باريس ـ «القدس العربي»: قررت مارلين إنجلهورن، المليونيرة النمساوية والناشطة من أجل تحسين الضرائب على الأغنياء، إعادة توزيع ميراثها البالغ 25 مليون يورو على أكثر من سبعين منظمة وجمعية، في خطوة ليست مفاجئة للذين يعرفون صاحبتها، لكن طريقة تنفذيها هي التي تعد غير اعتيادية، إذ اختارت مجموعة مكونة من 50 مواطنا نمساوياً لاختيار المنظمات والجمعيات التي ستستفيد من هذه الثروة.
في المجمل، ستتلقى سبع وسبعون منظمة وجمعية أموالا تتراوح بين 40 ألف يورو إلى 1.6 مليون يورو، بما في ذلك جمعيات حماية الطبيعة وأخرى تعنى بدعم المشردين.
وأعلنت المليونيرة البالغة من العمر 32 عاما، وهي وريثة مؤسس شركة الكيماويات الألمانية العملاقة باسف، فريدريش إنجلهورن، أعلنت في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، تنازلها عن 25 مليون يورو، أو 90 في المئة من إرثها.
وتدين المليونيرة والناشطة النمساوية، مارلين إنجلهورن، «فشل» الدول في مواجهة عدم المساواة الصارخة بشكل متزايد. فمثل المئات من أصحاب الملايين الوطنيين الأمريكيين، أسست الناشطة التي لا تحب الظهور الإعلامي، مبادرة «تفرض علي الضريبة الآن» في العالم الناطق بالألمانية، قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة بعد وفاة جدتها في أيلول/سبتمبر عام 2022.
ورحبت في بيان صحافي بـ«إعادة توزيع جزء كبير من أموالها، وفقا للقيم الديمقراطية». وقالت في بداية العام: «لقد ورثت ثروة ومعها السلطة، دون أن أفعل أي شيء لأستحقها، والدولة لا تريدني حتى أن أدفع ضريبة الميراث»». وبعد حرمانها من معظم مواردها، يتعين على طالبة الأدب الألماني السابقة أن تفكر الآن في العمل للمرة الأولى. وقالت: «إنني خارجة من هذا الحي اليهودي الذي يعيش فيه الأثرياء» وأقسمت أنها لن تندم على قرارها.