بغداد ـ «القدس العربي»: سقط نحو 10 من قوات البيشمركه الكردية، بين قتيل وجريح، إثر هجومٍ شنّه «الدولة الإسلامية» استهدف نقطة عسكرية، في حدود إقليم كردستان العراق، وفيما شددت القيادات الكردية، على أهمية التنسيق مع قوات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، لإنهاء خطر التنظيم، الذي بدأ بإعادة تنظيم صفوفه مؤخراً، اعتبروا أن الهجوم يمثّل «رسائل خطيرة».
وأعلنت وزارة البيشمركه في حكومة كردستان العراق، الأحد، إحباط «هجوم إرهابي» في حدود ناحية كولجو، في منطقة كرميان.
وقالت، في بيان صحافي، إن «في هجوم جبان، أقدمت مجاميع داعش الإرهابية بالهجوم على نقطة تمركز تابعة للواء الخامس مشاة لقوات البيشمركة في منطقة تبكي (كالان) ضمن حدود منطقة كولجو».
وأضاف البيان: «جراء الهجوم الإرهابي أصيب 4 من أفراد قوات البيشمركه بجروح، وتصدت قوات البيشمركه للهجوم بشدة وأحبطت الهجوم وقامت بمطاردة الإرهابيين، وإجبارهم على الفرار إلى جهة مجهولة».
وحسب البيان، «بعد ذلك توجهت قوة من البيشمركه إلى مكان الهجوم الإرهابي، وأثناء ذلك انفجرت عبوة ناسفة بالقوات الساندة، مما أدى إلى استشهاد 5 من أفراد قوات البيشمركه».
رئيس حكومة اقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، سارع إلى توجيه وزارة البيشمركه، لتكون على أهبة الاستعداد لإنهاء تهديدات التنظيم.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق أمس، «شعرت بحزن عميق لنبأ استشهاد كوكبة من أبطال البيشمركه الليلة الماضية (السبت/ الأحد) بينما كانوا يقدمون المساعدة إلى زملائهم في منطقة كولجو».
تهديد جدي
وأضاف: «إني إذ أعزي عوائلهم وذويهم، أسأل المولى القدير أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وجنانه، وأن يمّن على الجرحى بالشفاء العاجل».
ووفقا للبيان فإنه «حذرنا مراراً من مخاطر إرهابيي داعش وإعادة تنظيم صفوفهم، وخصوصاً في المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم (في إشارة إلى المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل) مستغلين بذلك الثغرات الأمنية في تلك المناطق، إذ أصبحوا يشكلون تهديداً جدياً على أمن المنطقة وسكانها».
ودعا، إلى «تفعيل المراكز الأمنية المشتركة بين قوات البيشمركه والجيش العراقي بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي ضد داعش، بهدف سد الثغرات الأمنية في تلك المناطق».
ووجه، «وزارة البيشمركه لتكون على أهبة الاستعداد واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء تهديدات إرهابيي داعش، ومنع إلحاق الخسائر بقوات البيشمركة وأهالي المنطقة».
توسيع التنسيق
كذلك، أصدر رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، بياناً حول هجوم تنظيم «الدولة» على قوات البيشمركه الكردية، دعا خلاله لتوسيع التنسيق بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية بمشاركة التحالف الدولي.
واعتبر، في بيان صادر عن مكتبه أمس، أن «اتساع واستمرار هجمات داعش رسالة جدية وخطيرة» مضيفا أن «هجمات داعش تولد خطراً حقيقياً في المنطقة».
بارزاني وطالباني يدعوان لتنسيق أمني مع قوات التحالف الدولي
ودعا إلى «زيادة التعاون بين البيشمركه والجيش العراقي في تلك المناطق».
وأكد أن هناك «حاجة عاجلة وآنية وأولوية للمزيد من التعاون والتنسيق بين البيشمركه والجيش العراقي بدعم من التحالف الدولي».
وجدد دعوته إلى «تفعيل أكثر وتوسيع آلية التنسيق بين الجهات المعنية في إقليم كردستان والحكومة الاتحادية بمشاركة ودعم التحالف الدولي».
وأشار إلى وجوب أن «يتصدى البيشمركه والجيش العراقي والتحالف الدولي بكل قوة ومقدرة لإرهابيي داعش وتهديداته وخطره».
إلى ذلك، نشر نائب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، القيادي في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» قوباد طالباني، بيانا، على خلفية الحادث، إذ، قال: «مرة أخرى، قام إرهابيو داعش بهجوم جبان على قوات البيشمركه في حدود كولجو. للأسف أدى الهجوم إلى استشهاد كوكبة من البيشمركه الأبطال والتحقوا بقافلة مليئة بالشهداء. بهذه الفاجعة أتوجه بعزائي إلى ذوي الشهداء وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى».
وأضاف: «هذا العمل الإرهابي، يثبت أن مخاطر التنظيم الإرهابي لا تزال موجودة، لذلك، يجب على الجهات المعنية من البيشمركه والجيش العراقي وقوات التحالف الدولي التنسيق أكثر للقضاء على تلك المخاطر وتسلل مسلحي داعش» مؤكداً في الوقت عيّنه أهمية «العمل على استئصال الفكر الإرهابي».
وفي تعليق آخر على الحادث، انضم، الرئيس المشترك لحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بافل طالباني، نجل الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، إلى المطالبات بأهمية إشراك التحالف الدولي في ضبط أمن المناطق التي تشهد نشاطاً للتنظيم.
«محاولة إرهابية جبانة»
وقال طالباني، في بيان صحافي أمس، إن «في محاولة إرهابية جبانة أخرى الليلة الماضية، تم الهجوم على الخنادق الأولى لقوات البيشمركه في حدود كولجو».
وزاد: «للأسف الشديد أدى الهجوم الإرهابي إلى استشهاد خمسة من البيشمركه الأبطال وأصيب أربعة آخرين بجروح» مديّناً في الوقت ذاته «بشدة الهجوم الإرهابي، وعزاؤنا الخالص لذوي وعوائل الشهداء، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى».
وأشار، إلى أن «لهذه الأعمال الإرهابية نحتاج إلى خطط وبرنامج مشترك وتنسيق، خاصة تكثيف العمل المشترك بين قوات البيشمركه والجيش العراقي، لمواجهة بقايا فلول داعش ومنع تحركاتهم التي تشكل تهديدا جديا في تلك الحدود».
وطالب بـ«إدارة الملف الأمني في تلك الحدود بصورة مشتركة، بسياسة ورؤية أخرى من أجل استتباب الأمن والاستقرار في تلك المناطق» على حدّ البيان.
كذلك، دانت القنصلية العامة للولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأحد، بشدة الهجوم، وقالت في بيان صحافي، إن «الولايات المتحدة تصرُّ على دعمها لقوات البيشمركه، ولقوات الأمن العراقية وتدعم جهودهما لضمان استمرار هزيمة داعش».
ويأتي هجوم التنظيم على قوات البيشمركه، تزامناً مع مقتل شخص حاول اقتحام دائرة العلاقات الخارجية لحكومة إقليم كردستان العراق، في مدينة أربيل، عاصمة الإقليم.
وقالت شرطة المحافظة في بيان، إن «في الساعة السادسة من مساء (السبت) حاول أحد الأشخاص اقتحام دائرة العلاقات الخارجية لحكومة إقليم كردستان في أربيل، ما أدى إلى مقتله إثر مواجهة اندلعت بينه وبين الحراس». وأضاف البيان أن «تم نقل الجثة إلى الطب العدلي، فيما تم فتح تحقيقاً في ملابسات الحادث». من دون كشف مزيد من التفاصيل.