مليار شخص ينامون جائعين كل يوم

حجم الخط
4

‘من سورية الى الكونغو، وصولا الى مناطق الجفاف في الصحراء الكبرى بافريقيا، يرتفع تحدّي الجوع امام العالم’، هذا ما يقوله تعليق لصورة في الموقع الالكتروني لبرنامج غذاء العالم.
‘واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم يذهب الى النوم جائعاً’.
هذا ما نستخلصه من تقرير صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة قال ان هناك 870 مليون شخص جائع في العالم.
بين تعليق الصورة والتقرير الأممي، يتذكر العربي (الغارق في صراع وجود مع اسرائيل، ونزاعات مهلكة بين أنظمة الاستبداد وشعوبها، واستثمار قوى اقليمية في دماء هذه الأمم وتضحياتها) قدرته على التعاطف مع الآخرين، وهي قدرة أصيبت بضربات موجعة قاربت ان تعطبها.
الجوع، حسب منظمة الفاو الأممية واحد من المخاطر الصحية الأكبر في العالم وهو يقتل عدداً أكبر من ضحايا أمراض الايدز والملاريا والسل مجتمعة، وثلث عدد الأطفال الذين يموتون قبل الخامسة من العمر في البلدان النامية من الجوع.
ليست أرقام المنظمة الدولية هذه واقعة مجرّدة للتأمل الفلسفي بل هي مسألة تخص كل شخص منّا وهي في قلب المغزى الحضاري والسياسي لما يحصل في بلادنا العربية والعالم لأنها، ونقولها مرة أخرى، تحاكم قدراتنا، كأعضاء في الجنس البشري قبل ان نكون عربا او مسلمين يعانون من شتى أنواع الجوع والاضطهاد الحضاري والسياسي والاجتماعي، على التضامن ليس فقط مع أنفسنا، (فبعض بلداننا ضمن قوس الجوع هذا) بل مع البشر عموماً الذين يعانون كما نعاني وأكثر.
حين يضرب مخلب الجوع الأطفال في سنواتهم الأولى فهو يتركهم معرضين لمخاطر الاعاقة العقلية والجسدية والنفسية التي ستؤثر عليهم طوال حياتهم، وتؤثر بالتالي على قدرة مجتمعاتهم على البقاء والحياة والكرامة. وحين نتألم لمعاناة أطفال وعائلات العراق وسورية واليمن وفلسطين، علينا أن نفكر ان هناك عالماً واحداً يجمع آلام البشرية كلها وأن هذه الآلام، مثلها مثل مبدأ الأواني المستطرقة، تنتقل بالضرورة من واحدة لأخرى بحيث يجب، عقلاً ومنطقاً، ان يمتنع تكاره وتحارب هؤلاء الضحايا، فهذا التكاره والتحارب هو الأداة التي تمكّن مضطهديهم ومجوّعيهم من الاستمرار في اضطهادهم وتجويعهم.
يرتبط الجوع بعوامل عديدة أهمها الفقر والنزاعات السياسية والكوارث الطبيعية والأوبئة وتدهور حقوق المرأة ، وهي عوامل متوفرة كثيراً في منطقتنا العربية، ورغم ان الكوارث الطبيعية لا يمكن التحكم في أسبابها، لكن البلدان التي تحترم حقوق المرأة وتعالج الأوبئة والفقر ولا تعاني من النزاعات السياسية، قادرة على التخفيف من آثارها كثيراً.
لذلك فالجوع في المنطقة العربية مرتبط أساساً بضياع البوصلة الحضارية للعرب عموماً، وحينما فتحت الشعوب العربية كوّة للضوء للخروج من صحراء العصر والحداثة، تكالبت قوى الاستبداد عليها، بحيث تمنعها من التفكير مجدداً في الثورة على أوضاعها المتدهورة لحدود لا يتخيلها العقل.
ويبقى السؤال الأساسي، ماذا يمكن أن نفعل؟
رغم الصورة الشديدة القتامة التي يقدمها تقرير الأمم المتحدة فهناك بقع ضوء على خارطة الجوع في العالم تمثلها بلدان مثل البرازيل التي قامت خلال العقد الماضي بانقاص نسبة الجوعى لديها بنسبة الثلث، بحيث صعدت بأكثر من 24 مليون انسان من وهدة الفقر وسوء التغذية.
وما يعنيه ذلك هو ان الحلّ للمشاكل المعقدة للبشر، وعلى رأسها الجوع، يتعلق بالادارة الحكيمة الراشدة للبلاد.
هذا الجواب الذي تتعلق به آمال ملايين العرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Wlddadh:

    اموال الدول العربية النفطية تكفي وزيادة لكل المسلمين ولن يكون هناك اي جائع واحد فهل توجد شعوب عندها غيرة ودين لوقف اهدار اموال المسلمين وقتلهم باسقاطهم من الحكم ام تركهم ليواصلوا اجرامهم بحق هذه الامة من قتل وتنكيل واهدار للاموال حتى تبقى لهم اسرائيل لظمان بقاء كراسيهم .

  2. يقول الكسندر:

    الحل الوحيد تحديد النسل وخاصه في العالم الثالث قبل فوات الأوان

  3. يقول سامح // الامارات:

    أنا مع رأي ( قدسنا العزيزة ) بارك الله فيها .
    الحل : يتعلق ( بالقيادة الراشدة الحكيمة ) .
    من الدول العالمية التي فعلا : نجحت في تقليص نسبة الفقر فيها :
    1 ـ البرازيل
    2 ـ فنزاولا .
    في العالم العربي : توجد اربع دول …نسبة الفقر فيها ( مرتفع جدا) وهي :
    1 ـ مصر
    2 ـ السودان
    3 ـ اليمن
    4 ـ موريتانيا
    ومن الدول التي تعاني أيضا من الفقر ( المغرب , الأردن , فلسطين وسوريا )
    اذا إعتبرنا ( الصومال ) …عربية : فهي تحتل رقم ( 1 ) بدون منازع …؟؟؟
    شكرا .

  4. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم.(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم.يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم؛هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)صدق الله العظيم
    يختتم كاتب رأي القدس اليوم كلمته بان المشاكل المعقدة للبشر وعلى رأسها الجوع يتعلق بفقدان الادارة الراشدة للبلاد.وهذا فيه كثير من الصحة والمصداقية وينطبق بشكل اساسي على اوضاع الشعوب العربية وبعض الشعوب الاسلامية الاخرى.وبالرغم من الثروات الهائلة التي تتمتع بها بعض الدول العربية فان الفقر والجوع يفتك بكثير من مواطنيها المسحوقين والمهمشين والذين يعيشون في نظام القرون الوسطى وما قبلها.وتجد بالمقابل ثروات مليارية طائلة عند مجموعة من الناس اكثر مؤهلاتهم قربهم من نظام البلد الذي يؤويهم.ومعظم هذه الثروات تهرب من بلدها الى الخارج ولا تستخدم في انعاش وتحريك عجلة اقتصاد الداخل؛وينفق منها اصحابها في اللهو والملذات الحرام ما لو وزع على فقرائهم لكفاهم ان يعيشوا بكرامة.ولا ننسى ان زكاة اموال هؤلاء لو انفقت في وجوهها الشرعية لما وجدت فقيرا او جائعا.وعلينا ان لا ننسى كذلك ان اصحاب هذه الاموال المكدسة في بنوك الخارج وخاصة بنوك اعداء العرب والمسلمين الصهيو صليبيين،لا يستطيعون التصرف فيها بحرية اذا كان هذا التصرف يخفف من معاناة شعوبهم ويساعد في نهضتهم ورفعة شأنهم.وينطبق على هذه الاموال والارصدة الهائلة وعدم فائدتها في انهاض شعوبها قول الشاعر(كالعيس في البيداء يقتلها الظمى..والماء فوق ظهورها محمول).وحراك الربيع العربي هو ثورة على هذا الظلم الصارخ والفساد الكبير؛ومحاربته باستماتة يأتي من هذه الطفيليات البشرية ومن الاعداء الحاقدين وعملائهم في الداخل حتى نبقى في ذيل القافلة البشرية في النهضة واستقلال القرار والحرية والكرامة.ويبقى الامل في الله العظيم ان يدعم المخلصين من ابنائنا للاصرار على الجهاد والثورة على الظلم والقهر والفساد وتزوير الارادة الشعبية،والله غالب على امره.

إشترك في قائمتنا البريدية