نيويورك – تجاهلت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، بشكل صارخ جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة لمناقشة القضية الفلسطينية، واكتفت في إفادتها بمهاجمة إيران ودورها بمنطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك في جلسة المجلس الدولي الدورية التي انعقدت مساء، أمس الخميس، لمناقشة الحالة في الشرق الأوسط، مع التركيز على القضية الفلسطينية.
وفي بداية إفادتها لأعضاء المجلس أقرت “هيلي” بأن ملف “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من الملفات الخطيرة التي تستحق اهتمام أعضاء مجلس الأمن”.
أقرت هيلي بأن ملف الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي من الملفات الخطيرة ولكنها لم تتحدث الا عن دور طهران في زعزعة أستقرار المنطقة
لكنها استدركت قائلة: “وإذا كان هناك دولة واحدة تستحق الحديث عنها، فهي بالتأكيد ليست إسرائيل.. هذه الدولة هي إيران”.
وشنت السفيرة الأمريكية، التي تتولي بلادها الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر سبتمبر/أيلول الجاري، هجومًا على السياسات الإيرانية في الشرق الأوسط.
وقالت بهذا الخصوص: “طهران تسعى إلى زعزعة استقرار دول المنطقة، وتقوم بدعم الحكام الذين يقتلون شعوبهم بالمواد الكيمائية (في إشارة إلى نظام بشار الأسد في سوريا)”.
وأردفت قائلة: “لقد داست طهران علي جيرانها في المنطقة (..) في لبنان وسوريا واليمن، كما أن قادة إيران يتلاعبون بالشعارات الدينية”.
وقالت السفيرة الأمريكية إن “إيران أنشأت منطقة خاصة لها في العراق لتمويل وتدريب وكلاء وميليشيا تابعة لها، وهي تحرص على إضعاف العراق حتى تتمكن من مواصلة أنشطتها”.
وبعد أن أنهت المندوبة الأمريكية إفادتها، أبلغت الدول الأعضاء بالمجلس، بعدم وجود كلمات أخرى، ورفعت جلسة الاجتماع.
الى ذلك، حذر المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف،أمس الخميس، من أن “غزة يمكن أن تنفجر في أي لحظة”، مؤكدا على أن “المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية عن ذلك”.
واعتبر المسؤول الأممي، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي المنعقدة حول القضية الفلسطينية، أن “مواصلة إسرائيل أنشطتها الاستيطانية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة يهدد فرص السلام ويقوض الآمال في إقامة دولة فلسطينية مستقبلية”.
وقال: “علينا أن نبعث الأمل في النفوس، وأن نتغلب علي الطريق المسدود الذي نواجهه، وأن نعيد الأطراف إلى طاولة مفاوضات ذات معني تنهي الاحتلال الإسرائيلي”.
وأردف قائلا: “التوجهات الحالية تهدد القدرة علي تطبيق مبدأ حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية)، وأدعو جميع الأطراف المعنية إلى أن تتفاعل إيجابيا مع بعضها، وأؤكد أن الحالة الميدانية في قطاع غزة -الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة- باتت ملحة للغاية، وسنكون مسؤولين عن ذلك”.
مواصلة إسرائيل أنشطتها الاستيطانية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة يهدد فرص السلام ويقوض الامال في إقامة دولة فلسطينية مستقلة
ودعا ميلادينوف، في إفادته، المجتمع الدولي إلى تقديم تمويل عاجل لمنع انهيار الخدمات في غزة.
كما دعا إسرائيل إلي “تخفيف القيود المفروضة على تنقل الفلسطينيين”، وحث “حركتي حماس وفتح على التفاعل بجدية مع مصر لإعادة الحكومة الفلسطينية إلى القطاع”.
ويعاني أكثر من مليوني نسمة في غزة أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 12 عاما.
وبدأت إسرائيل حصارها لغزة عقب فوز “حماس” بالانتخابات التشريعية، عام 2006، ثم عززته إثر سيطرة الحركة على القطاع، في العام التالي، ضمن خلافات مع حركة “فتح”.
أيضا، حذر ميلادينوف، في إفادته أمام أعضاء مجلس الأمن، من استمرار أعمال الهدم والمصادرة للمباني المملوكة للفلسطينيين من قبل السلطات الإسرائيلية.
وقال إن السلطات الإسرائيلية دمرت وصادرت، مؤخرا، 117 مبنى في القدس الشرقية والمنطقة ج؛ ما أدى إلى تشريد 145 فلسطينيا بمن فيهم 82 طفلا، وأثر على سبل عيش 950 شخصا.
ولفت إلى أنه في تجمع “خان الأحمر”، شرقي القدس، الذي يضم 181 بدويا فلسطينيا، حازت السلطات الإسرائيلية الأرض، وأعلنت الموقع مؤقتا منطقة عسكرية مغلقة.
وتابع: “بعد عملية قانونية طويلة، رفضت محكمة العدل العليا في إسرائيل عدة التماسات من السكان لمنع هدم تجمع الخان الأحمر”.
ولفت في هذا الصدد أيضا إلى أنه في الرابع من يوليو/تموز الماضي هدمت السلطات الإسرائيلية 19 مبنى في تجمع أبو نوار البدوي، شرقي القدس، الذي يضم نحو 600 شخص.
وقال إن “تلك المجتمعات موجودة في أو بجوار منطقة مخصصة لخطط استيطانية في المنطقة E 1، وإذا شيدت (مستوطنات بها) فستخلق منطقة متواصلة بين مستوطنة معالي أدوميم والقدس الشرقية”.
وأعرب عن قلقه إزاء “استخدام إسرائيل للرصاص الحي ضد الفلسطينيين.
وقال: “هناك مسؤولية وهي ضبط النفس وألا تستخدم القوات الإسرائيلية الرصاص الحي إلا في حالات الخطر الداهم، كما يتعين علي حماس وضع حد للهجمات الصاروخية العشوائية علي إسرائيل”.
(الأناضول)