لندن ـ «القدس العربي»: أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محاصرة منزل قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار موجة سخرية واسعة في أوساط مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، سواء من الفلسطينيين أو العرب، حيث سخروا من استحالة أن يكون السنوار متواجداً في منزله، فضلاً عن أن حصار وقصف المنزل لا يُشكل أي إنجاز عسكري أو سياسي، بسبب أن أغلب سكان القطاع يعرفون المنزل وليس فيه ما هو سري أو خطير.
وكان نتنياهو أعلن الأربعاء الماضي أن القوات الإسرائيلية تحاصر منزل السنوار في خانيونس جنوبي غزة، وقال في بيان: “عندي شيئان أريد إطلاعكم عليهما: قلت إن قواتنا تستطيع أن تصل إلى أي مكان في قطاع غزة، وهي تحاصر الآن منزل يحيى السنوار”. وأكد نتنياهو أن “منزله ليس حصنه الحصين وهو يستطيع أن يهرب، لكن هذه هي مسألة وقت فقط حتى أن نلقي القبض عليه”.
وفي وقت لاحق قالت هيئة البث الإسرائيلية إن القوات لم تحاصر منزل السنوار، وكذبت بذلك تصريحات نتنياهو حول “تطويق المنزل” وأكدت هيئة البث: “قواتنا لم تحاصر منزل السنوار بعد”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إن “منزل السنوار يقع بمنطقة خانيونس ولكنه الآن ليس فوق الأرض بل تحت الأرض”، كاشفا أن “مهمتهم تتمثل في الوصول إلى السنوار وقتله”.
وأثارت تصريحات نتنياهو عن الوصول إلى منزل السنوار وحصاره موجة واسعة من السخرية، وسرعان ما تصدر اسم السنوار ومنزله قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكتب الصحافي والمدير العام السابق لقناة “الجزيرة” ياسر أبوهلالة مغرداً على شبكة “إكس” (تويتر سابقاً): “حذفتُ التغريدة المتعلقة بخبر مراسل يديعوت أحرونوت والتي يقول فيها (بمعنى آخر، يعرف الجيش الإسرائيلي مكان وجود يحيى السنوار) في شرح كلام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ونقلتُ خبر هيئة البث الرسمية: قواتنا لم تحاصر منزل السنوار بعد.. وحفظ الله يحيى السنوار.. لحاقُهُ بقوافل الشهداء، يحزننا ولا نتمناه، ولكن لا ننقلب على أعقابنا إن حصل لا قدر الله”.
ورد الناشط الفلسطيني رضوان الأخرس من غزة قائلاً: “لا أحد يشير لاستشهاده أو احتمالية أنه استشهد أو محاصر، ولا أعرف لماذا الإصرار على الإشارة لهذا الأمر من طرفك، رغم أنه قد يكون مدخلا لنشر إشاعات.. والحديث فقط من الإعلام العبري عن محاصرة منزله الذي تعرض للقصف أساساً ومكانه معلوم وليس سراً”.
أما الكاتب والصحافي المعروف ياسر الزعاترة فغرد يقول: “نتنياهو وحصار بيت السنوار.. أمس كان نتنياهو مثيراً للسخرية حين أعلن أن جيشه يحاصر بيت السنوار، كأنه يحاصر قلعة وينتظر استسلامها.. لُهاث سخيف خلف صورة انتصار.. قادة حماس ليسوا في البيوت، ومن كان فيها من ذويهم قُتل بقنابل أمريكا.. يكفيك من صورة المعركة أنهم يتحدّثون كأنهم يحاربون الصين”.
وغرد الإعلامي والمذيع التلفزيوني يحيى نافع: “المشاهد التي تبثها المقاومة بشكل يومي تثبت أن قدرة الاحتلال على التدمير وقتل المدنيين لا تعني قدرته على السيطرة على قطاع غزة، وخروج نتنياهو ليتفاخر بمحاصرة منزل السنوار المهجور وكأنه حقق إنجازاً، يدل على عمق الأزمة لدى جيش الاحتلال وفشله في القضاء على المقاومة”.
كروت دعائية محروقة
أما الناشط المصري أحمد حسن الشرقاوي فغرد يقول: “نتنياهو يلقي بكروت دعائية محروقة ويزعم تطويق منزل السنوار الخالي أصلا.. فماذا يريد من تلك المناورة البائسة؟! كان من اللافت أن يخرج رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو ليزف إلى الجمهور الإسرائيلي نبأ قيام جيش الاحتلال بتطويق منزل قائد حماس يحيى السنوار في خانيونس”.
وأضاف: “كل طفل في إسرائيل ومعه بابا روما والعجائز حول المدافئ في أيام الكريسماس الباردة، وكل الناس تقريباً تعرف أن السنوار لا يمكن أبدأ أن يظل في منزله أو أن يتخذه مقراً له في تلك الظروف، وإنه يتحصن بلا أدنى شك في مقر إدارة العمليات داخل الأنفاق تحت الأرض مع كبار قيادات وأركان كتائب القسام وحركة حماس، ومن هناك يدير المعركة”.
وتابع: “نتنياهو وصل إلى مرحلة اليأس القاتل، وهو يبحث عن أي لمحة ولو ضئيلة من صورة النصر التي يتمناها، ولذلك أراد أن يقدم شيئا حتى وإن كان وهميا ليرفع به معنويات جمهوره المحبط جراء عدم تحقيق نتائج ملموسة بعد مرور 40 يوما على الحرب البرية و60 يوما من بدء العدوان على غزة”.
وغرد محمد شوقي: “بعد خبر إعلان نتنياهو: قواتنا الآن تحاصر منزل السنوار، طبعاً هو ليس بمنزله ويمكنه الهروب”. فيما قالت هبة رحمان: “نتنياهو يقول إن قواته تحاصر منزل السنوار.. كأن السنوار في منزله يشرب شاي وجالس يتفرج في الجزيرة على حرب غزة.. أي صنف هذا الذي تتعاطون يا صهاينة؟”.
وكتب مصعب عفيف: “إذا استشهد فذاك وسام شرف له ولا يليق به إلا الاستشهاد، وإن كان حياً فتلك فرصة له لإيلام أعدائنا أيام ولسنوات.. لا حزن على القادة الأبطال، الحزن على النساء والأطفال فقط”.
وغرد كوثر بني جلال على “تويتر” قائلاً: “نتنياهو: نحاصر منزل السنوار والوصول إليه مسألة وقت.. هل تعتقد أن السنوار في الصالون يتفرج على الحرب في التلفزيون؟! واضح انك عبيط مش بتستعبط”.
وغرد طارق الفرا: “منذ يومين تحاصر الدبابات الإسرائيلية منزل السنوار في شارع 5 وسط خانيونس.. طلع السنوار مش في البيت، رغم أنهم قصفوا البيت أكثر من مرة.. خانيونس هتعلمكم الأدب، اسأل رابين عندما واجهت خانيونس جيشكم، اسأل شارون عن نفق المطاحن.. أسأل موفاز عن نفق خطف جلعاد.. أسأل موفاز عن محاولة اغتياله في مستوطنة جني تال”.
الإصرار على الكذب
وكتب نابريس راضي: “قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إنه تم حصار منزل السنوار ولكن في النهاية لم نجد السنوار في المنزل.. وأخيراً بعد 61 يوما من القصف وصلوا إلى بيته والمفاجأة غير المتوقعة لن تخطر على بال أحد، وهي أنهم لم يجدوه في المنزل، لا إنجاز عظيم يضاف على فضيحة مجمع الشفاء، اقطعوا الإنترنت عن هذه الكائنات اليائسة”.
وكتب الناشطة آلاء حمدان بسخرية: “نتنياهو: نحاصر منزل السنوار.. ابني اللّي عمره سنة ونص: أوك بس السّنوار مش في البيت”.
وقال علي عبد العال: “نتنياهو: قواتنا يمكن أن تصل إلى أي مكان في قطاع غزة. واليوم تحاصر منزل السنوار.. قد لا يكون متحصناً في منزله ويمكنه الهروب.. هيئة البث: قواتنا لم تحاصر منزل السنوار. ريحهم يا سنوار وقل لهم إنت فين”.
وكتب أحد المغردين قائلاً: “عندما يتكلم متحدث الاحتلال العسكري ونتنياهو ووزير الدفاع عن إنهم رصدوا منزل السنوار وبعد الإعلان عن أنه محاط بالجنود وسيتم اقتحامه يدخل الجنود فلا يجدوا فرداً واحداً داخله.. طيب فين الرصد والتجسس؟!.. وأنتم عملتوا حرب برية وقتلتم كل هؤلاء الأبرياء وفي الاخر هدفكم السنوار؟!”.
ونشر ريان المصري صورة للسنوار وهو يجلس على أنقاض منزله المدمر، وكتب يقول: “نتنياهو: نحاصر منزل السنوار.. الوصول إليه مسألة وقت.. عندما جلس هذا الرجل على أنقاض منزله المدمر متبسماً ماذا تتوقع منه؟.. هل تقصد الوصول إلى المنزل، أم إلى السنوار وأنت لم تستطع الوصول إلى أسير واحد..؟!”. وعلقت أروى المغربي: “أغبى خبر يجري تناقله كعنوان في المواقع الإخبارية الإسرائيلية: محاصرة منزل السنوار.. هو السنوار استناك ولما شافك طولت راح مشوار.. الله يسامحك يا ابو ابرهيم ع هيك عمله”.
وعلق يحيى اليماني: “عندما نجد رئيس وزراء بهذا الغباء وبهذه الحماقة والسذاجة وبهذا الاصرار على الكذب حفاظاً على حياته السياسية فالنصر اقترب.. تأملوا هذا الخبر: نتنياهو: نحاصر منزل السنوار، فهل يعقل أن يظل القائد يحيى السنوار في منزله وهناك معركة؟”.
وكتب الصحافي سمير العركي: “منذ قليل: هيئة البث الإسرائيلية تقول إن القوات الإسرائيلية لم تحاصر منزل السنوار بعد.. وأقول: نتنياهو في وادٍ والجيش في وادٍ آخر.. هل هذه دولة كانت تستحق أن تجثم على أنفاس العرب والمسلمين منذ 75 عاماً وحتى الآن بعد كل ما نراه من تخبط وتراجع؟”.
وعلق الشاعر سعيد المسوري بالقول: “كالعادة الجيش الإسرائيلي يريد تحقيق نصر يوهم الإسرائيليين والآن تحرك إعلامياً على أنه تم حصار منزل “يحيى السنوار” وبعد يومين سيعلن للإسرائيليين وصهاينة العرب أنه تم السيطرة على منزل السنوار، طيب اين النصر في الموضوع، ولكن ما زال “جنود الاحتلال” يبيعون الوهم كما قال أبو عبيدة”.