عمان: أعلن الكرملين عن لقاء مرتقب يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الإثنين المقبل، لبحث ملفات مختلفة، أبرزها الأزمة السورية.
لقاء يأتي وسط تطورات لافتة تشهدها الجارة الشمالية للمملكة، دفعت عمان إلى إغلاق كامل حدودها مع سوريا في 31 يوليو/تموز الماضي؛ جراء الأوضاع الأمنية في محافظة درعا.
وفي 25 يونيو/ حزيران الماضي، فرضت قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها حصارا على “درعا البلد”، بعد رفض المعارضة تسليم السلاح الخفيف، باعتباره مخالفا لاتفاق تم بوساطة روسية عام 2018، ونص على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط.
موسكو الحاضرة بقوة وتدعم النظام السوري منذ بداية الأزمة عام 2011، تدرك أهمية الدور الأردني في حسم الملف، وخاصة في القطاع الجنوبي، لذا فإن اتصالات القادة والمسؤولين من البلدين لم تنقطع طيلة السنوات الماضية.
وفي الأعوام الماضية، اجتمع الرئيس بوتين مع ملك الأردن عبد الله الثاني، وبحث معه معظم ملفات المنطقة، وكان آخرها على هامش مشاركة الأخير في أعمال منتدى “فالداي” للحوار في سوتشي الروسية عام 2019.
ومع اشتداد الأزمة في درعا، واتخاذها بعدا دوليا واسعا؛ لما تفرضه قوات النظام السوري من حصار على أهالي المحافظة، مهد الثورة في بلادهم، وما ترتب عليه من قتل وتجويع، فإن روسيا تسعى لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف ويزيل “نقطة سوداء” من سجلها، وفق ما يراه مراقبون.
محمد المومني، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان الأردني (الغرفة الثانية للبرلمان)، وصف اللقاء المرتقب بين ملك البلاد والرئيس بوتين، بأنه “مهم للغاية لما تشهده قضايا المنطقة والعالم من تطورات تستدعي تكاتف الجهود؛ للحيلولة دون تفاقمها”.
وأضاف المومني: “الأردن يسعى عبر دبلوماسيته إلى المشاركة الفاعلة في إنهاء الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم”.
وزاد: “اللقاء المرتقب بين الملك وبوتين سيحسم الكثير من الأمور، خاصة على صعيد الأزمة السورية”.
واستدرك: “التطورات في محافظة درعا السورية تتطلب من موسكو وضع حد لما يجري فيها، كما أن الأردن حريص على الوصول إلى حل سلمي ينهي ما يجري هناك”.
وأردف: “أعتقد أن هذا الملف سيكون حاضرا بقوة على طاولة الملك وبوتين، باعتبار أن روسيا ترتبط ارتباطا وثيقا بالنظام السوري، وبإمكانها أن تلعب دورا بارزا في هذا الملف”.
ولم يستبعد المومني أن تكون هناك ملفات أخرى، بما فيها إيران وأفغانستان، لكنه رجح أن ينهي اللقاء تطورات درعا السورية، ويتم التوصل إلى تفاهمات مع موسكو تضمن عدم التأثير على استقرار المملكة.
وتواصل دبابات النظام السوري، قصف منطقة “درعا البلد” في محافظة درعا (جنوب)، رغم التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار السبت الماضي، بين روسيا والنظام من جانب، واللجنة المركزية للتفاوض عن أهالي درعا من جانب آخر، وإطلاق جولة جديدة من المفاوضات.
وعلى الصعيد ذاته، رأى بدر الماضي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الأردنية (حكومية)، أن “الزيارة تأتي في إطار الاشتباك السياسي الذي استطاع الأردن أن يخوضه في الفترات الماضية، حيث أن الملك عاد من زيارة ناجحة للولايات المتحدة”.
وتابع: “شهدت عمان في الأسابيع الماضية حراكا دبلوماسيا كبيرا ومهما جدا، انتهت بزيارة لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ولذلك أعتقد أن الملك سيحمل خارطة طريق تتعدى موضوع درعا إلى الأزمة السورية بشكل عام”.
وشدد الماضي، على أن “اللقاء المرتقب سيؤدي إلى الضغط على النظام السوري عبر علاقاته مع موسكو، للحد من وصول المليشيات المسلحة، والمدعومة إيرانيا من حدود المملكة”.
واعتبر الأكاديمي الأردني، أن العلاقات الأردنية الروسية تتسم بالتوازن والمرونة، مما يتيح لعمان التنويع في خياراتها الاستراتيجية، ومناقشة ملفات أخرى لا تقل أهمية عن الأزمة السورية مثل التطورات على الساحة الأفغانية.
ومضى: “روسيا بالنسبة للأردن هي مفتاح الحل والحليف الموثوق لتأطير السلوك الإيراني في المنطقة، وبالتالي استقرارا للأوضاع الأمنية، وانعكاسه إيجابيا على مصالح الدول، بما فيها الأردن”.
المحلل السياسي عامر السبايلة، ذكر أنه “لا يمكن فصل سياق الزيارة عن التطورات التي حدثت في الأسابيع الأخيرة، خصوصا بعد زيارة الملك الأردني إلى واشنطن (يوليو/ تموز الماضي)، والحديث عن رغبة أردنية في الدخول إلى الملف السوري، والايحاء بالحصول على المساحة الواسعة للمناورة في عدد من الملفات”.
وزاد: “عندما نتحدث مع روسيا اليوم، فلا شك بأن الملف الأساسي هو درعا والجنوب السوري في المقام الأول”.
وأردف: “اللقاء قد يتناول أيضا الفكرة الطموحة بتوفير واستجرار الطاقة من الأردن لدعم لبنان، وهو أمر لا يمكن السير به عمليا دون الحديث مع روسيا، فموسكو هي العامل الفعلي على الأرض السورية، وفي حال نفذ مشروع جر الطاقة للبنان سيكون عبر الأراضي السورية”.
واتفق السبايلة مع سابقيه حول احتمالية التطرق الى ملفات أخرى، بما فيها أفغانستان والعراق، وغيرها من القضايا، لكنه شدد على أن ملف سوريا ومحاولة تسويق فكرة ربط لبنان بكهرباء الأردن سيكون هو الأبرز.
والجمعة، نقلت وسائل إعلام روسية عن مساعد رئيس البلاد، يوري أوشاكوف، قوله في تصريح صحفي، ردا على سؤال حول ما إذا كان من المخطط أن يزور الملك عبد الله روسيا الأسبوع المقبل: “نعم، وسيتم عقد لقاء عمل (مع الرئيس بوتين) الإثنين”.
(الأناضول)
لاشيء يدعو للطمأنينة، بوتين لن يهتم إلا بما حققه من تقدم في الشرق الأوسط على حساب الشعب السوري طبعًا، وسيكون إعادة تدوير الأسد من بين هذه الإهتمامات. خاصة وأنا بايدن لايعير الملف السوري أي إهتمام إلا اللهم من خلال الإتفاق النووي مع إيران.