مليون شارون وشارون!
مليون شارون وشارون! القادة العرب يجهزون منذ الآن ربطات أعناقهم السوداء للمشاركة، سراً وعلانية، في جنازة تشييع جثمان الأثم شارون إلي مثواه الأخير، ويعصرون أفكارهم وأفكار مستشاريهم وخدّامهم من الأفاقين والمرتزقة لتدبيج أبلغ الخطب وأعمق عبارات الرثاء وأشدها وقعاً وتأثيراً، لإثبات خنوعهم وعمالتهم في مهزلة تأبين الفقيد الذي اذلهم جميعا في حياته، وتعديد مناقبه ومآثره ومكرماته، التي يتمنون في ما يبدو أن يتمتعوا بمثلها، والتي نرجح أنها لم تزد يوماً عن الإبداع في فنون بقر بطون أمهاتنا وتقطيع أوصال أطفالنا وانتهاك أعراض بناتنا. في سلسلة من المآثر التاريخية التي ما تزال محفورة في وجدان كل شريف عربي ومسلم، التي لم تبدأ بمجزرة دير ياسين ، ولم تنته بفاجعة مخيم جنين !فيا أيها العرب الشرفاء في كل مكان، يؤسفني حقاً أن أجهض شيئاً من فرحتكم وأن أحثكم علي ألا تبتهجوا كثيرا بهلاك المجرم. فإذا كان شارون قد مات، فإن روحه الملوثة بالدم لم تمت مع الأسف الشديد، بل إن هناك مليون شارون وشارون يتربصون بنا في كل زاوية وركن، يحمل بعضهم أسماءكم ويتكلمون بلسانكم، فالحذر الحذر أيها الشرفاء! ووالله ليس لنا إلا طريق النضال والمقاومة، المقاومة بالكلمة والطلقة والحجر، بعد أن انكشفت كل عورات طريق الاستسلام والرضوخ، وبدت مكتظة بشواخص منافقة مضللة، لم تقد أمتنا العربية ولن تقودها إلا إلي المزيد من الهوان والخنوع! خالد سليمان[email protected]