دمشق – «القدس العربي»: في سياق كسر الحصار المفروض على مخيم الركبان داخل المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، ضمن منطقة الـ 55، التي تسيطر عليها قوات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، وتضم قاعدة التنف العسكرية، وبالتنسيق مع وزارة الدفاع الأمريكية، ضن عملية “الواحة السورية” وصل المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ (SETF) معاذ مصطفى برفقة رئيس منظمة العدالة العالمية الدكتور هيثم البزم إلى مخيم الركبان للنازحين المحاصرين على الحدود الجنوبية السورية مع العراق والأردن.
ويقدّر عدد سكان المخيم في عام 2018 بنحو 45 ألف نازح، تضاءل عددهم خلال العامين الماضيين ليصل اليوم إلى نحو 10 آلاف نازح.
وتقول المنظمة السورية للطوارئ، التي زارت المخيم أن الأهالي يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، بسبب الحصار المحكم الذي يحيط بهم، خاصة بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات نظام الأسد والشرطة الروسية، فضلاً عن إغلاق جميع المنافذ لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرة النظام.
وتمثل هذه الزيارة الأولى من نوعها، والتي شارك فيها رئيسان من المنظمات غير الحكومية الدولية، “انجازاً كبيراً” بحسب وصف مدير المنظمة معاذ مصطفى لـ “القدس العربي”. وقال مصطفى: بعد كسر حصار الركبان الذي مازال قائما منذ شهر يونيو /حزيران الفائت، إذ أننا نرسل إلى المخيم أسبوعياً مواد غذائية، وحليباً للأطفال وبذور الخضار والفواكه والطحين ومستلزمات أخرى، تمكنا اليوم من الدخول المخيم لنرى الوضع بأنفسنا”.
ولأول مرة، يسمح لمدنيين أمريكيين بالدخول إلى مخيم الركبان، عن طريق الطيران العسكري الأمريكي، لكن المهم وفق مصطفى هو “دخول عاملين في منظمات إنسانية أمريكية وأطباء ومنهم الطبيب هيثم البزم دون استخدام موارد الجيش الأمريكي”.
وقال: هذا الأمر جعلنا نثبت للجيش الأمريكي قدرتنا على إدخال الأطباء والمساعدات والمستلزمات، دون أن نكلف الجيش الأمريكي أي مبالغ، ودون استخدام أي من موارد الجيش، لأننا نستخدم الطائرات القادمة إلى القاعدة الجوية الأمريكية، ونستخدم المساحة الفارغة ضمن الطائرة.
واعتبر المتحدث أن دخول المنظمات الإنسانية لأول مرة إلى المخيم، “سيفتح الطريق لإدخال الكثير من الأطباء بكافة التخصصات في المرات القادمة، إلى المخيم للتناوب ومساعدة الأهالي، فضلاً عن إعدادنا لرؤية شاملة لاحتياجات المخيم الطبية”.
وسمحت هذه الزيارة، في أول يوم منها، بعقد اجتماع لبحث سبل تطوير عملية المساعدات بهدف خلق نوع من الاستقرار في المنطقة من الناحية الغذائية والطيبة والخدمية. وضم الاجتماع وفق المتحدث لـ”القدس العربي” قيادات أمريكية منها قائد قاعدة التنف، والمدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ (SETF) معاذ مصطفى برفقة رئيس منظمة العدالة العالمية الدكتور هيثم البزم.
واتفق المجتمعون، وفق المصدر، على إرسال المزيد من المساعدات والكتب المدرسية، والمواد الغذائية، ضمن عمليات “الواحة السورية” لمساعدة نحو 8000 مدني نازح بالقرب من الحدود الأردنية العراقية.
ووفقاً للمنظمة، فإن هذه الزيارة تستكمل عملية “الواحة السورية” للمنظمة السورية للطوارئ وهي مبادرة إنسانية تم إطلاقها في يونيو 2023 بالتعاون مع الجيش الأمريكي، لكسر الحصار المفروض من قبل نظام الأسد وإيران، منذ أكثر من ثمانية أعوام على المدنيين في مخيم الركبان.
الدكتور هيثم البزم رئيس منظمة “غلوبال جستس” قال من جانبه: إن الرحلة تمثل تحدياً لكسر الحصار المفروض على آلاف السكان المحاصرين في مخيم الركبان، مشيراً إلى أنه سيواصل تقديم الدعم بالشراكة مع منظمة سورية للطوارئ (SETF) حتى يتم إنهاء الحصار الجائر على المخيم.