الخليج أو في العالم العربي؟ ولأي مدرسة ينتمي التعليق العربي ولماذا في رأيك يميل للطابع اللاتيني؟
□ من المؤكد أن كل معلق على مباريات كرة القدم قد تأثر بعدد كبير من المعلقين السابقين، وهنا أتحدث على الصعيد الخليجي، وأعتقد أن التعليق الكروي الخليجي أصبح مدرسة متفردة بحد ذاتها. يميل التعليق العربي غالبا إلى مدرسة التعليق اللاتينية وأعتقد أن قربه منها بسبب الأداء بصوت مرتفع والتفاعل الكبير مع أحداث المباراة بعكس التعليق الأوروبي، الذي يغلب عليه طابع الهدوء، وهناك سبب آخر خاص بطبيعة البيئة العربية من حيث أوضاعها «الصارخة» والفيض الهائل في الكلمات واللهجات العربية تجعل المعلق العربي كثير الكلام، ولذلك نجد التعليق لحظة تسجيل الأهداف. هناك تشابه في الأسلوب مع المدرسة اللاتينية، لكن أعتقد أن التعليق العربي مدرسة بحد ذاتها ولذلك هي مدرسة حماسية تفاعلية مستقلة.
■ أصبحت لديك شعبية كبيرة في العالم العربي لدرجة أن جماهير نادي الوحدات الأردني نظم لك أهزوجة خاصة بك يرددونها في الملاعب، ما رأيك في ذلك؟
□ عند زيارتي للعاصمة الأردنية عمان وجدت مفاجأة كبيرة من قبل جمهور الوحدات الأردني بترديد أهزوجة تحمل اسمي. أعتقد هذا شرف كبير لأي معلق وهي درجة من الدرجات التي يطمح لها المعلق بل في ذروتها واعتبرها من أفضل وأمتع اللحظات في حياتي، وأقدم شكري وتقديري لجمهور الوحدات الأردني الكبير وهو جمهور متعطش محب لفريقه وفي قمة الرقي. كان هذا الإطراء من قبلهم وسام على صدري وهذا مما يشجع المعلق لتقديم المزيد ويذكره بحجم المسؤولية الكبيرة.
■ هل سنسمع الحدي في كأس العالم 2022 في قطر؟ أي مباراة تتمنى التعليق عليها في هذه البطولة الخاصة جدا بالنسبة للعرب؟
□ إقامة بطولة بحجم كأس العالم في قطر هو شرف كبير بكل تأكيد، لأن البطولة عندنا في الدوحة، أتمنى أن أكون أحد معلقي كأس العالم 2022، البطولة للعرب وشرف للعرب، وأن تكون من ضمن الذين سيغطون هذا الحدث الرياضي الكبير ويكون لك أرشيف بصوتك في بطولة متميزة فهذا شرف كبير وأمر مهم جدا بالنسبة لمشواري في هذا المجال الرياضي. أما أي مباراة أرغب في التعليق عليها في كأس العالم، فهذا طبعا تحدده ظروف البطولة والمنتخبات المتأهلة، أتمنى أن يشارك منتخب بلادي البحرين ويكون حاضرا في مونديال قطر لذلك أتمنى أن أعلق على مباراة للبحرين في 2022، وأي منتخب عربي سيكون شرف كبير لي أن أعلق على مبارياته خلال هذه البطولة.
■ هناك اختلاف واضح بين صوت الحدي في الإذاعة والتلفزيون وصوته في التعليق؟ حتى اعتقد البعض أن صوتك مستعار؟
□ أنا أعتقد أن مسألة الحفاظ على الصوت طوال مجريات المباراه مسألة مهمة للغاية، فالتعليق لمدة 90 دقيقة من حماس وارتجال وآهات وأعصاب وتفاعلات مع الأهداف. ليس أمر سهلا على الإطلاق، والمعلق الشاطر يحاول أن يحافظ على صوته خلال 90 دقيقة وأحيانا أكثر، فلذلك أنا أتعمد أن تكون طبقة الصوت تكون مريحة بالنسبة لي، فلذلك تكون طبقة الصوت أوطى قليلا أو بطابع «قرار» لذلك الصوت يصبح أفخم في التعليق.
■ هناك من لا يفرق بين صوتك وصوت علي سعيد الكعبي، ويعتقد أن الحدي لم يتخلص بعد من عباءة الكعبي؟
□بالنسبة للمعلق علي سعيد الكعبي فله كل الاحترام والتقدير، هو أحد المعلقين الأساطير في الخليج، وله أسلوب متفرد وخاص به، الكل يشبهني به لا شك في ذلك، حتى أنا عندما أسمع صوتي في التعليق أدرك هذا الأمر. لكن هذا لم يكن على الإطلاق أمراً متعمدا بأن أقلد صوت علي سعيد الكعبي، لكن سبحان الله في اللحظة التي فكرت فيها باختيار أو التركيز على طبقة الصوت التي تكون مريحة لي في المباريات حدث تشابه كبير مابين صوتي وصوت الأستاذ علي الكعبي، ولكن أعتقد هناك فرق كبيرا ما بين ما يقدمه الكعبي وما يطرحه في تعليقه على الأحداث الرياضية، وما أقوم به أنا على مستوى التعليق على المباريات. الكل يمكن أن يعلم سواء من مشاهدين أو نقاد أو رياضيين بأن الذي يعلق هو الحدي أو الكعبي. دعني أقول لك أنه حتى الذين يكرهون خالد الحدي يستطيعون التفرقة بيننا في التعليق. واعتقد أن الأيام والسنوات ستكشف للجميع بأن هناك فرقا ما بين الطالب في التعليق خالد الحدي والأستاذ الكبير علي سعيد الكعبي.
■ معروف أن لك خلفية مسرحية وبالتالي بإمكانك أن تتقمص أي شخصية، هل هذا الأمر أثر على شخصيتك في التعليق؟
نعم كانت لي تجربة كبيرة في التمثيل، بل أن التمثيل من أهم التجارب في حياتي، وحققت عدة جوائز في هذا المجال. أما عن سؤالك هل هذا ساعدني على تقليد صوت علي سعيد الكعبي أعتقد هناك فرق ما بين التمثيل وتقليد الأصوات، هناك من يقلد الأصوات لكن لا يعرف كيف يمثل، التمثيل أرقى بكثير من مجرد التمكن من تقليد صوت ما، قد يكون في التمثيل جانب بسيط من التعليق، لكن في اعتقادي تمثيل الشخصية يختلف اختلافا كبيرا عن تقليد صوت الشخصية.
■لماذا أنت الوحيد من المعلقين الذي يلجأ إلى توظيف عدة لهجات في التعليق خاصة الخليجية؟ الشوالي مثلا يتحدث تونسي احيانا، حفيظ دراجي جزائري، علي محمد علي مصري.
□ هذا صحيح والسبب بسيط وهو أنني ابن بيئة خليجية، لهذا فإن مسألة توظيف اللهجات الخليجية في التعليق أمر طبيعي جدا بالنسبة لي. فأنا بحريني، متزوج من سعودية، ومقيم في قطر، وأقوم بزيارات كثيرة ومتكررة إلى الكويت وعمان والإمارات، لذلك أعتقد أنه جميل جدا أن تكون معلقا للخليج بكامله، فالكويتي يرغب في سماع «لزمة» كويتية، والبحريني أيضا يفضل سماع «شغلات بحرينية» ونفس الأمر بالنسبة للقطري والسعودي والإماراتي والعماني.
لهذه الأسباب أنا أحاول أن أوظف بعض العبارات في اللهجات الخليجية التي أعرفها جيدا بحكم أنني ابن البيئة الخليجية. والأمر لا يتعلق بمنطقة الخليج فحسب بل بكل العالم العربي، أحيانا أستعمل مصطلحات أردنية أو لبنانية أو مصرية أو عراقية. وهذا في رأيي يضيف لجماهيرية المعلق وانتشاره وهو مفيد جدا إذا استطاع المعلق أن يوظفه بطريقة وأسلوب جيد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية