دمشق ـ بيروت ـ عمان ـ وكالات: تشهد محافظة حلب في شمال سورية تصعيدا في العمليات العسكرية لا سيما في محيط مطار منغ العسكري، في وقت تستمر التوترات الامنية المتنقلة على خلفية النزاع السوري في لبنان المجاور الذي نقل اليه خلال اليومين الماضيين عشرات الجرحى الذين اصيبوا في معركة القصير في محافظة حمص.
فقد سيطر مقاتلون معارضون الاثنين على احد مباني مطار منغ العسكري في محافظة حلب الذي يشهد معارك منذ اشهر، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ‘سيطر مقاتلون من الكتائب المقاتلة على مبنى الرادار في مطار منغ العسكري في محافظة حلب’.
واشار عبد الرحمن الى ان ‘اشتباكات عنيفة تدور داخل المطار منذ فجر امس بين المقاتلين والقوات النظامية’، مشيرا الى ان الطيران الحربي قصف صباح الاثنين محيط المطار.
في المقابل، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان ‘وحدات من جيشنا الباسل تصدت لمجموعات ارهابية حاولت الاعتداء على مطار منغ العسكري’ الواقع في الريف الشمالي لحلب، و’التسلل من الجهتين الشرقية والغربية الى المطار’.
ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اشهر السيطرة على هذا المطار المخصص للمروحيات. وهم يفرضون منذ شباط (فبراير) الماضي حصارا على عدد من مطارات محافظة حلب، في محاولة لتحييد سلاح الطيران الذي يعد نقطة تفوق اساسية لقوات نظام الرئيس بشار الاسد.
ويأتي هذا التصعيد في حلب غداة مقتل 119 شخصا في اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل المناطق السورية.
كما يأتي بعد معلومات عن حشد القوات النظامية خلال الايام الماضية قوات لها في محافظة حلب. ورجح مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان تبدأ معركة حلب قريبا ‘لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها’ من المعارضة المسلحة.
وبدا ان وتيرة العمليات العسكرية سترتفع في حلب بعد سقوط مدينة القصير في محافظة حمص (وسط) في ايدي قوات النظام التي سيطرت ايضا بمشاركة حزب الله اللبناني على كامل المنطقة المحيطة بالمدينة، ما اعتبر مكسبا مهما لقوات النظام.
الا ان مدير المرصد السوري يؤكد استمرار وجود مئات من الجرحى العالقين في منطقة القصير، من دون ان تعرف الامكنة التي يختبئون فيها تماما. وعبر عن خشيته على مصيرهم.
وكان عشرات الجرحى وصلوا من القصير خلال اليومين الماضيين الى لبنان بعد مسيرات مضنية على الاقدام استمرت اياما في مناطق وعرة وجبلية، وهم يتلقون العلاج في مستشفيات لبنانية في البقاع (شرق) والشمال.
وفي لبنان، يستمر التوتر الامني متنقلا بين المناطق على خلفية النزاع السوري، وسط تصعيد ايضا في حدة الخطاب المذهبي والسياسي بين اللبنانيين المنقسمين بين مؤيدين للنظام السوري وغالبيتهم من انصار حزب الله، ومناهضين للنظام ومعظمهم من انصار قوى 14 آذار، ومن ابرز اركانها الزعيم السني سعد الحريري.
وقد انفجرت عبوة ناسفة الاثنين زرعت الى جانب الطريق الدولية المؤدية الى معبر المصنع الحدودي الرسمي بين لبنان وسورية من دون ان تعرف الجهة المستهدفة فيها، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.
وقال المصدر ان العبوة ‘استهدفت سيارة +فان+ واخرى من طراز +بي ام دبليو+’، مشيرا الى ان السيارتين ‘تابعتا طريقهما في اتجاه الحدود السورية’، من دون ان يعرف ما اذا كان احد اصيب من ركابهما.
الى ذلك قال ناشطون معارضون الاحد ان القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد قتلت ما لايقل عن 100 شخص فروا من بلدة القصير بعد استيلاء قوات الجيش ومقاتلي حزب الله اللبناني الشيعي عليها الاسبوع الماضي.
واضاف الناشطون ان معظم القتلى اصيبوا في اطلاق نيران بنادق الية وقصف استمر على مدى الايام الثلاثة الماضية لدى محاولتهم عبور طريق سريع شرقي القصير الى مناطق خارج نطاق سيطرة قوات الاسد.
ولم يتسن التأكد على الفور من صحة هذا التقرير لان السلطات السورية تفرض قيودا على دخول وسائل الاعلام المستقلة.
وقال الناشط هادي العبد الله انه كان ضمن الاف الاشخاص الذين فروا من القصير وانتهى به الامر بين مجموعة من المدنيين والمقاتلين الذين تخلوا عن سياراتهم وساروا 35 كيلومترا عبر ارض زراعية لمنطقة تعرف باسم بساتين الحسينية قرب الطريق الرئيسي المؤدي الى مدينة حمص بوسط سورية.
واضاف انهم كانوا يحملون جرحى كثيرين من القصير وان هؤلاء كانوا من اول من قتلوا لانهم لم يتمكنوا من الهروب من اطلاق النار.
وقال ان معظم الجثث تركت وانهم تمكنوا فقط من اخذ 15 جثة. واضاف ان معظم الجرحى اعتقلوا ومن بينهم ابن عمه وانه اتصل بتليفونه المحمول ورد عليه رجل قال له ان بامكانه ان يأتي لاخذ اشلاء جثته.
وقال ناشط اخر اسمه محمد القصيري ان الجيش السوري انتشر في ثلاث مناطق قرب الطريق الرئيسي لاستهداف الفارين من القصير.
وقال القصيري الذين كان يتحدث من مدينة انطاكية التركية انه لم يتبق للخروج من القصير سوى ممر ضيق واحد ولكن الجيش السوري كان ينتظر في نهايته.
واضاف ان الجيش كان يريد ان يبعث برسالة مفادها ان اي شخص له اي صلة بالقصير سيعاقب.