نيويورك (الأمم المتحدة) – “القدس العربي”:
قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، ردا على سؤال لـ”القدس العربي” حول إمكانية أن تخفف السعودية من الضغط على اليمن وخاصة في استهداف المدنيين وتشديد الحصار بسبب أزمتها الداخلية بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، قال “إن السعودية لا شك تحاول أن تتجنب كارثة إنسانية في اليمن. لقد تحدثت معهم مؤخرا حول الخطوات المطلوب إتباعها. وأنت تعرفون أن السعودية والإمارات تبرعتا بـ 950 مليون دولار في بداية العام والتي قدمت لصندوق الأمم المتحدة المخصص للمساعدات الإنسانية لليمن. لقد اتخذوا قرارا جديدا مؤخرا وهو تقديم مبلغ 70 مليون دولار لدفع رواتب المعلمين في اليمن. كما أنهم يبحثون عن وسائل لدعم التجارة اليمنـية وخاصة لاستيراد السكر والذرة والطحين. وسنبقى نعمل مع السعودية لتجنب كارثة إنسانية في اليمن وهو ما ينسجم مع مصالحهم”. وردا على سؤال متابعة إذا أي قرار اتخذته السعودية بعد حادثة خاشقجي، قال لوكوك إن قرار تقديم 70 مليون دولار كرواتب للمعلمين كان قرارا قديما لكن قررت السعودية والإمارات دفع هذا المبلغ مؤخرا بعد اتصالاتي بهم وهو قرار مهم. لكن للعلم فإن هذا المبلغ لا يتمكن من وقف التدهور وعكس اتجاه المجاعة المؤكدة التي قد تصيب نصف الشعب اليمني في الشهور القادمة إذا لم يتم إنقاذ الوضع”.
وكان لوكوك قد حاطب مجلس الأمن الدولي محذرا من خطر حدوث مجاعة كبرى وشيكة في اليمن، لم يشهد مثيلها من قبل أي مهني يعمل في المجال الإنساني.
وعادة تعلن الأمم المتحدة عن اقتراب حدوث مجاعة في أي مكان عند توفر معايير ثلاثة: أن تواجه أسرة واحدة على الأقل من بين كل خمس أسر شحا شديدا في الغذاء، أن يعاني أكثر من 30% من الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، أن يموت شخصان على الأقل من بين كل عشرة آلاف يوميا.
وفيما تنتظر الأمم المتحدة نتائج التقييم الجاري الآن، قال لوكوك إن الحرب والأزمة الاقتصادية دفعتا ملايين اليمنيين باتجاه المجاعة،
وأشار إلى تحذيراته السابقة بشأن احتمال حدوث المجاعة وجهود تجنب ذلك، وقال لأعضاء مجلس الأمن الدولي إن الوضع أخطر من المرات السابقة: “في إحاطتي الشهر الماضي قلت لكم إن 3.5 مليون يمني آخر من المحتمل أن يعانوا من انعدام حاد في الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة، ليضاف ذلك إلى ثمانية ملايين شخص نصل إليهم كل شهر بالمساعدات، ليصبح العدد 11 مليونا. هذا ما قلته في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول. الآن، نعتقد أن هذا التقدير خاطئ. تقديرنا المعدل يفيد بأن العدد الإجمالي لمن يواجهون ظروف ما قبل المجاعة، أي المعتمدين بشكل كامل على المساعدة الخارجية للبقاء على قيد الحياة، قد يصل قريبا إلى 14 مليونا، أي نصف عدد سكان اليمن”.
وقد تفاقمت الأزمة في اليمن بسبب انهيار الاقتصاد، وتصاعد القتال حول الحديدة التي يعد ميناؤها شريان حياة لعمليات الإغاثة واستيراد السلع التجارية. وقد شهدت مدينة الحديدة اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية، شملت القتال العنيف وإطلاق القذائف والقصف الجوي. وقد اضطر أكثر من 570 ألف شخص إلى الفرار من ديارهم بأنحاء محافظة الحديدة منذ تصاعد القتال في منتصف يونيو
ويشهد اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، كما تنفذ به أكبر عملية إغاثة في العالم، إذ يعمل به أكثر من 200 منظمة في إطار خطة الاستجابة الإنسانية. ويتلقى 8 ملايين شخص مساعدات منقذة للحياة كل شهر.
ودعا مارك لوكوك الأطراف المعنية إلى فعل كل ما يمكن لتجنب حدوث كارثة في اليمن، وطلب من أعضاء مجلس الأمن دعم العمل في خمسة مجالات هي:
أولا: وقف الأعمال العدائية قرب البنية الأساسية والمنشآت التي يعتمد عليها عمال الإغاثة والمستوردون التجاريون.
ثانيا: حماية إمدادات الغذاء والسلع الأساسية بأنحاء اليمن.
ثالثا: ضخ العملات الأجنبية بشكل عاجل في الاقتصاد عبر البنك الدولي.
رابعا: زيادة التمويل والدعم للعمليات الإنسانية.
خامسا: دعوة الأطراف المتقاتلة إلى الانخراط بشكل كامل ومنفتح مع المبعوث الدولي لليمن لإنهاء الصراع.