الجزائر- “القدس العربي”:
أجرى الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون والتونسي قيس سعيد محادثات عبر الهاتف تطرقا فيها إلى “العلاقات الثنائية الأخوية الصلبة بين البلدين الشقيقين”، وذلك في إشارة غير مباشرة لنفي الأخبار المتداولة عن تضرر العلاقات بين الجزائر وتونس، في أعقاب ما اصطلح عليه بأزمة الناشطة السياسية الجزائرية أميرة بوراوي.
يبدو من الصيغة التي كتب بها الخبر، أن تبون كان المبادر بالاتصال بسعيد، لطمأنته على حرص الجزائر على بقاء علاقاتها قوية مع تونس
وذكر التلفزيون الجزائري “أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أجرى الثلاثاء 14 شباط/فيفري، مكالمة هاتفية مع أخيه وشقيقه فخامة رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة السيد قيس سعيد، تطرقا فيها إلى العلاقات الثنائية الأخوية الصلبة بين البلدين الشقيقين، كما تناول الرئيسان مسائل ثنائية ذات الاهتمام المشترك”.
ويبدو من الصيغة التي كتب بها الخبر، أن الرئيس الجزائري كان المبادر بالاتصال بنظيره التونسي، لطمأنته على حرص الجزائر على بقاء علاقاتها قوية مع تونس، والرد من جانب آخر على الأخبار التي تداولتها الصحافة الفرنسية وحتى التونسية، حول أزمة صامتة حدثت بين البلدين، عقب حادثة مغادرة الناشطة أميرة بوراوي لفرنسا عبر تونس واجتيازها الحدود الجزائرية بطريقة غير شرعية والأخبار التي تحدثت عن ترخيص الرئيس التونسي قيس سعيد شخصيا لها بمغادرة تونس.
وكانت الجزائر قبل ذلك، قد اتهمت الصحافة الفرنسية، بمحاولة الإضرار بالعلاقات الجزائرية التونسية. وقال وزير الاتصال محمد بوسليماني، في حوار له لموقع “الجزائر الآن”، أعادت نقله وكالة الأنباء الرسمية، أن “العلاقات الجزائرية-التونسية متينة، خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، ولن تزعزعها شطحات إعلامية معلومة الأهداف، لوسائل الإعلام الفرنسية التي لم يرق لها ولا لعرابيها أن تكون الجزائر سيدة قراراتها”، مؤكدا أن “الجزائر اختارت أن تكون بجانب تونس بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
واتهم الوزير الصحافة الفرنسية بأنها حاولت بطريقة يائسة استغلال قضية بوراوي لزعزعة العلاقات المتينة والأخوية بين الجزائر وتونس، مشيرا في هذا السياق إلى قرار الرئيس المجيد تبون تسهيل عبور المواطنين التونسيين، وعدم عرقلتهم في الدخول إلى الجزائر عبر مراكز الحدود، ليغلق حسبه، هذا الباب نهائيا. وفي الساعات الأولى التي أعقبت مغادرة بوراوي، بقي مئات التونسيين عالقين في المعابر الحدودية بعد أن كانوا يريدون دخول الجزائر، وهو ما تم تأويله بوجود أزمة دبلوماسية بين البلدين.
وكانت جريدة “لوموند” الفرنسية أول من تحدث عن أن الرئيس التونسي قيس سعيد هو شخصيا من سمح للناشطة بوراوي بمغادرة التراب التونسي، كما أكدت أميرة بوراوي نفسها ذلك. لكن هذه الرواية تبدو مرفوضة في الجزائر، إذ لم يتم توجيه أي انتقاد لتونس من الإعلام الحكومي الذي يعبر عن التوجه الرسمي للسلطة. وما يرجح، من وجهة نظر جزائرية، أن المسألة تمت على مستوى وزير الخارجية التونسي الذي تمت إقالته بعد تلك الحادثة، وهي الرسالة التي التقطتها الجزائر باعتبارها رد فعل من قيس سعيد لتجاوز الموقف، وبادلها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بإجرائه أول اتصال مع نظيره التونسي الجديد.
كانت “لوموند” أول من تحدث عن أن قيس سعيد هو شخصيا من سمح للناشطة بوراوي بمغادرة تونس، كما أكدت هي نفسها ذلك
وفي حديثها على “قناة تي في 5 موند”، أكدت بوراوي أنها بالفعل غادرت التراب الجزائري بطريقة غير شرعية نحو تونس، عبر معبر أم الطبول الحدودي بولاية الطارف أقصى الشمال الشرقي للجزائر، لكن ذلك لم يكن بمساعدة أحد، على حد قولها. وذكرت الناشطة أن السفارة الفرنسية لم تكن على علم بالقضية، إلا عندما تم “اختطافها” في تونس على يد الشرطة بعد أن أطلقت النيابة سراحها وحديث المحامين والمنظمات الحقوقية عن القضية، ليقوم بعدها القنصل الفرنسي بالتدخل ويعلن أنها تحت الحماية القنصلية الفرنسية لمنع ترحيلها للجزائر. وأشارت إلى أن قيس سعيد كان من تدخل للسماح لها بالمغادرة.
عين الجزائر على(( البريكس )) ومستحيل أن تخسر الجزائر شركائها وحلفاءها من أجل شيئ تافه ….
لقاؤهما من عدمه، سواء بسواء، في عالم الأقوياء….
الإشكال ليس في إعلان عودة الود..وتفنيد كل ماقيل عن وجود خلافات أو توتر… لأن الرئيس التونسي لايختلف ولايواجه إلا الأطراف الذاخلية….ولكن الإشكال هو في المعاناة التي عاشها المواطنون التونسيون على الحدود بدون مقدمات…وفي تبخر تلك الأنا المضخمة… أمام قنصلية قدمت الحماية للمعارضة الجزائرية ونقلتها إلى فرنسا بالطبل والمزمار كما يقال…فشرحت الواضحات…