الخروج المبكر للأندية الجزائرية من مسابقتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكاف لهذا الموسم، كان أمرا ملفتا ومتوقعا لدى الجزائريين لأنهم يعرفون محتويات البيت الكروي المحلي، لكنه كان مثيرا للتساؤلات عند غيرهم من المتابعين الذين يعتقدون أن بطل افريقيا وحامل لقب أفضل منتخب في افريقيا لسنة 2020 الذي يضم في صفوفه أفضل المحترفين في الدوريات العالمية، يملك أيضا مواهب في الجزائر وأندية قوية، ومرافق وموارد مالية، ومنظومة كروية تنافس مصر وتونس والمغرب على الألقاب القارية للأندية، لكن واقع الحال يشير الى غير ذلك منذ سنوات رغم الطفرة التي أحدثها وفاق سطيف عربيا وافريقيا، وقبله شبيبة القبائل وبدرجة أقل اتحاد العاصمة الذي بلغ نهائي دوري أبطال افريقيا سنة 2015، لكنه لم يعد قادرا على دفع روتب لاعبيه هذا الموسم!
التناقض كبير بين منتخب عالمي تسيد القارة السمراء ولاعبين محترفين متألقين في أندية عالمية، وبين لاعبين محليين في أندية محلية لم تعد قادرة على الفوز أمام جماهيرها في المنافسات القارية رغم حظيها بلاعبين مطلوبين من أندية الدوريات العربية الكبيرة في السعودية وقطر وتونس التي يعتمد فيها الترجي التونسي مثلا على سبعة لاعبين من الدوري المحلي الجزائري، يبدعون في ظروف أحسن من ظروف اللاعب في الجزائر، مثلما هو الشأن بالنسبة للأندية القطرية التي لم تكتف بانتداب الجزائريين المحترفين في أوروبا، بل لجأت بدورها الى استقطاب لاعبين محليين ينشطون في دوري ضعيف ضمن أندية لم تعد قادرة على دفع رواتبهم التي لا تتجاوز معدل خمسة آلاف دولار شهريا!
المتابعون وهواة الكرة في الجزائر لم يتوقعوا تألق الأندية الجزائرية في المسابقات القارية لهذا الموسم الممثلة في اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل لأنهما لا يملكان الموارد المالية التي تسمح لهم بذلك، ولا المرافق ولا حتى التأطير الفني والاداري اللائق في المستوى العالي للمنافسات القارية للأندية التي صارت حكرا على أندية معروفة تتراوح ميزانيتها السنوية بين 50 و100 مليون دولار، أما من يتابع الكرة الجزائرية عن بعد فيدرك أنها أرض المواهب التي يمكن الاعتماد عليها واستقطابها بأقل التكاليف، ما يشكل نزيفا كبيرا يضعف الأندية الجزائرية في المنافسات القارية للأندية، ويدفع جميع اللاعبين الى البحث باستمرار عن أندية عربية مهيكلة للانضمام اليها مقابل أجرة شهرية لا يتقاضاها في بلده وممارسة اللعبة في ملاعب تتوفر على أدنى شروط ممارستهم اللعبة.
المشاركات الضعيفة والمخيبة للأندية الجزائرية والفئات الشبانية في المنافسات القارية تؤكد مجددا أن تألق المنتخب الأول يعود بالأساس الى سياسة الاعتماد على اللاعبين المحترفين المنتهجة منذ مدة والتي كان من المفروض أن تكون محفزا يقود الى الاهتمام باللاعبين والأندية المحلية وإعادة هيكلتها لتكون في مستوى نتائج المنتخب الأول، وفي مستوى الاهتمام الجماهيري الذي تحظى به اللعبة في الأوساط الإعلامية والجماهيرية العاشقة لأنديتها وللعبة كرة القدم التي تعتبر متنفسها الأول بلا منازع، قبل أن تتحول الى سبب لتذمرها رغم وعود المسيرين والمسؤولين المتعاقبين بتوفير الإمكانيات والمرافق التقنية والمادية، لكن لا يوجد ناد واحد في الجزائر يحوي مركز تدريب أو مدرسة كروية أو حتى ملعبا خاصا أو مصادر دخل تدر عليه مداخيل تغطي حاجياته.
الأندية الجزائرية لا تزال تشحت مساعدات مالية من السلطات العمومية ومراكز التدريب التي وعد بإنجازها المكتب المسير للاتحاد الجزائري لم ترى النور الى اليوم، والأفاق لا تبدو واضحة المعالم في ظل انحصار الاهتمام بالمنتخب الأول فقط في بلد يفوق عدد أنديته الألف ناد في كل الأقسام، ينشطون ضمن اطار منظومة كروية لا تسمح للمواهب بتفجير طاقاتها ولا للأندية بالتألق قاريا، بغض النظر عن الاستثناءات التي تحدث أحيانا عندما يتراجع مستوى الترجي والأهلي والرجاء والوداد وتيبي مازمبي، وغيرها من الأندية التي تملك الموارد المالية والامكانية المادية وثقافة الفوز بالألقاب القارية.
في أوربا الإمكانيات المادية والعمل القاعدي مع الفئات السنية ومع الاندية المحلية هي التي تصنع أمجاد فرقها ومنتخباتها الوطنية، بينما تألق المنتخب الجزائري هو ثمرة مواهب صنعت وتألقت في أوروبا، كان يمكن الاستثمار فيها للدفع بالكرة المحلية الى الاعتناء بالمواهب في اطار أندية قوية تحقق نتائج قارية وتنتج على الأقل أجيالا تدعم مختلف المنتخبات الوطنية الشبانية.
إعلامي جزائري
أي منتخب يعتمد فقط على ما تجود به الأندية الأروبية، لن يستطيع البقاء في القمة لوقت طويل وتكون غالبا قصة النجاح مرتبطة بجيل ذهبي
المنتخب الجزايري لا يمثل الواقع الكروي في الجزاير لان معظم لاعبي المنتخب ولدوا او نشاوا في فرنسا والكثير منهم لم يلعبوا ابدا في الدوري الجزايري. هي وضعية غير طبيعية.
بن سبعيني قديورة عطال بالعمري بلايلي بونجاح
ياسيدي هؤلاء الست لاعبون اساسيون في المنتخب ولدو وكبرو في الجزائر
المشكلة ليست في نقص الموارد المالية للدولة الجزائرية وإنما إهدارها في غير محلها. هنا يكمن صلب المشكل، إذ كان بإمكان النوادي الكروية الجزائرية أن تتسيد المشهد الكروي الإفريقي لو سخرت الثروات لبناء أكثر التجهيزات الكروية تطورا وكذا تكوين مؤطرين مختصين في التسيير الرياضي. وهذا هو منبت القصيد حيث لا نجد لا هذا ولا ذاك وبذالك تفوت النوادي الجزائرية فرصة للتطور والتميز. فيما يخص المنتخب الوطني الجزائري، نجح في كسب اللقب الإفريقي بفضل عناصر متمرسة كرويا إزدادت وكبرت وتدربت في بلدان غربية وفرت جودة عالية عالمية من حيث التكوين والتأطير وخلق التنافسية . فرغم أن بعض العناصر لا يستطيعون تكوين أو التحدث ولو جملة جد قصيرة باللغة العربية، إلا أن الإمكانيات التي يتوفرون عليها أحدثت الفارق لاكن لن يفيد هذا بأي شئ للرقي بمستوى النوادي على الساحة الإفريقية بالإظافة إلى أنه لا أحد يضمن حفاظ الفريق الوطني الجزائري على تألقه مستقبلا نظرا لعوامل داخلية وخارجية نعرفها من خلال التجارب السابقة وما يحدث في الكواليس.
للاسف انها حقيقة
يا اخ دراجي ليس هناك مجال للمقارنة أو الربط بين البطولة الجزائرية لكرة القدم و المجموعة التي تمثل البلد في المحافل القارية و العالمية.. لا يمكن أن نقول عن هذه المجموعة بأنها منتخب بل فريق وطني يمثل الجزائر .. إذ المنتخب معناه عملية اختيار العناصر الجيدة رياضيا من بين كل لاعبي كرة القدم في الوطن الجزائري_يعني من البطولة الوطنية ذاتها .. و بهكذا يمكن الربط المنطقي بين ما يجري في الجزائر و الزبدة المرجوة من الكم الهائل من الممارسين لهذه اللعبة.. هكذا تعلمنا في المدرسة.
………….. .لكن هي الحقيقة هناك من لا يرى كل الالوان ………..
المواهب موجودة في الفرق الصغيرة مثل مابين االرابطات هذة الفئة تتطلب عناية حتى تكون جيل المستقبل
بلا محترفين يتم إقصاء المنتخب في الدرور التمهيدي. و لا يستطيع حتى الدخول في المجموعات