رام الله- ‘القدس العربي’: كشف أمين مقبول عضو المجلس الثوري لحركة فتح، بأن الرئيس عباس ذاهب للقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في لندن، بطلبات واضحة ومحددة، حيث سيقدمها استناداً على العدوان الإسرائيلي المستمر تجاه الشعب الفلسطيني، والهجمة الاستيطانية غير المسبوقة، ومطالبة الإدارة الأمريكية بأخذ دورها وتحديد موقفها من العدوان كدولة راعية لإسرائيل للجم هذه الحكومة العنصرية. وبكل تأكيد يقول مقبول سيتحدث جون كيري عن المفاوضات، لكن الأمر بالنسبة لنا واضح وضوح الشمس، وشروطنا محددة ومعلنة للعودة للمفاوضات كما جاء في بيان المجلس المركزي لمنظمة التحرير في اجتماعه الأخير، ويتلخص بترسيم الحدود، ووقف الاستيطان بشكل رئيس.
أما فيما يتعلق بالمصالحة، فأكد أنه إذا ما حاول كيري الضغط في هذا الموضوع، فرد الرئيس عباس سيكون واضحاً، ‘هذا شأن فلسطيني داخلي’، ولا يتعارض مع المفاوضات ولا مع المسيرة السياسية المتوقفة أصلاً.
وقال مقبول أن الأصل هو أننا سنستمع للوزير كيري إن كان يحمل جديداً لمناقشته، خاصة وأن سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي عند زيارتها الرئيس عباس قبل أيام في رام الله، أتت مستمعة لأنه وعلى ما يبدو فإن هناك حالة تقييم تجريها الولايات المتحدة، وأن الرئاسة الأمريكية أراد الاستماع مباشرة من الأطراف عما يدور وما حدث، رغم تعبيرها عن رغبة الإدارة الأمريكية في عودة المفاوضات.
لكنه قال صراحة أنه لا يعتقد بأن أمريكا التي لم تستطع إلزام إسرائيل خلال الأشهر التسعة الماضية من المفاوضات بأي شيء، قادرة على إلزامها بالموقف القانوني والشرعي تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه، لذلك فنحن سنواصل عملنا السياسي والديبلوماسي في كل ما يلزم، وأولويتنا هي إتمام المصالحة واستعادة وحدة الوطن والشعب.
وكانت وزارة الخارجية الامريكية، أعلنت بأن الوزير جون كيري، سيلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في لندن، للمرة الأولى بعد شهر من توقف مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية، وانتهاء التسعة أشهر دون تقدم. المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر بساكي، أكدت في بيان لها عقد هذا اللقاء بين كيري وعباس، بعد ان كانت قد نفته مسبقاً، مشيرة إلى أن الهدف من اللقاء هو مناقشة العلاقة مع الفلسطينيين وابقاء الباب مفتوحا امام مناقشة عملية السلام.
وكان الوزير جون كيري التقى الرئيس الفلسطيني نهاية شهر آذار/ مارس الماضي في عمان، واتفقا على الإجتماع مرة أخرى خلال أيام في رام الله، إلا أن إسرائيل أعلنت وقتها وبشكل مفاجيء عن موافقتها على بناء 700 وحدة استيطانية جديدة ورفضت اطلاق الدفعة الرابعة من الاسرى، الأمر الذي دفع الرئيس عباس بالتقدم بطلبات انضمام الى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية، ما جعل إسرائيل تقرر تعليق المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
بدورها أكدت مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس، التزام الإدارة الأميركية بدفع عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وقالت ‘رغم أننا وصلنا إلى فترة توقف في المفاوضات إلا أننا نواصل تشجيع الطرفين للعمل والتحرك نحو مستقبل للسلام.’
وقال وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي يوفال شتاينتس، ‘نحن حريصون على اقامة سلام ليس لأن أحدا يقول لنا اننا نحتاج للسلام، بل لانه مهم لدولة اسرائيل والاسرائيليين، مؤكداً بأن معظم الاسرائيليين سيؤيدون تقديم ‘تنازلات صعبة’ لكن شريطة ‘أنه سيكون هناك سلام فعلي حقيقي وأمن حقيقي لإسرائيل.’ كما صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مخاطباً اللجنة اليهودية الأميركية في واشنطن، بأن أمن إسرائيل غير قابل لأي مساومة، لكنه أكد أن إسرائيل ستصبح أكثر أمناً بفضل اتفاق سلام مع الفلسطينيين .
ودعا فابيوس كلا الجانبين للتعرف أكثر على فوائد اتفاق السلام، ودراسة ثمن فشل عملية السلام، مطالباً الجانبين بالعودة للمفاوضات.
فادي أبو سعدى