تونس: انتقدت نحو 20 منظمة تونسية، اليوم الخميس، خطاب الرئيس قيس سعيد بشأن مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء، وقالت إنه يذكر “بحقبة معسكرات الإبادة العرقية النازية” داعية الرئاسة إلى تقديم اعتذار رسمي عمّا بدر منها.
وأصدرت المنظمات، ومن بينها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والجمعية التونسية لمساندة الأقليات، بيانا حذرت فيه من حملة التحريض ضد المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، والمخاطر التي يمكن أن تهدد سلامتهم.
واتهمت المنظمات الرئيس بـ”التحريض على الكراهية”، وقالت إن خطابه يمثل “تذكيرا بحقبة معسكرات الإبادة العرقية النازية أثناء الحرب العالمية الثانية ومعاداة لقيم الإنسانية والتسامح”.
كما حذرت المنظمات من “كل خطر أو مكروه من شأنه أن يصيب المهاجرين و المهاجرات من أفريقيا جنوب الصحراء” بسبب خطاب الرئيس.
وقال الرئيس قيس سعيد يوم الثلاثاء، إن التدفق الكبير لمهاجري أفريقيا جنوب الصحراء على البلاد بات يمثل “وضعا غير طبيعي”.
وتابع في بيان للرئاسة التونسية عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي خصص لهذه المسألة، أن “هناك ترتيبا إجراميا تم إعداده منذ مطلع القرن لتغيير التركيبة السكانية لتونس وأن هناك جهات تلقت أموالا طائلة بعد سنة 2011 من أجل توطين المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس”، مطالبا بوضع حد لهذه الظاهرة.
وقال مجلس الأعمال التونسي الأفريقي اليوم، إن المهاجرين المنحدرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء بما في ذلك الطلبة وباعثي المشاريع الذين يتواجدون بشكل قانوني في تونس يتعرضون لحملات عنصرية.
وطالب المجلس السلطات التونسية بتوجيه رسالة قوية لطمأنة الطلبة من تلك الدول، وبتوجيهات واضحة إلى الأجهزة الأمنية لحماية أمن وحقوق هؤلاء.
ويأتي خطاب الرئيس سعيد مع تدفق المزيد من المهاجرين إلى المدن التونسية، ولا سيما ولاية صفاقس التي تعد منصة رئيسية لانطلاق موجات الهجرة غير الشرعية نحو الأراضي الأوروبية.
ولا توجد أرقام دقيقة بشأن أعداد المهاجرين غير الشرعيين في تونس.
وتواجه تونس ضغوطا متزايدة من شركائها الأوروبيين للتعاون بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية المنطلقة من سواحلها القريبة من السواحل الإيطالية، وتضبط دوريات للحرس البحري بشكل يومي مهاجرين تونسيين ومن دول أفريقيا جنوب الصحراء على متن قوارب مكتظة.
ووفق وزارة الداخلية، ضبطت وحدات الحرس البحري في 2022 قرابة 39 ألف مهاجر من بينهم أكثر من 27 ألفا من الأجانب أغلبهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وتمثل تونس في الغالب منطقة عبور للمهاجرين نحو الضفة الشمالية للمتوسط، لكن الكثير من المهاجرين ينتهي بهم المطاف إلى الاستقرار في تونس من دون إقامات موثقة من السلطات.
وشهدت مناطق من بينها صفاقس مناوشات متكررة بين المهاجرين والسكان المحليين.
(د ب أ)