الدوحة- “القدس العربي”
أكدت جلسة خاصة ضمن لقاءات الصالون الثقافي، التي تنظمها مكتبة قطر الوطنية على ضرورة حشد الدعم لصالح القضية الفلسطينية وإبراز ما يحدث في غزة بسبب الحرب الإسرائيلية، ومعاناة سكان القطاع.
وجاءت الفعالية ضمن نشاطات مكتبة قطر الوطنية بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم. وشهدت الأمسية الشعرية المنظمة حول كفاح ونضال الشعب الفلسطيني، حضوراً جماهيرياً واسعاً، وذلك تعبيرا عن التضامن مع غزة والقضية الفلسطينية.
وألقى في الأمسية الشعرية “إن سألوك عن غزة” التي تمثّل الجلسة الرابعة من جلسات الصالون الثقافي، الشاعران أنس الدغيم وأحمد المفتاح مجموعة من القصائد الشعرية حول نضال الشعب الفلسطيني وقضيته، مصحوبة بأنغام العود الشجيّة، كما شملت الأمسية عرضا لأهم الكتب حول القضية الفلسطينية في مجموعات مكتبة قطر الوطنية.
وأكد الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، أن “هذه هي الجلسة الثانية من جلسات الصالون الثقافي التي تخصص للقضية الفلسطينية، إذ نؤمن في مكتبة قطر الوطنية بأن قضية فلسطين هي قضية كل عربي ومسلم، وهذا اللقاء من جلسات الصالون الثقافي له طابع خاص، ففيه نستدعي أبيات الشعر لنذكّر الجميع بنضال الشعب الفلسطيني وكفاحه وما قاساه من معاناة وآلام في سبيل استقلاله واستعادة أرضه”.
وأضاف الدكتور الكواري وهو مرشح قطر السابق لمنصب مدير منظمة اليونيسكو: “الكلمة في زماننا، سواء في الإعلام أو على الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي، لها تأثير كبير، ومن أقواها كلمات الشعر الحرّ الصادق الذي ينبض بأشواق الشعوب الأبية ويعلي من شأن القيم الإنسانية وعلى رأسها قيمة الحرية والكرامة والاستقلال”.
وكشف حمد الكواري أن مكتبة قطر الوطنية، خصصت اللقاء السابق من الصالون الثقافي للتركيز على واقع فلسطين في المحتوى المقروء والمسموع والمرئي في الفضاء الرقمي العالمي بهدف التعرّف على التحديات والتهديدات التي تواجه هذا المحتوى مثل الطمس وتزييف الحقيقة التي يمارسها الكيان الإسرائيلي وشركات وسائل التواصل الاجتماعي المنحازة ضد القضية الفلسطينية”.
وكشف الشاعر السوري أنس الدغيم إنه لطالما تحدث في قصائده عن القضية الفلسطينية، وللشعر مكانة خاصة في الأدب العربي، فقد كانت قصائد الشعر على مرّ التاريخ هي المنبر الإعلامي الأول الذي تتخذ منه الشعوب العربية وسيلة للتأثير والتواصل والدفاع عن مصالحها والفخر بأنسابها وأمجادها ومهاجمة أعدائها خاصة في أوقات الحروب والصراعات.
وأشاد الشاعر السوري بمادرة مكتبة قطر الوطنية “على استدعائها لقوة الشعر والبيان في هذه الأمسية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة والإعلان عن التضامن معها”. واعتبر الدغيم أن المبادرة موقف يتّسق مع الدور الريادي لدولة قطر في مساندة الشعب الفلسطيني والدفاع عنه وجهودها الدولية في الوساطة لإنهاء الحرب على غزة.
وأكد الشاعر القطري أحمد المفتاح أن “هذه الأمسية الشعرية فرصة سانحة للتعبير عمّا يعتمل في نفوسنا وقلوبنا حول ما يحدث في غزة الصابرة الصامدة في وجه كل هذا الغزو والدمار المستمر”.
وأنس الدغيم، شاعر سوري من شعراء سوريا في العصر الحديث، وعضو لجنة التحكيم في العديد من المسابقات الشعرية، من دواوينه الشعرية “المنفى” و”الجودي” و”إبراهيم” وله رواية بعنوان “فلاسفة في الزنزانة 25”. أما أحمد المفتاح، فهو شاعر قطري وممثل ومخرج مسرحي يشغل منصب رئيس قسم الدراما والنصوص في إذاعة قطر التابعة للمؤسسة القطرية للإعلام منذ عام 2008، له كتاب مطبوع بعنوان “كلمات لا تعرف الحدود”، وهو حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة قطر في تخصص اللغة العربية والإعلام.
ونظّمت مكتبة قطر الوطنية منذ بدء العدوان على غزة، العديد من الفعاليات لمختلف فئات المجتمع حول فلسطين للتأكيد على هويتها العربية الراسخة التي يحاول الكيان “الصهيوني” طمسها، ومن هذه الفعاليات فعالية “حكاية فلسطين” للأطفال والعائلات، ومحاضرة تفاعلية بالتعاون مع منظمة علّم لأجل قطر بعنوان “التنشئة من أجل فلسطين” حول النصائح والاستراتيجيات التعليمية للحديث عن القضية الفلسطينية مع الأطفال واليافعين.
وعقدت المكتبة أيضا ندوة بعنوان “فلسطين: ذاكرة المكان والمعنى” تناولت قراءة تاريخية اجتماعية لتاريخ فلسطين العربي والإسلامي والتاريخ العريق للهوية العربية لغزة، وكذلك نظّمت المكتبة رحلة افتراضية مدهشة عبر الزمن مع تاريخ فلسطين منذ عهد أبينا آدم حتى عصر النبوّة بصحبة الدكتورة نادية سالم الأستاذة في جامعة شيكاغو التي سلّطت الضوء على الأماكن الإسلامية المقدسة في المشهد التاريخي لفلسطين.
ولدحض ادعاءات الحركة الصهيونية والشبهات التي تثيرها حول بيت المقدس، نظّمت المكتبة نهاية العام الماضي، محاضرة سلّطت الضوء على دور الاحتجاجات واسعة النطاق والتظاهرات العالمية المستمرة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني بعنوان “فلسطين ودور التضامن العالمي”.
أما بالنسبة لفعالية “الصالون الثقافي”، فهي مبادرة أطلقتها المكتبة بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة بهدف أن يكون الصالون الثقافي منبرا للحوار والتواصل ونشر مناخ إيجابي يثري الفضاء الثقافي والوعي العام عبر احتضان نخب الخبراء والمفكرين والمثقفين من مختلف المجالات والتخصصات لتبادل الأفكار والرؤى والتحليلات ووجهات النظر عبر مناقشات حوارية بناءة ومثمرة تفضي إلى استكشاف أفكار وحلول جديدة حول مختلف قضايا الساعة التي تهم المجتمع والرأي العام في دولة قطر.