منسق التيار القومي التقدمي ( قيد التأسيس)

حجم الخط
0

تتميز مناطق الجنوب الليبي وتتقاسم كافة مكوناتها نفس الظروف فيعتبر سكانه أن الجنوب الليبي لم ينل نصيبا وافرا من التنمية المكانية والبشرية وشهد في السابق تدنيا في مستوى خدمات الدولة، حيث تعهدت السلطات في ليبيا ما بعد الثورة بتسخير جهودها للإهتمام أكثر بمدن الدواخل وإعطائها نصيبا أوفر من العناية لأنها كانت في السابق مهملة على حد وصفها.
إيموهاغ (الطوارق) أو الرجال الزرق كما يحلو للبعض تسميتهم أحد المكونات الأصلية للمجتمع الليبي، يعيش الطوارق في الجنوب الغربي لليبيا ويسكن غالبية الطوارق في مدن أوباري- سبها- غات إنجارن- غدامس، ولهم امتداد طبيعي في الصحراء الكبرى، حيث أقاموا حضارات جذورها ضاربة في القدم كحضارة الجرمنت. ويذكر أن حروف كتابتهم (التيفيناغ) من أقدم الحروف التاريخية، وقد صنفت منظمة الثقافة والعلوم (اليونيسكو) مناطقهم على أنها أكبر معرض للتراث الإنساني موجود في الهواء الطلق، ولا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد الطوارق في ليبيا.
سألنا رئيس منظمة شباب إيموهاغ الدولية أكلي شكا عن أبرز التحديات التي يواجهها الطوارق في ليبيا، حيث قال شكا ان الوطن عموما مثقل بالهموم من تركة نظام كان همه الوحيد الحفاظ على السلطة دون النظر للمواطن، والجنوب الليبي بكل أطيافه عانى والطوارق على وجه الخصوص فمن الضروي أن تتبنى الدولة برامج لتنمية وترقية قدرات شباب الطوارق وإشراكهم في أجهزة الدولة المدنية، حيث مازالت تنحصر وظائفهم في الأعمال العسكرية وأدوا دورهم بكل وطنية منذ التحرير لحد الان. وأضاف أكلي قائلا ان معظم الطوارق محرومون من أبسط الحقوق كالسكن والمنح الدراسية وعلى الحكومة الشروع في حلول جذرية دون تماطل أو تأخير وإدماج الطوارق في أجهزة الدولة المختلفة وتوفير فرص العمل والعيش الكريم لهم أسوة بالأخرين.
وفي هذا السياق يضيف الصحافي علي الشريف مدير مركز (تاتريت) الإعلامي ضرورة الالتفاتة لمعاناة النازحين والمهجرين الطوارق من غدامس، حيث يعيشون في وضع مأساوي غاية في الصعوبة في الصحراء أو تحت سطوة الإيجارات فى المناطق التي نزحوا إليها، كما يجب أيضا معالجة أوضاع الذين لم يستكملوا الإجراءات الثبوتية، حيث حرمهم القذافي من إجراءاتهم، حيث حرموا من عديد الخدمات نتيجة حرمانهم من حقوقهم.
والان ظل عدد كبير منهم خارج منظومة الرقم الوطني وسيظل الطوارق، وكما كانوا اداة بناء مهمة للوطن، ودعا أبناء الطوارق لضرورة التحلي بالصبر ودعم جهود الدولة، فالمستقبل زاهر بالتأكيد في ليبيا الجديدة. وعبر عن أهمية المرحلة الإنتقالية في ليبيا وضرورة صياغة دستور ليبي توافقي لأنه هو ثمرة الثورة الحقيقة، كما أكد على أن الشاب الليبي بحاجة ماسة لإستثمار طاقته المتجددة بما يساهم في بناء ليبيا، مؤكدا على أمله بأن يتم النظر بجدية لقضايا المنطقة الجنوبية مركزا على الحقوق المدنية والثقافية للطوارق وبرأيه أن خطوات معالجة الأوضاع هي مفتاح تحقيق العدالة الإجتماعية وصولا للوئام والسلم الأهليين.

علي الشريف
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية