دمشق – «القدس العربي»: نفذت هيئة تحرير الشام التي تسيطر على محافظة إدلب وقسم من ريف حلب، شمال وشمال غرب سوريا،أمس الأربعاء عمليتين نوعيتين ضد قوات النظام السوري خلف خطوط التماس في كل من ريفي حلب وإدلب. في وقت يسعى الرئيس التركي تأكيد خطط الحكومة التركية إعادة اللاجئين السوريين الى الشمال السوري وتحدث عن عودة حوالي 500 ألف سوري حتى الآن نتيجة استراتيجيته التي جعلت العديد من مناطق الشمال السوري آمنة لعودتهم مؤكداً أن أعدادهم ستزداد في المستقبل مع انتهاج سياسة التطبيع الجديدة مع دمشق. وقال مصدر عسكري مطلع لـ «القدس العربي» إن العملية الأولى نفذها لواء أبو بكر الصديق، التابع لهيئة تحرير الشام، فجر يوم الأربعاء عند الساعة السادسة صباحاً على محور قرية تلة كوكبة في ريف إدلب الجنوبي.
4 نقاط عسكرية
والهدف وفق المصدر « 4 نقاط عسكرية تابعة للفرقة 11 لدى قوات النظام السوري، في تلة كوكبة في جبل الزاوية» مشيراً إلى أن العملية نفذت عبر «التسلل خلال أوقات الضباب» وأسفرت عن مقتل 7 عناصر من قوات النظام، بينما انسحب عناصر هيئة تحرير الشام دون خسائر بشرية. وقال المصدر، إن عناصر اللواء تمكنوا من سحب «أسلحة متوسطة رشاش دوشكا وقواذف آر بي جي وقناصات مزودة بمناظير ليلية». وبعد ساعات، نفذت هيئة تحرير الشام عملية ثانية، استهدفت الفرقة 30 «مواقع للحرس الجمهوري» في ريف حلب الغربي. وقال المصدر العسكري، إن العملية استهدفت «أربعة أبنية متصلة مع بعضها تابعة للحرس الجمهوري» في ريف حلب.
وحول طريقة الهجوم، أوضح الضابط المنشق عن النظام السوري، أن هيئة تحرير الشام، جهزت «نفقاً كانت قد حفرته تحت الأرض، ثم عملت على التلغيم والتفجير» مشيراً إلى أن الخسائر غير معروفة لكن الأبنية مدمرة بشكل كامل. وقدّر المتحدث أن يضم كل بناء «بحدود من 8 إلى 10 عناصر» بينما أسفرت العملية عن جرح 3 عناصر من هيئة تحرير الشام.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن عدد اللاجئين العائدين إلى سوريا سيزداد كلما آتت الاتصالات الدبلوماسية التي تجريها تركيا منذ مدة مع روسيا وسوريا ثمارها حسب وكالة الأناضول. جاء ذلك في كلمة ألقاها، الأربعاء، خلال المؤتمر الدولي لأمناء المظالم الذي عقد في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة.
وقال إن «انتهاكات جديدة تضاف باستمرار إلى الانتهاكات الجسيمة التي تتجاهل حقوق الإنسان وحريته وكرامته في أجزاء كثيرة من العالم، من سوريا وصولاً إلى فلسطين، ومن اليمن إلى أراكان، ومن تركستان الشرقية إلى إفريقيا». وأشار إلى أن جرائم الكراهية مثل العنصرية الثقافية وكراهية الأجانب ومعاداة الإسلام «وصلت إلى أبعاد مروعة، لا سيما في المجتمعات الغربية». وأوضح أن «الحريات الأساسية لملايين المسلمين تنتهك، وتهان مقدساتهم تحت ستار حرية التعبير، وتصور معتقداتهم على أنها مصدر تهديد». وعن العودة الطوعية للاجئين السوريين، أكد أردوغان أنها تتسارع كلما تحسنت الأجواء الأمنية في شمال سوريا. وتابع أردوغان: «عاد حتى اليوم نحو 500 ألف لاجئ سوري للأماكن التي حوّلناها إلى مناطق آمنة». وأضاف: «عدد اللاجئين العائدين لبلادهم سيزداد كلما آتت الاتصالات الدبلوماسية التي تجريها تركيا منذ مدة مع روسيا وسوريا بثمارها». وأكد أن بلاده ستستمر في أداء واجب الأخوة والجوار والإنسانية حتى يتم تهيئة بيئة سلام واستقرار وسلام في سوريا.
إنقاذ 20 ألفاً
وفي سياق متصل، بيّن أن أعداد المهاجرين الذين تم إنقاذهم من شفا الموت بفضل العمليات في بحر إيجة بلغ 20 ألفاً العام الماضي فقط. وتابع: «في المقابل، يحظى بالتقدير أولئك الذين يتركون المهاجرين يواجهون الموت في بحر إيجة ويقومون بضربهم وسرقتهم وسلبهم وقتلهم بإغراق قواربهم عمداً».
وفي حديثه عن الإرهاب، لفت أردوغان إلى «تمتع إرهابيين سفكوا دماء مواطنين من الشعب التركي ونفذوا أعمالاً إرهابية استهدفت المدنيين بالحماية وذلك بذريعة أنهم طالبو لجوء سياسي». وأشار إلى أن «بعض البلدان التي نعمل معها تحت سقف حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو مجلس أوروبا أو الأمم المتحدة أصبحت اليوم مأوى للفارين من العدالة التركية». وشدّد على أن أحداث العنف التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس مؤخرًا كشفت عن مدى خطأ التمييز بين «إرهابي جيد وإرهابي سيئ».
وأعرب عن أمله أن تؤدي تلك الأحداث إلى إطلاق حقبة جديدة في مكافحة الإرهاب. وأكد أردوغان أن تركيا اتخذت موقفا حازما لمكافحة الإرهاب، وفي الوقت نفسه مدت يد العون للمظلومين. وتابع: «احتضنا أكثر من 4 ملايين مظلوم، بينهم 3.5 ملايين سوري، فروا من مناطق الصراع.. لم ننظر إلى عقيدة أي شخص أو أصله عندما كنا نقدم المساعدة للمضطهدين الذين يحاولون التشبث بالحياة في مخيمات سوريا «.