ملك ‘الكلام مقابل السلام”

حجم الخط
0

خلال أيام بسيطة سيجتمع قوم السياسة والاقتصاد في المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت، لبحث هموم وآفاق العالم من حولهم. وسيأتي مع جمهور المشاركين الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ليشارك في فعاليات المنتدى.
والرئيس الإسرائيلي شخصية جدلية في إسرائيل ذاتها، إذ قيل فيه ذات يوم بأنه الرجل الوحيد في العالم الذي لو خاض الانتخابات مقابل ذاته لخسرها، من كثرة خسارته للانتخابات التي خاضها في حياته. لكن الرجل وبرأسه العنيد يعرف فنون التماسك والصمود في وجه انداده من جمهور الساسة، خاصة أن سنواته الطويلة في عالم السياسة حصّنت جلده السميك.
هذا الرجل يستحــــق أن يتوج ملكاً للكـــــلام مقابل السلام، فكل زواره الذين جاؤوه ليتحدثوا عن حق الفلسطينيين وعذاباتهم باغتهم هو بالحديث عن حق الفلسطينيين في العيش بكرامة، وإنهاء الصراع وسيادة السلام. رجل امتهن الكلام المعسول أمام زواره والتخفي وراء مشاعر مصطنعة حتى يخال لزائره أن الرجل حمامة سلام ثمينة.
أبو القنبلة النووية هذا، الذي يحملّه الشعب العربي مسؤولية كبيرة على مواقفه المأساوية والمعروفة للجميع، اختبأ كثيرا وراء الانطباعات المخادعة بأنه رجل السلام. ولو دقق أحدهم في تاريخه لاكتشف الفارق الملحوظ بين أن يكون بيريز رجل حرب أم رجل سلام.
يقول البعض في ملك الكلام بأنه لو قدّر لشهداء قانا وجنين وغزة والقدس وغيرهم أن يكتبوا التاريخ لعرف العالم أين يقف الرجل.’
الغريب أن زوار الملك هذا ممن يفتنهم كلامه لم يتجرأوا ذات يوم على أن يسألوه سؤالاً بسيطاً: لماذا لم ولا تطبق ما تدّعيه؟ المشهد الوحيد الذي سجل على الهواء كان عندما بدا وكأن أردوغان لم يستطع كتم غيظه، رغم ضغط الدبلوماسية وبروتوكولات اللقاء، فانفجر في وجه ملك الكلام عندما كانت طائراته وبوارجه ومدفعيته تدك قطاع غزة.
ومع ذلك فإن سطوة إسرائيل بالسياسة والمال ما زالت توفر للرجل منصة مفتوحة ليمارس هوايته التي دأب عليها. وهو سيعاود ذلك خلال لقاءات المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن، وسأجلس أنا أمام التلفاز ولن أتماسك على ما اعتقد من شدة الضحك على ما سيقول.
الرسالة لمن سيستمع للرجل، التي ربما تقال: طبق ما تقوله ولا تدعي أن الرئيس في إسرائيل يمتلك حق القول لا الفعل! فالقول المدعم بالإرادة هو معظم الفعل وإلا بقي الرجل وبامتياز ملك ‘الكلام مقابل السلام’.. شعارات تروق لخبراء العلاقات العامة وأحاديث تجميلية للمحتل تستعطف كاميرات المصورين ولا تستهوي أياً من أصحاب الضمائر الحية..

كاتب فلسطيني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية