لندن- “القدس العربي”: يدق الجيش الأوكراني ناقوس الخطر بسبب تراجع مخزونه من الأنظمة المضادة للطيران إس 300 السوفييتية مما سيضعف وضعه أكثر في الحرب الحالية. وقد تلجأ كييف إلى تصنيع أنظمة خاصة إذا وجدت البنية الصناعية المناسبة ولو في الغرب، بعدما دمرت روسيا معظم مصانع إنتاج السلاح في هذا البلد.
وتعتمد الحرب الحالية بين روسيا وأوكرانيا على سلاح الجو بمختلف مظاهره سواء الهجمات بالطائرات المقاتلة أو المسيرة ثم الاستعمال المكثف للأنظمة المضادة للطيران. وكان لدى أوكرانيا مخزون كبير من أنظمة الدفاع السوفييتية الصنع وخاصة إس 300، إذ كان هذا البلد قبل تفكك الاتحاد السوفييتي أقرب إقليم الى الغرب، ولهذا كانت القيادة في موسكو وقتها، إبان الحرب الباردة، قد نشرت أنظمة إس 300 بكثرة في أراضيه، واحتفظت بها أوكرانيا بعد استقلالها بداية التسعينيات، وهي عمادها في الحرب الحالية.
غير أن القيادة الأوكرانية تدق ناقوس الخطر، بسبب تراجع المخزون وربما نفاذه خلال الشهور المقبلة، علما أنها تستعمل هذا النظام الدفاعي وكذلك التي حصلت عليها من الغرب مثل باتريوت الأمريكية لاعتراض الصواريخ الروسية واعتراض المقاتلات ونسبة قليلة من المسيرات عندما تقترب من ضرب بنيات تحتية رئيسية. كما حصلت أوكرانيا على أنظمة إس 300 السوفييتية من دول أوروبا الشرقية، والتي قدمت لها كذلك بعض طائرات ميغ 29 علاوة على دبابات سوفييتية.
ويبقى المأزق أن الغرب لا ينتج أنظمة الدفاع الجوي بقدر كاف، ولا يمكنه الاستمرار في تزويد أوكرانيا الى ما لانهاية لاسيما وأن كل المؤشرات تدل على استمرار هذه الحرب لسنة أخرى. كما أن حرب أوكرانيا جعلت معظم دول العالم لاسيما التي تقع في مناطق النزاع تسعى إلى امتلاك أنظمة دفاع جوي.
في الوقت ذاته، لا تستطيع أوكرانيا إنتاج إس 300. لكنها في المقابل، وفق مجلة فوربس، لديها نظام خاص بها، كانت قد بدأت في إنتاجه بشكل تجريبي وهو نظام SD-300، شبيه بـ”إس 300″، ويبلغ مداه لاعتراض الصواريخ والطائرات مئة كلم. وكانت شركة LUNCH الأوكرانية قد كشفت عن هذا النظام خلال يونيو 2021، قبل اندلاع الحرب الحالية، وتعهدت بإنتاجه وبيعه لعدد من الدول، إلا أن روسيا دمرت مصانع الإنتاج.
ويبقى العائق الكبير، وفق الموقع العسكري “غلاكسيا ميلتيري” هو عدم وجود مصانع لدى أوكرانيا لإنتاج هذا السلاح بطريقة منتظمة وكبيرة. وكان الجيش الروسي قد قام خلال الأيام الأولى من اندلاع الحرب باستهداف مصانع الإنتاج الحربي من عتاد وذخيرة لحرمان الجيش الأوكراني من السلاح.
وأمام هذا المأزق، يتساءل خبراء في مجال التصنيع العسكري: هل ستنتج المصانع الغربية نظام الدفاع الجوي الأوكراني SD-300، وهذا يعني انتقال مهندسي السلاح الأوكراني واليد العاملة المهنية الى دول أوروبية من أجل عملية الإنتاج. عمليا، تبدو هذه العملية صعبة للغاية، لكن أمام ارتباط هذه الحرب بشكل كبير بأنظمة الدفاع الجوي، قد يصبح كل شيء ممكنا.