بيروت ـ «القدس العربي»: صدرت قبل أيام الطبعة الثانية (أكتوبر/تشرين الأول 2019 ) من رواية الكاتب الليبي محمد عبد المطلب الهوني والتي تحمل اسم «مقبرة المياة». تدور أحداث الرواية عن قصص العديد من المهاجرين الافريقيين والسوريين عبر المتوسط إلى إيطاليا. جاءت الرواية بلغة سلسة ووصف دقيق للاماكن والشخصيات التي اختارها التي اختارها الروائي.
يقول الروائي الليبي إبراهيم الكوني في رسالة شخصية للمؤلف جاءت على غلاف الرواية :
العزيز محمد،، جوابا على سؤالك بشأن روايتك (مقبرة المياه) اسمح لي ان اسرد تجربة ذات دلالة في رأيي: فعندما كنت مع صديقي ومترجمي الى اللغة الألمانية هارتموت فيندريخ نراجع ترجمته لإحدى رواياتي في منتصف تسعينيات القرن الماضي فاجأني برأيٍ يقول فيه أن الرواية عندنا تسلية. وهو ما اعتبرتُه سوء ظنّ بعمل كان في حياتي دوماً قدس أقداس وهو الرواية، لأن حلمي دوماً ليس فقط أن أكتب رواية، ولكن أن تمكنني الأقدار يوما من ان أحترف كتابة الرواية. فما كان مني إلا ان اعترضت على رأيه: كيف يعقل ان يعامل الأوروبيون الرواية كمجرد تسلية، سيّما الألمان؟ هل أعمال غوته أو أعمال توماس مان الروائية تسلية؟
لم يفلح الرجل في محو الصدمة، إلى أن تلقيت رسالة من صديق سويسري آخر هو غيغر، الذي سبق واهديته نزيف الحجر بالألمانية، فكتب تعليقا ايجابيا على الرواية، لينتهي الى عبارة استوقفتني وهي: هذه اكثر من رواية. وهو ما يعني بالنسبة لإنسان خارج محفل المثقفين أن الرواية مسّت فيه اوتارا اكثر من مجرد تسلية، واذا ترجمناها الى لغتنا كمحترفين نقول ان الرجل اقتنص في الرواية رسالة الى جانب المتعة، لتكون ملاحظة غيغر بالنسبة لي رداً ضمنيا على رأي البروفيسور فيندريخ. هذا المفتتح اسوقه هنا لكي ابشرك بأن عملك أصاب هذين العصفورين العصيين برمية واحدة، مما يعني انك استطعت في اول عمل روائي تكتبه ان تشبع فضولنا للمتعة الجمالية الى جانب آداء واجب اعظم شأنا هو: الروح الرسالية. وهذا وحده اكثر من كافٍ.
وأعتقد أن حوارنا المطول الاخير، المفصّل والمستفيض، كان كافياً للإجابة على سؤال هام وهو: لماذا؟
وهو ما يغنينا عن الخوض فيه من جديد.
فأحر التهاني لأنك تحررت اولا (لأن الإبداع بالنسبة لي تحرر)، ولم تكتفِ ولكنك حررت ايضاً، لأننا هيهات ان نحرر إن لم نتحرر.
تقع الرواية في 352 صفحة من القطع المتوسط .