بقيت علاقة إيران مع محيطها العربي من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي ملتبسة وندية بعكس علاقة إيران مع محيطها في آسيا الوسطى وجمهوريات الاتحاد السوفييتي وبحر قزوين وأفغانستان وباكستان.
قدمت إيران نفسها مع تفجر الثورة عام 1979 بأنها صاحبة أول ثورة لنظام إسلامي في العالم الإسلامي والدول النامية. تبقى عقدة إيران تمثيلها للطائفة الشيعية (10٪) وسط محيط العالم السني مليارين من المغرب على المحيط الأطلسي إلى أندونيسيا على المحيط الهادئ. لذلك ينص دستورها على دعم والوقوف مع «المستضعفين» دون تحديد مذهبهم.
وظفت وتبنت إيران بذكاء ودهاء قضية العرب والمسلمين الأولى ـ القضية الفلسطينية ـ وأنشأت ضمن الحرس الثوري الإيراني ـ فيلق القدس الجهاز المسؤول عن حماية الثورة وتنفيذ مشروع إيران الخارجي. ولتكتسب احترام وتقدير العالمين العربي والإسلامي دعمت حركات التحرر وناصبت أمريكا (الشيطان الأكبر) وإسرائيل (الشيطان الأصغر) العداء واحتلت السفارة الأمريكية في طهران واحتجزت 52 دبلوماسيا أمريكيا لمدة 444 يوماً. وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وأغلقت سفارتها وحولتها لسفارة دولة فلسطين في طهران. ودخلت في مواجهات وتحديات مفتوحة مع الولايات المتحدة في استحضار لمظالمها ضد الولايات المتحدة منذ اسقاط الاستخبارات الأمريكية والبريطانية حكومة محمد مصدق لتأميمه النفط عام 1953 ودعم نظام الشاه والسافاك وفرض أمريكا عقوبات منذ قيام الثورة خلال العقود الأربعة الماضية.
كما دعمت إيران ثورات الربيع العربي بشكل انتقائي في تونس ومصر واليمن. ولكن في تناقض وازدواجية صارخة لم تقف مع المستضعفين السوريين ضد بطش ووحشية نظام الأسد بل شاركت إيران بحرسها الثوري وحزب الله اللبناني في تقديم الدعم العسكري والتدريب وتصدير مقاتلين من أفغانستان وباكستان في عسكرة الثورة السورية بحجة مقاتلة التطرف والفصائل الإسلامية والإرهاب ودعمها المجتمع الدولي بغض النظر عن الجرائم والترحيل المذهبي وانضم نظام فلاديمير بوتين للتحالف السوري ـ الإيراني في سوريا في سبتمبر 2015.
لذلك فقدت إيران وحلفاؤها في النظام السوري وحزب الله الذي تصدى لإسرائيل في لبنان، مكانتهم وسقط قناع دعم «المستضعفين». وبرغم تفاخر إيران بفرض نفوذها على الدول التي تسيطر عليها منذ عقد عبر وكلائها في سوريا والعراق ولبنان واليمن، دول تصنف بالضعيفة والهشة والفاشلة في تأمين أبسط مقومات الحياة الكريمة والأمن لمواطنيها، والتوظيف وخدمات الكهرباء والماء وحتى جمع القمامة، وبرغم تحول تلك التنظيمات المسلحة لكيانات أقوى من الدول المركزية التي تنتمي إليها، ووصلت لدرجة الوصاية وامتلاك قرار السلم والحرب، كحزب الله في لبنان وارتهان نظام بشار الأسد في سوريا، والحشد الشعبي والفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، وحركة أنصار الله الحوثيين في اليمن، إلا أن تلك التنظيمات والنظام السوري (ومعهم قائد محور المقاومة) لكن إيران ووكلاءها فشلوا في تقديم نموذج تنمية اقتصادي واجتماعي وسياسي ناجح وجاذب للمحور الذي تفاخر إيران بقيادته. كما فشلت إيران وأذرعها في تقديم حلول ناجحة لحل الأزمات التي تعصف ببلادهم.
بقيت علاقة إيران مع محيطها العربي من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي ملتبسة وندية بعكس علاقة إيران مع محيطها في آسيا الوسطى وجمهوريات الاتحاد السوفييتي وبحر قزوين وأفغانستان وباكستان
استمعت لندوة نظمها معهد الشرق الأوسط في واشنطن عن علاقة إيران والعالم العربي ـ شارك فيها خبراء ومتخصصون من الولايات المتحدة وإيران ـ وبرغم خلل التمثيل لغياب باحثين وأكاديميين عرب ـ أجمع المتحدثون على سعي إيران لحماية أمن النظام وأن النموذج الإيراني يواجه تحديات بسبب التناقضات والتراجع الاقتصادي وصعوبة التوزان بين ضغوط الداخل الصعبة اقتصاديا واجتماعيا ومشروع إيران الخارجي الذي يراه كثير من الإيرانيين لا يحقق لهم الأمن الداخلي والاقتصادي والغذائي، وأن إيران تشهد تراجعا لنموذجها وبدأت تفقد إحكام قبضتها على الدول العربية التي تفاخر منذ حوالي العقد بالسيطرة عليها عن طريق أذرعها وخاصة لدى الشباب العربي المحبط بسبب ارتباط إيران بدول وأنظمة ضعيفة وهشة وتدخلها في شؤون تلك الدول وغيرها وفشلها في تقديم نموذج اقتصادي وسياسي واجتماعي ناجح. والنظرة أن إيران تدعم أنظمة مستبدة وجماعات مسلحة تقسم المجتمعات وتسعر حروبا أهلية كما في لبنان والعراق واليمن.
كما انحازت إيران بشكل كلي للحليف فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا ليس بتبرير الحرب، ولكن حتى بتزويد روسيا بصفقة طائرات إيرانية مسيرة، وثبت عدم كفاءة واكتشاف عيوب في المسيرات، إلا أن روسيا تعتزم استخدامها في الحرب ضد أوكرانيا. ما يجعل إيران طرفاً وداعماً للغزو والاحتلال الروسي، الذي ينسق مع إسرائيل لضرب أهداف إيران وحليفها نظام الأسد في سوريا!
مواجهة اليوم الواحد في بغداد بين أنصار مقتدى الصدر المتمرد على هيمنة إيران على العراق واحتلال أنصاره وذراعه العسكري سرايا السلام المنطقة الخضراء المحصنة والقصر الجمهوري والبرلمان بعد مناورته وإعلان اعتزاله العمل السياسي لعدة مرات ـ بعد فشله بتشكيل حكومة أغلبية بسبب عرقلة أنصار إيران في تحالف «الإطار التنسيقي» واستقالة نوابه الكتلة الأكبر في البرلمان ـ ولاحقاً اقتحام أنصاره المنطقة الخضراء واعتصامهم واشتباكهم مع أنصار إيران، وتهديد الصدر بالتبرؤ منهم بسبب سفك الدماء الذي فجره اعتزاله العمل السياسي ـ وطلبه بعد ليلة دامية من أنصاره الانسحاب ـ وإشادة قيادات النظام في العراق من رئيس الوزراء والرئيس وقادة الكتل الموالية لإيران بدور ووطنية مقتدى الصدر ـ برغم أن مناورته بالاعتزال فجرت صاعق القتال وبقرار منه وخلال 60 دقيقة أوقف المواجهات!
ملفت عدم زيارة إسماعيل قاآني قائد الحرس الثوري الإيراني بغداد، كما جرت العادة لاختيار رئيس وزراء ووقف تصعيد ومواجهات، كما كان دور قاسم سليماني. يعتقد أن اتفاق الهدنة ووقف الاقتتال في بغداد وبقية المحافظات تم في النجف وأن مرجعية آية الله السيستاني هندست الهدنة الهشة. ومنعت تفجر حرب أهلية ـ شيعية ـ شيعية بين حلفاء إيران وجماعة مقتدى الصدر. هذا يؤكد حجم نفوذ الصدر، وكذلك على تراجع نفوذ إيران وأنصارها في درة التاج الإيراني!
هل يؤسس خواء نموذج إيران والمتغيرات، لنهج يعزز تراجع نفوذها داخل محورها؟!
أستاذ في قسم العلوم السياسية ـ جامعة الكويت
إيران (الإسلامية الشيعية) وقفت مع أرمينيا (المسيحية الأرثدوكسية) ضد أذربيجان (الإسلامية الشيعية) !
إيران تمثل إمبراطورية , تستغل الطائفية مع دول عربية , والقومية مع الأذريين الأتراك !!
إيران غيت فضحت التعاون الصفوي الصهيوني !!! ولا حول ولا قوة الا بالله
وتركيا الإسلامية السنية تحارب أرمينيا بالتحالف مع الصهاينة
لا شك ولا جدال في هذا الأمر