بغداد ـ «القدس العربي»: قُتل وأصيب ثلاثة من قوات البيشمركه الكردية، أمس الأربعاء، إثر اشتباكاتٍ اندلعت بينهم وبين مسلحي «حزب العمال الكردستاني» شمال محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق.
وقال مدير الناحية ألند أمير في تصريح للصحافيين أمس، إن «قرب مفرق طريق في حدود ناحية جمانكي، جنوب قضاء العمادية شمالي محافظة دهوك، تعرضت قوات البيشمركه إلى هجوم أثناء قيامها بواجب المتمثل بتفقد النقاط التابعة لها، لتدور اشتباكات شديدة بينها وبين مقاتلي العمال الكردستاني».
إخلاء قرى
وأشار إلى أن «سكان من ناحية جمانكي اضطروا لإخلاء قراهم بسبب مسلحي حزب العمال» مشيرا إلى «إخلاء قرابة 40 قرية لغاية الآن، وعجز أهلها عن مزاولة أعمالهم اليومية».
وزاد: «مسلحو العمال الكردستاني يتواجدون بكثافة في الناحية، وهي تتعرض إلى القصف التركي لقرابة مرتين أسبوعيا جراء ذلك».
وفي وقتٍ لاحق من أمس، قال مدير ناحية جمانكي، في تصريح لوسائل إعلام كردية، إن «قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني اشتبكت مع مسلحي حزب العمال الكردستاني، في ناحية جمانكي في محافظة دهوك».
وأضاف، أن «الاشتباك أسفر عن مقتل أحد عناصر قوات البيشمركه وجرح اثنين آخرين».
استهداف عجلة
مواقع إخبارية كردية مقرّبة من الحزب الذي يتزعمه مسعود بارزاني، أفادت أن «مقاتلي العمال الكردستاني، استهدفوا عجلة لقوات البيشمركه صباح اليوم (أمس) بقذيفة صاروخ محمول، في ناحية جمانكي بقضاء العمادية» مؤكدة «سقوط ثلاثة جرحى من عناصر البيشمركه».
ووفقاً للمصادر فإن «عنصرا من الجرحى توفي لاحقاً متأثراً بإصابته» مبينة أن «المصابين الأخرين تم نقلهما إلى مستشفى طوارئ دهوك».
واعتبرت، حكومة إقليم كردستان هجوم «العمال الكردستاني» على قوات الإقليم، تجاوز الخط الأحمر.
جاء ذلك في بيان لحكومة الإقليم عقب اجتماعها الأسبوعي في العاصمة أربيل.
وأفاد البيان بأن «أي هجوم من هذا النوع يعد هجوما على شعب كردستان كافة ومؤسساته الشرعية».
وأضاف أن «هجوم منظمة (بي كا كا) تجاوز الخط الأحمر» مؤكدا أن حكومة الإقليم ستعمل على منع أي تدهور يحدث للوضع الأمني في كردستان، وفق البيان ذاته.
ومنذ بداية القتال بين حزب «العمال» والجيش التركي داخل أراضي إقليم كردستان، تم إخلاء 519 قرية، منها 363 في محافظة دهوك و118 في محافظة أربيل و40 قرية في محافظة السليمانية.
ويخوض حزب «العمال» صراعاً مسلحاً ضد تركيا منذ عام 1984، والحزب مدرج على قائمة الإرهاب لدى دول عديدة، وقد أكّد تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، قدمته للكونغرس بخصوص الإرهاب والمجموعات الإرهابية للعام 2019، في تموز/ يوليو الماضي أن «منظمة حزب العمال تعد جماعة إرهابية».
بارزاني يطلب إنهاء احتلال المسلحين لمناطق حدودية مع تركيا
وناحية جماكي، من المناطق التي يتواجد بها حزب «العمال الكردستاني» المناوئ لأنقرة، وتشهد بين مدة وأخرى مناوشات وتبادلا للقصف بين مقاتلي «العمال» والجيش التركي.
وكان الزعيم الكردي رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني قد حذّر، من تدهور الأوضاع جراء النزاع الدائر بين تركيا ومقاتلي حزب «العمال الكردستاني» في المنطقة الحدودية في إقليم كردستان، داعياً «العمال الكردستاني» إلى إنهاء احتلاله لتلك المناطق لتجنب المزيد من الصراع وكي تعود الأمور إلى نصابها.
ووجه بارزاني، أول أمس، رسالة الى شعب إقليم كردستان بخصوص الاوضاع التي يشهدها الإقليم والمنطقة. وقال في نص الرسالة: «في هذه الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة وضمن هذه الازمات التي تعصف بوطننا، أجد من الضروري أن أدعو كافة الكردستانيين أن يواجهوا هذه الاوضاع الاستثنائية بواقعية وأن يكونوا على قدر المسؤولية التاريخية لتجاوز العراقيل».
منع الاقتتال الداخلي
وأوضح أن «كردستان في هذا الوقت وأكثر من أي وقت آخر، تحتاج لدور المخلصين وللأوفياء من أبنائها لحماية وطنهم من المخططات التي تُحاك له، منوهاً بأن التاريخ يشهد «أننا جعلنا من الاقتتال الكردي ـ الكردي أمرا محرما، ونحن فخورون بهذا الأمر، لأن شعب كردستان وكافة الأطراف هي المتضررة من هكذا اقتتال».
وأضاف: «لكن لا ينبغي أن يُفهم موقفنا هذا بشكل خاطئ ويتم استغلاله وتحدي السلطة القانونية لإقليم كردستان، والسعي لفرض إرادة مسلحين غير شرعيين على شعب كردستان» مشدداً على أهمية «ألا يتم تحريمنا للاقتتال الكردي ـ الكردي أن يتم استهداف استقرار وأمن مدننا ونواحينا وقرانا، وأن يضطر مواطنونا إلى أن يتركوا أملاكهم وبيوتهم ومناطقهم وأن يكونوا ضحايا بدون حق وأن يستشهدوا دون أن ينبس أحد ببنت شفة».
«أفعال غير مقبولة»
وزاد: «بعد هجوم تنظيم داعش الإرهابي توجه عناصر البيشمركه الأبطال إلى جبهات القتال واضطروا لإفراغ العديد من المناطق الحدودية، وللأسف وبدل أن يدعم عناصر حزب العمال الكردستاني تجربة الإقليم؛ قاموا بالسيطرة على مناطق ثم ألحقوها بمناطق أخرى، ونصب الحزب نفسه نائبا للحكومة ومنع المواطنين من إدارة أملاكهم والعمل بها، كما فرض الضرائب والاتاوات على المواطنين، وبالتالي هذه الأفعال غير مقبولة والمواقف الوطنية والقومية تظهر بالأفعال لا بالأقوال».
وذكّر: «أننا قمنا بدعم نشاطاتهم في البداية وقدمنا لهم كافة أنواع المساعدة وقد كانت نواياهم سيئة، وفي مراحل عديدة قاموا بفرض الحرب علينا وبالتالي تضررت كافة الأطراف».
احترام الشرعية
وتابع: «أفضل موقف اليوم هو احترام السلطة الشرعية والقانونية في الاقليم، وإفراغ كافة المناطق التي تم احتلالها عبر الفرض بالقوة العسكرية التي اصبحت مصدر خوف لدى مواطني إقليم كردستان وحتى الآن، لم يتم إعمار مئات القرى بسبب وجود عناصر حزب العمال الكردستاني والتي حولت تلك المناطق إلى ساحات حرب وتدمير».
وختم، رسالته بدعوة «كافة الأطراف، ومن أجل ألا تسوء أوضاع وطننا أكثر، ومن أجل أن يتم إعمار المناطق المدمرة، ومن أجل قطع الطريق أمام أحداث غير مرغوب فيها، ينبغي عدم افساح المجال لأي طرف أن يفرض نفسه بالقوة وأن يتم دعم نضال وتضحيات البيشمركه وشعبنا المظلوم وأن نكون على قدر مسؤوليات هذه المرحلة».