الدوحة -“القدس العربي” – إسماعيل طلاي:
أعلن مركز الجزيرة للدراسات التابع لشبكة الجزيرة مشاركة أزيد من 250 شخصية سياسية وأكاديمية وإعلامية، إلى جانب مسؤولين رسميين في فعاليات منتدى الجزيرة الـ 12 الذي تحتضنه الدوحة يومي 28 و29 نيسان/ أبريل الجاري، بعنوان ” الخليج، العرب والعالم في سياق التطورات الجارية”.
وتضمنت القائمة الأولية للمتحدثين في المنتدى 28 شخصية، بينهم شخصيات سياسية ومسؤولين سابقين مثل طاهر المصري-رئيس الوزراء الأردني الأسبق، ونيكولو رينالدي -البرلمان الأوروبي، وكلير شورت ، وزيرة التنمية الدولية السابقة في المملكة المتحدة، والسيدة ميرا ميلوسيفيتش- مدير تنفيذي، المنتدى العالمي لتطوير وسائل الإعلام، فيما لا تزال قائمة المشاركين مفتوحة، في انتظار تأكيد عدد من المسؤولين من الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة، ممّن وجهت لهم الدعوة لحضور المنتدى، والمشاركة بأوراق عمل.
كما يشارك عدد من الأكاديميين والإعلاميين البارزين، مثل ماجد الأنصاري – أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر، و عبد العزيز آل إسحق – كاتب ومحلل سياسي قطري، وعبد الله الغيلاني – أكاديمي متخصص في الشؤون الاستراتيجية، عُمان، وسينزيا بيانكو- باحثة إيطالية متخصصة في شؤون الخليج والشرق الأوسط، و كيهان برزقان – مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في طهران، و باسل حسين – مدير مركز الدراسات الاستراتيجية (العراق)، و عبد الله باعبود – أكاديمي وباحث من عمان، و عبد الله الشايجي – رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت، ووضاح خنفر- مدير منتدى الشرق، وآخرين.
وأوضح محمد المختار الخليل مدير مركز الجزيرة للدراسات أن منتدى الجزيرة الثاني عشر ينعقد في ظل تطورات خليجية وإقليمية ودولية حسَّاسة، إذ شهد العام المنصرم تطورات لافتة في العلاقات العربية، وبالخصوص في العلاقات الخليجية التي كانت توصف بالمستقرة والأخوية، فاندلعت أزمة ما تزال مستمرة زادت الوضع العربي تأزيمًا وتعقيدًا وألقت بظلالها على كل المنطقة.
وأضاف: “كما استمر تصاعد الثورات المضادة التي ألقت بظلالها على الأزمة الخليجية، فلم تستطع دول الخليج العربي الاتفاق على موقف موَّحد من الثورات العربية، ففي حين وقفت قطر موقف التأييد لمسار التحوّل الديمقراطي، وقفت دول خليجية أخرى في معسكر الثورة المضادة، بل عملت على قيادة هذا المعسكر، فلم تلبث قوى الثورة المضادة أن أوقعت مجلس التعاون الخليجي في هوّة من الانقسام والعطب وفقدان التأثير، فكانت النتيجة أنه بعد مضي ما يقارب العقد على اندلاع رياح الثورة والتغيير، لم تعد هناك مؤسسة تنسيق عربية واحدة قادرة على العمل بفعالية.
ونوّه إلى أن العام العالي الجاري شهد أيضا هزيمة تنظيم الدولة في العراق وسوريا، واندلاع أزمة الاستفتاء في إقليم كردستان، فضلا عن قرار إدارة الرئيس ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، واتساع نطاق التدخلات الأجنبية في الشأن العربي مما أدى إلى تحول المنطقة العربية إلى ساحة تدافع إقليمي ودولي ربما لم نشهد لها مثيلا بهذه الحدة من قبل.
ونوّه إلى أننا “رأينا مع هذه الأحداث المتتالية والتطورات المتسارعة تحول الإعلام إلى لاعب رئيسي فتحول من ناقل للخبر إلى جزء من أزمات المنطقة مع اندلاع الأزمة الخليجية”.
أسئلة على طاولة النقاش
وفي هذا السياق الخليجي والإقليمي والدولي، يلتئم منتدى الجزيرة الثاني الذي يستضيف نخبة من السياسيين والمفكرين والخبراء، يتداولون الرأي فيما بينهم، عسى أن يجدوا إجابات عن تلكم الأسئلة: هل ثمة علاقة ما بين الصراع المحتدم منذ 2010 على مستقبل المنطقة العربية وسعي السعودية والإمارات إلى حصار قطر وإخضاعها؟ أي مستقبل يمكن تصوره للدول التي عاشت مناخًا مستمرًا من الحرب والانقسام خلال السنوات القليلة الماضية، مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا؟ هل عادت القضية الفلسطينية لتحتل موقعها التقليدي في تحديد سياسات دول المنطقة وعلاقاتها؟ ما الذي تسعى الولايات المتحدة، روسيا، الصين، والدول الأوروبية الرئيسة، إلى تحقيقه في المشرق؟ وأي أثر تتركه السياسات التركية والإيرانية النشطة على استقرار المنطقة ومستقبلها وعلاقات شعوبها؟ وكيف نفهم دور الإعلام وعلاقته بما يحدث من تطورات في المنطقة وخارجها؟
وقد خصص المنتدى سبع جلسات على مدى يومين للبحث في إجابات لهذه الأسئلة وما تفزره الحوارات والنقاشات من رؤى وتصورات.
7محاور للمنتدى
هذا، ويناقش المنتدى سبع محاور، تتناول “عام على الأزمة الخليجية: حصيلتها ومساراتها المقبل، “الخليج وإيران بين التعاون والتنافس واحتمالات المواجهة”، و”هل تفجر الأزمات الاجتماعية والاقتصادية موجة ثانية من التغيير في المنطقة؟”، و”الشرق الأوسط في ظل تغير التحالفات الإقليمية والدولية”، و”القضية الفلسطينية في سياق الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل وترتيبات “صفقة القرن”، و”الإعلام أثناء الأزمات والمراحل الانتقالية”، إلى جانب محور بعنوان “أي سيناريوهات مستقبلية تنتظر منطقة الشرق الأوسط؟”.
30 ورقة بحثية للجزيرة للدراسات حول الأزمة الخليجية
على الجانب الآخر، أكد الدكتور عزالدين عبد المولى، مدير إدارة البحوث في مركز الجزيرة للدراسات إنه ساهم بعدد من البحوث الأكاديمية والعلمية بشأن الأزمة الخليجية، حيث قدم المركز 30 ورقة بحثية منذ بداية الأزمة الخليجية، متفوقا على باقي مراكز الدراسات الاستراتيجية.
ونوّه إلى أن المركز أصدر كتابا عن الأزمة الخليجية خلال الأشهر الأولى، ويعمل حاليا على إصدار كتاب آخر يتناول الأزمة الخليجية بعد مرور عام كامل على بدايتها.
ولفت الدكتور عز الدين إلى أن مركز الجزيرة للدراسات كباقي مراكز الدراسات الدولية لم يتوقع حدوث الأزمة الخليجية الحالية، بل إن كل المؤشرات كانت تشير إلى أن حدوث الأزمة مستبعد تماماً، في ظل توافق خليجي – دولي على معالجة الأزمة مع إيران.