صدر حديثا كتاب «مناهج النقد الأدبي» للكاتب شكري عزيز ماضي الذي تتميز أعماله بالإحاطة والشمول والدقة، وبتطبيقاته المتنوعة لمناهج النقد الادبي، وبفحص المفاهيم والتصورات ومنطلقات كل منهج، كما يتميز ببيانه مدى فاعلية الأدوات والخطوات الإجرائية في تناول النصوص وتحليلها ونقدها، وهو يقوم بتطبيقات عملية على نصوص إبداعية عربية قديمة وحديثة، شعرية ونثرية، ويختبر من خلال هذا كله، مناهج النقد الأدبي الراسية والفاعلة في حقل النقد الأدبي، مثل النقد الكلاسيكي والرومانسي، والتاريخي، والنفسي، والأسطوري والواقعي السحري، والاجتماعي والجمالي، كما يختبر تيارات أخرى مثل: النقد البنيوي، والنقد ما بعد البنيوي (التفكيك)، والنقد الثقافي، والنقد النسوي، والأسلوبية والقراءة التأويلية، ونقد ما بعد الكولونيالية.
وسيلاحظ القارئ- إضافة إلى الاهتمام بالتطبيق- غزارة المادة المدروسة وامتدادها عبر الأزمنة والأمكنة، ووفرة الأغراض، وتعدد التوجهات النقدية، وتنوع النصوص والأطر الفلسفية والمصطلحات. ويتغيا الكتاب، من وراء هذا كله، إثارة الأسئلة والتساؤلات التي من شأنها إعادة الفاعلية والتوازن، لنسق تكويني مهم من أنساق الثقافة العربية المعاصرة، وفتح أفق جديد في مسار النقد العربي، أفق يعبد الطريق بين الجامعة والشارع، وبين الأدب والنقد، والنقد والجمهور، ويعيد إلى القارئ العادي، الذي أهمل في الآونة الأخيرة، حقه في معرفة المناهج وجذورها، ويمكنه من تبديد الرهبة الناتجة عن تدفق التيارات المتشابكة الغامضة.
يقع الكتاب في 456 صفحة من القطع الكبير