الخرطوم ـ «القدس العربي»: أدت هجمات نفذتها قوات «الدعم السريع» بالطائرات المسيرة والمدافع الأرضية إلى مقتل 38 مدني بينهم 4 أطفال وإصابة (31) آخرين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وشنت القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو «حميدتي» هجمات متتالية مساء السبت وفجر الأحد على مناطق وسط وغرب الفاشر.
فيما قال الجيش أنه صد محاولة تسلل نفذتها قوات الدعم من الناحية الجنوبية للمدينة بالإضافة إلى تنفيذه عمليات نوعية قتل خلالها العشرات من منسوبي الدعم أسقط خلالها (4) طائرات مسيرة ودمر واستولى على سيارات عسكرية، مؤكدا أن المدينة تحت السيطرة.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة مدينة الفاشر إن طائرة مسيرة قصفت حي «أولاد الريف» وسط المدينة بأربعة صواريخ شديدة الانفجار، مما أدى إلى مقتل (38) شخص وإصابة أكثر من (20) آخرين بجروح خطيرة.
وأضافت: «لقد أظلمت سماء الحي إثر هذه الحادثة الأليمة وزادت من معاناة سكانه الذين يعيشون في ظروف قاسية في ظل تصاعد هجمات الدعم السريع على المدنيين والمناطق السكنية».
بالتزامن، أعلنت شبكة أطباء السودان، مقتل 7 أشخاص بينهم (4) أطفال وإصابة (11) آخرين جراء قصف الدعم السريع لمعسكر شالا للنازحين غرب الفاشر.
وحذرت الشبكة، من استمرار القصف الممنهج للدعم السريع على معسكرات النازحين ومواقع تجمعات المدنيين في المدينة مما تسبب في خسائر فادحة في الأرواح.
ونوهت إلى أن تصاعد وتيرة العنف تنذر بموجات جديدة للنزوح، مشيرة إلى أن عشرات الآلاف من النازحين ومئات الآلاف من المواطنين محاصرين داخل المدينة.
وطالبت الشبكة، «الدعم السريع» باحترام القرار الدولي الداعي لوقف القصف والحصار والهجمات على مدينة الفاشر التي قتل فيها المئات من المدنيين العزل وهجر منها الآلاف من مساكنهم التي تحولت لمواقع عمليات عسكرية نشطة.
وفي السياق قال الجيش السوداني إن الأوضاع في الفاشر تحت السيطرة الكاملة، بعد صد القوات المسلحة والقوة المشتركة للحركات المسلحة محاولة نفذتها الدعم السريع للتسلل إلى المدينة من الناحية الجنوبية.
وذكر أنها كبدت الدعم خسائر فادحة في العتاد والأرواح كما نفذت عمليات ناجحة مسنودة بالقوات الجوية استهدفت بها تجمعات وتحركات للدعم السريع في الاتجاه الشمالي والشرقي للمدينة تسببت في مقتل أعداد كبيرة من منسوبي الدعم السريع.
واستنكر هجوم الدعم على الأحياء السكنية، مشيرا إلى أنه في اعقاب كل هزيمة تستهدف تلك القوات الأحياء السكنية والمواطنين العزل بالقصف الممنهج.
وقال إن الدعم نفذ هجوم مدفعي أصاب عن طريق الخطأ تجمعات لمنسوبيها في المحور الجنوبي الغربي للمدينة مما أسفر عن مقتل عشرين من مقاتليها على أقل وتدمير سبعة مركبات قتالية.
وتسلمت قوات العمل الخاص التابعة للجيش مركبة قتالية بكامل عتادها وأسرت طاقمها ودمرت عربة قتالية أخرى لقوات الدعم السريع، فضلا عن إسقاط أربع طائرات مسيرة.
ومنذ أيار/ مايو الماضي، تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غرب السودان، حيث تصدى الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة له لأكثر من 150 هجوم على المدينة.
وتتهم وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بعدم الاكتراث بالقرارات الأممية
وفي حزيران/ يونيو الماضي أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً تحت الفصل السادس، دعا إلى التهدئة في شمال دارفور.
وطالب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2736، المعتمد في 13 حزيران/ يونيو 2024، قوات الدعم السريع بوقف حصارها لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، داعيا إلى خفض التصعيد في المدينة ومحيطها وسحب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين، ويطالب جميع أطراف النزاع بالتزام القانون الدولي الإنساني.
وطالب جميع الدول بالامتناع عن التدخل وعدم تأجيج الصراع والامتناع عن نقل الأسلحة والعتاد لدارفور.
ودعا القرار الأممي الصادر عن مجلس الأمن الدولي طرفي القتال بالتهدئة والالتزام بالتنفيذ الكامل لإعلان جدة الخاص بحماية المدنيين الموقع في 11 مايو/ أيار من العام الماضي.
وتحذر الأمم المتحدة من تصاعد العنف المسلح على نطاق واسع في مدينة الفاشر مما يهدد حياة الآلاف من المدنيين خاصة في مخيمات النازحين داخليا، المكتظة بآلاف الفارين من المعارك.