الدوحة: رفعت قطر سقف تنظيم بطولات كأس العالم لكرة القدم إلى آفاق جديدة بفضل استضافتها المبهرة والاستثنائية لمونديال 2022 الذي اختُتمت مبارياته الأحد 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بحسب إشادات عديدة.
هذا النجاح يعود إلى جهود اللجنة المنظمة وما حظيت به من خبرات متراكمة منذ نيل حق استضافة البطولة عام 2010، بجانب تسخير الدولة الخليجية كافة مواردها لإخراج نسخة مثيرة للإعجاب، وهو ما تحقق منذ حفل افتتاح البطولة في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتمكن المنتخب الأرجنتيني من الظفر بمونديال قطر بعد تغلبه في المباراة النهائية على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح، بعد انتهاء المباراة بالتعادل بثلاثة أهداف لكل من المنتخبين.
ومع إسدال الستار على الحدث الكروي الأكبر، تبرز إلى الواجهة إشادات عالمية على مستوى قادة دول ولاعبين مشهورين ومؤسسات رياضية ووسائل إعلام بتنظيم قطر نسخة استثنائية في تاريخ بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هي الأفضل منذ أول مونديال في أوروغواي عام 1930.
كذلك يبرز الحديث عن مكاسب عديدة حققتها وستحققها قطر بفضل استضافتها البطولة العالمية، خاصة وأنها تندرج ضمن رؤية قطر الوطنية 2030 الهادفة إلى رفع مستوى معيشة المواطنين عبر تدعيم أسس الاقتصاد.
ومن الناحية الاقتصادية، حققت البطولة أعلى عائد مالي في تاريخها، إذ بلغت العوائد المالية حوالي 17 مليار دولار، فيما وصلت إيرادات “فيفا” إلى 7.5 مليارات دولار على مدار السنوات الأربع الماضية، علماً بأن إجمالي ميزانية “فيفا” للبطولة بلغت 1.7 مليار، بحسب بيانات وكالة الأنباء القطرية.
نجاح مبهر
البطولة الأبرز والأكبر في عالم كرة القدم مثلت فرصة كبيرة لعشاق الساحرة المستديرة في أنحاء العالم للتعرف على قطر وثقافة الشعوب العربية عبر مظاهر الرقي والتقدم التي أظهرتها الدولة بمواكبة أحدث الصيحات العالمية في الاقتصاد والمعرفة والرياضة والإنفاق ببذخ على مشروعات مستدامة.
ومشيدًا ببطولة 2022، أكد “فيفا” أن مونديال قطر هو خارطة طريق لضمان أقصى كفاءة عملية للنسخ المقبلة من البطولة.
كما أثنى قادة عالميون على ما قالوا إنه نجاح باهر حققته قطر وشهادة تميز في حقها وإثبات لقدرتها على التنظيم الرائع ورد على كل المشككين في نجاحها.
8 مليارات دولار
وخلال السنوات المقبلة من المتوقع أن تكون استضافة قطر للبطولة سببا في استقطاب حوالي 40 مليون سائح، خاصة أنها استقبلت 1.2 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم لمتابعة مباريات البطولة بمشاركة 32 منتخباً، وفقاً للجنة المنظمة.
وبالنسبة للعوائد المالية المباشرة من البطولة، فقد سجلت 8 مليارات دولار، فيما تفيد توقعات بأن العوائد الاقتصادية طويلة الأجل بين عامي 2022 و2035 ستسجل 9.9 مليارات دولار، إضافة إلى توقعات بنمو الاقتصاد القطري بنسبة 3.4 بالمئة عام 2022-2023.
مركز للتجارة والسياحة
وفي سبيل تجهيز الملاعب والبنية التحتية والسياحية اللازمة لاستضافة البطولة، أنفقت قطر حوالي 200 مليار دولار.
وهذا الإنفاق سينعكس إيجاباً على مستقبلها كوجهة سياحية رائدة في إطار استراتيجية تنويع الموارد الاقتصادية بعيداً عن النفط والغاز الطبيعي.
وقطر من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للغاز، لكنها تسعى إلى تحقيق نمو اقتصادي أكبر بعيداً عن قطاع الطاقة سريع التقلب، والتحول بدلاً عن ذلك إلى مركز عالمي للتجارة والسياحة.
وهذا التوجه دعمه تنظيم كأس العالم والمشروعات السياحية والبنية التحتية التي ارتبطت به مثل المطار الجديد والفنادق والمراكز التجارية وغيرها.
أولمبياد 2036
كما تسعى قطر إلى توظيف ملاعب البطولة والبنية الرياضية المرتبطة بها في استضافة فعاليات كروية كبرى مثل دوري أبطال أوروبا (لأندية) ودوري الأمم (للمنتخبات) وغيرها من البطولات القارية اللامعة في عالم كرة القدم.
ومع نجاح القطريين في تنظيم كأس العالم 2022 تعززت طموحاتهم حتى أن قطر تعتزم الترشح لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036 في الدوحة، بحسب ما أعلنه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ.
وعلى هامش متابعته لكأس العالم من الدوحة، أضاف باخ أن “قطر أثارت إعجابي لأن ما أُنجز خلال 12 عاماً كان استثنائياً”.
(الأناضول)