طرابلس- «القدس العربي»: منذ فشل مساعي تنظيم الانتخابات الليبية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي لم يتعاط المجتمع الدولي مع الأزمة الليبية بالجدية المطلوبة رغم سيرها نحو التعقيد تدريجياً مع تعيين حكومة جديدة من قبل البرلمان، ورغم حل مسألة تعيين المبعوث الأممي الجديد إلا أنه وحتى الآن لم تطرح أي مبادرات لحل الأزمة.
ورغم غياب المبادرات لم تتوقف التصريحات من المسؤولين الدوليين المتعلقة بالأزمة الليبية، والمتضمنة مطالبات وتجديد وتشديد ومخاوف تدور في أذهانهم حول مستقبل ليبيا.
آخر هذه التصريحات جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي تأسف لطول أمد عدد من الصراعات في القارة الإفريقية بما فيها ليبيا، موضحاً أن الناس بدأوا يشعرون باليأس.
وتحدث عن ليبيا خلال كلمته أثناء عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي تزامنت مع الاحتفالات بالذكرى العشرين لتأسيس الاتحاد بمشاركة رئيس المفوضية الإفريقية موسى فكي محمد، على ما نشر الموقع الإلكتروني للمنظمة الأممية.
شأنه رغم التعاون بين المنظمتين الذي أصبح أقوى من أي وقت مضى، إلا أنه لا تزال هناك تحديات جسام لا يمكن تلبيتها إلا من خلال نهج محلي ومكيف، إضافة إلى تصميم كبير من المجتمع الدولي.
وأشار الأمين العام إلى استخدام القوة في كثير من الأحيان وجعلها الطريقة الوحيدة لحل النزاعات ضاربا المثال بالوضع في ليبيا وفي القرن الإفريقي، وإثيوبيا، وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي، والسودان، حيث تدفع النزاعات، التي طال أمدها، والوضع الإنساني المتردي الناس إلى اليأس.
كما اعتبر التغييرات غير الدستورية للحكومات آخذة في التزايد، ففي منطقة الساحل، يواصل عناصر تنظيمي داعش والقاعدة هجماتهم المميتة ويسعون إلى بسط سيطرتهم حسب قوله ولدى إشارته إلى مبادرة إسكات البنادق دعا الأمين العام الدول إلى ضرورة أن تطور قدراتها على اكتشاف النزاعات وإخمادها في مهدها.
يشار إلى أن غوتيريش وفي آخر تصريح له قال إن الانقسامات لا تزال تهدد ليبيا، محذراً من تسبُّب الانقسامات الجيوسياسية الحالية في تقويض عمل مجلس الأمن والقانون الدولي.
وتحدث عن الانقسامات الدولية في كلمته، في افتتاح أسبوع المناقشات رفيعة المستوى للدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك قائلاً إن العالم اليوم يعيش في ورطة كبيرة وأصبح مشلولاً، مضيفاً أن الحوار هو السبيل الوحيد إلى الأمام لأنه لا توجد قوة أو مجموعة بمفردها يمكنها اتخاذ القرار.
وفي سياق التحركات الدولية، ناقش سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، الجمعة، مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، الأساس الدستوري للانتخابات والإدارة الشفافة لعائدات النفط.
وتابع أن اللقاء الذي تم في العاصمة المصرية القاهرة بحضور مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، حسب ما نقل عنه حساب السفارة الأمريكية على موقع تويتر.
وعلى هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تحدث نورلاند في سبتمبر/أيلول الماضي في تسجيل مسجل عن أفكار جديدة واهتمام كبير بشأن ليبيا، وقال إن الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع الشركاء والمجتمع الدبلوماسي والزائرين الليبيين المتواجدين في نيويورك لمحاولة إعادة الزخم للعملية الانتخابية الليبية.
وتابع السفير الأمريكي أن جميع الأطراف تدرك أهمية العمل بسرعة للوصول للانتخابات في ظل العنف الحالي القائم في ليبيا، وذلك في وقت أعلن فيه الأمين العام تعيين مبعوثه الأممي الجديد إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، وشدد على أن إحدى أهم الرسائل التي تسعى بلاده لتأكيدها هي الدعم الأمريكي القوي لجهود باتيلي من أجل قيادة العملية السياسية والمساعدة في الوساطة بين الليبيين لاتفاق في أسرع وقت يقود لانتخابات ذات مصداقية.
وفي السياق ذاته، جدد سفير قطر لدى ليبيا خالد محمد بن زابن الدوسري، تأكيد قطر على دعم المسار السياسي الليبي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وكل الحلول السلمية التي تحافظ على وحدة ليبيا واستقرارها وسيادتها، وتحقق تطلعات شعبها في التنمية والازدهار.
وأكد خلال لقائه مع القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مساندة ودعم قطر الكامل للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبدالله باتيلي، من أجل الدفع قدماً بالعملية السياسية والاستقرار في ليبيا.
وقبل يومين عبّر الرئيس الجزائري عن أمله في أن تكون السنة المقبلة 2023 سنة الحل بالنسبة للأزمة الليبية، عبر التوصل إلى أرضية توافقية تؤدي إلى إجراء انتخابات، مؤكداً في تصريحات مشتركة مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، عقب محادثات جمعتهما بمقر الرئاسة الجزائرية الأربعاء أن كل الأصدقاء في أوروبا وكل الدول الصديقة والشقيقة أيقنت بأن الحل الوحيد يمر حتماً عبر الانتخابات، ووفقاً لما يقرره الليبيون أنفسهم دون تدخل من أي طرف.