مقتل 4 من قوات النظام السوري و2 من الميليشيات الإيرانية بقصف إسرائيلي على ريف دمشق

هبة محمد ووائل عصام
حجم الخط
0

أنطاكيا – دمشق – «القدس العربي» : شنت طائرات إسرائيلية فجر أمس الاثنين، غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية للنظام السوري والميليشيات الإيرانية في محيط دمشق، أسفرت عن مقتل وجرح نحو 10 من قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية.
وأورد المرصد السوري أن الغارات الإسرائيلية طالت مواقع عسكرية ومستودعات يتواجد فيها مقاتلون موالون لإيران في محيط مطار دمشق العسكري، فضلاً عن منطقة مطار الديماس ومحيط الكسوة قرب العاصمة السورية. وأودت الضربات، وفق المرصد، بحياة أربعة عسكريين سوريين بينهم ضابط ومقاتلين اثنين غير سوريين مواليين لإيران، كما أسفرت عن إصابة ستة آخرين بجروح. وقالت وكالة أنباء النظام الرسمية “سانا”، الاثنين، إن أربعة عسكريين قتلوا وأصيب أربعة آخرون جراء عدوان جوي إسرائيلي استهدف بعض النقاط في محيط دمشق.
ضابط منشق عن النظام السوري من دمشق قال لـ”القدس العربي” إن سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي استهدف فجر الاثنين “فوج المدفعية 976، المعروف سابقاً اللواء 27 في منطقة تل منين بريف دمشق الشمالي”، مشيراً إلى أن القصف دمّر مستودعات صواريخ متوسطة المدى، تابعة لقوات النظامين السوري والإيراني.
وقال: تضم المستودعات كل شيء يتعلق بالصواريخ في سوريا، وتتبع حالياً للميليشيات الإيرانية، مضيفاً أن “السبب استيلاء إيران على مراكز البحوث العلمية ومشاريع إنتاج الصواريخ، حيث تستهدفها إسرائيل تباعًا في كل من دمشق وحماه وحلب”. وبحسب المصدر، فإن الغارة الجوية أسفرت عن مقتل 2 من الضباط و6 عناصر، فضلاً عن جرح نحو 10 عناصر.
ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري قوله “حوالي الساعة الثانية وعشرون دقيقة من فجر اليوم (أمس) نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها”. وأضاف المصدر أن العدوان أدى إلى مقتل أربعة عسكريين وإصابة أربعة آخرين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.
وكشفت مصادر ميدانية خاصة لـ”القدس العربي” عن طبيعة الأهداف العسكرية التي استهدفتها الصواريخ الإسرائيلية ليل الأحد/الإثنين في محيط مدينة دمشق، وأوضحت أن القصف الجوي استهدف مواقع عدة في شمال وغرب العاصمة دمشق، وتحديداً في بلدة منين، وهي المنطقة التي تحتوي على مستودعات عسكرية “ضخمة “تابعة للنظام السوري. وبحسب الخبير العسكري والباحث بالشأن الإيراني، ضياء قدور فإن الأهداف التي ضربتها إسرائيل متعلقة بمسار التهريب البري الممتد من مراكز ومواقع البحوث العلمية غربي دمشق نحو الحدود اللبنانية السورية.
وقال قدور لـ”القدس العربي”، “تعتبر المواقع المتفرقة التابعة للبحوث العلمية السورية المنتشرة غربي العاصمة دمشق، والتي غدت بمناصبها الرئيسية الحساسة وبنيتها التحتية تحت السيطرة الإيرانية، بمثابة حلقة وصل مفصلية في إنتاج وتطوير وتخزين ونقل المعدات الحساسة والصواريخ الدقيقة نحو “حزب الله” اللبناني. وأَضاف أن صور الانفجارات الضخمة أثناء الغارات الإسرائيلية تشير إلى استهداف مخازن ومستودعات استراتيجية مهمة في منطقة منين، مضيفاً “تلقت منطقة منين عدداً أقل من الغارات الإسرائيلية خلال العقد الماضي، مقارنة ببقية مواقع البحوث العلمية السورية المنتشرة في جمرايا غربي مصياف، مما يشير لاختلاف في طبيعة الأهداف التي طاولها القصف الإسرائيلي هذه المرة”.
وأكد الخبير العسكري أن إحدى النقاط التي أعربت إسرائيل عن قلقها منها مؤخراً هي خطورة انتقال جزء من ترسانة الأسلحة الكيميائية التي تعمل كل من إيران والنظام السوري على تطويرها وتوطينها في مواقع البحوث العلمية، إلى حزب الله لاستخدامها في أي حرب مقبلة ضد إسرائيل. وبذلك، يرجح قدور أن تكون الغارات الأخيرة متعلقة ببرنامج تطوير الأسلحة الكيميائية التابع للنظام السوري، خاصة في مراكز البحوث العلمية حول دمشق.
وحول تأثير الضربات الأخيرة والسابقة على انتشار الميليشيات المدعومة من إيران، قال “من وجهة نظرنا، لم توقف الغارات الإسرائيلية الطموحات الإيرانية في سوريا، رغم أنها ساهمت في تعطيل أو تأخير أو إعاقة تقدم بعض المشاريع لفترة من الزمن، ومقتل عدد مهم من الخبراء الإيرانيين”. وتابع بقوله “من الأهمية بمكان أن نعلم أن إيران تعمل على تجميع التراكمات الصغيرة من الإنجازات والاختراقات على المستوى التشغيلي بغض النظر عن حجم وكمية الخسائر البشرية والمادية، وهو ما يبين الإصرار الإيراني في هذا الصدد، والعمل الحثيث على تحويل سوريا كمنصة استراتيجية خلفية لدعم حليفها حزب الله، وجبهة جديدة لمواجهة إسرائيل”. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن القصف تسبب بتدمير مستودعات للسلاح والذخائر في المواقع المستهدفة. وأحصى المرصد السوري خلال العام الجاري، 22 غارة إسرائيلية استهدفت الأراضي السورية، 17 منها جوية و5 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 51 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات. وتسببت تلك الضربات بمقتل 59 من العسكريين بالإضافة لإصابة 61 آخرين منهم بجراح متفاوتة.
موقع “صوت العاصمة” المحلي قال الاثنين، إن أربعة صواريخ إسرائيلية جرى إطلاقها من طائرات حربية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية بين مدينة صيدنايا وبلدة منين شمال دمشق. وأشارت المصادر إلى أن المنطقة المستهدفة تحوي مستودعات تُعرف باسم “مستودعات منين” تتبع لجيش النظام السوري وتستخدمها الميليشيات الإيرانية بغرض التخزين. وشوهدت الحرائق من المنطقة المستهدفة بالتزامن مع حركة كثيفة لسيارات الإسعاف انطلاقاً من عدة مناطق بمدينة دمشق.
وحاولت الدفاعات الجوية من سفح قاسيون ومواقع أخرى التصدي للصواريخ الإسرائيلية، ليسقط أحدها في محيط قرية دورين القريبة من الحدود السورية- الإسرائيلية، في حين قالت وسائل إعلام روسية بأن صاروخاً يتبع للدفاعات السورية استطاع اختراق الأجواء الإسرائيلية خلال عملية التصدي. ونفى المصدر، تعرض منطقة الديماس لأي غارات إسرائيلية كما تناقلت وسائل إعلام محلية وصفحات إخبارية.
وسُبِق القصف الإسرائيلي بعمليات مسح واسعة ومراقبة شملت جنوب ووسط سوريا إضافة إلى الساحل السوري وحلب خلال الأسبوعين الأخيرين من قبل طائرات الاستطلاع والإنذار المبكر الإسرائيلية. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية في 14 حزيران الفائت مقرات عسكرية تابعة لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية بالقرب من بلدة المقليبية في ريف دمشق بالتزامن مع استهداف موقع عسكري بالقرب من مطار دمشق الدولي. واستهدفت الطائرات الإسرائيلية موقعاً عسكرياً في 29 أيار الفائت بالقرب من بلدة حفير الفوقا في ريف دمشق تبين لاحقاً أنه قاعدة عسكرية تابعة للواء 67 في جيش النظام السوري وتستخدمه مؤخراً ميليشيا حزب الله اللبنانية لتشغيل أنظمة دفاع جوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية