منظمة إسلامية ألمانية تعتبر أن اعتقال شباب أرادوا الاحتفال بالعيد غير مقبول وتطاب بإعادة تأهيل للشرطة

علاء جمعة
حجم الخط
2

برلين- “القدس العربي”: بعد حادثة إيقاف شرطة كولونيا لشباب مسلمين بملابس تقليدية كانوا يريدون الاحتفال بالعيد، دعا المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا إلى “تأهيل أفراد الشرطة بشكل أفضل على المستوى الثقافي ومراعاة الأمور الحساسة”، حسب وصفه.

وكان قد أثار رجال بملابس إسلامية تقليدية ولحى طويلة الفزع في محطة قطارات كولونيا المركزية، وذلك بعد أن لاحظت الشرطة أنهم بدأوا بالركض بينما صرخ أحدهم الله أكبر ما أدى إلى مطاردة الشرطة لهم واغلاق محطة القطارات المركزية وذلك أول أيام عيد الفطر السعيد.

ووفقا لصحيفة “راينشة بوست” الألمانية التي نشرت عن الحادثة فإن الشباب العشرة التي ألقت الشرطة القبض عليهم كانوا متوجهين لأداء صلاة العيد، حيث خافوا أن يفوتهم قطار المترو ما أدى إلى استعجالهم. وقالت الصحيفة إن صراخ أحدهم “الله أكبر” سبب استنفاراً امنياً في المحطة ادى الى اعتقالهم واستقدام تعزيزات أمنية لمحطة القطار.

وفي بيان صحافي، وصل “القدس العربي” نسخة منه، انتقد المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا تصرف شرطة مدينة كولونيا ونقل البيان عن رئيس المجلس، أيمن مزيك، القول: “ننتظر أن يتم تأهيل أفراد الشرطة بشكل أفضل على المستوى الثقافي ومراعاة الأمور الحساسة”.

وبحسب شهود، كان الشباب المسلمون يرددون، أمس الثلاثاء، “الله أكبر” في محطة القطار بكولونيا، وعلى إثر ذلك هرعت الشرطة بقوات كبيرة وأوقفت الشباب وفتشتهم، ولم تجد بحوزتهم شيئا خطيرا.

وأوضح المجلس أن الشباب كانوا في طريقهم لحضور احتفالات بمناسبة قدوم عيد الفطر، وذكر أن الحادثة تظهر أن “التصنيف العنصري” لا يزال يمثل قضية تستحق أن تؤخذ مأخذ الجد.

وقال مزيك: “أتمنى أن تكون الشرطة قد اعتذرت رسميا للشباب المتضررين من الواقعة، وأن تمارس نقدا ذاتيا لبعض أحكامها المسبقة، وأن تستخلص النتائج الصحيحة من العملية التي نفذتها على نحو خاطئ”.

كما أبدى المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا استعداده الكامل في مرافقة الشرطة بمدينة كولونيا أو غيرها من المدن بتكوينات تثقيفية حتى لا تتكرر مثل هذه الحالات التي تسيء بشكل كبير لسمعة المؤسسات الأمنية.

من جانبه، نفى قائد شرطة كولونيا أوفه ياكوب أن يكون تصرف الشرطة انطلاقاً من “العنصرية وكراهية الأجانب”، ودافع عن الشرطة في وجه “الشتائم والتشهير في وسائل التواصل الاجتماعي”. وقال “نحن نستجيب بالشكل اللازم مع الحالات التي تخيف الناس وتعطي الانطباع بأن هناك تهديدات خطيرة”. كما عبر ياكوب عن أسفه من تأثر “مواطنين لم يرتكبوا أي خطأ” من تدبيرات الشرطة، مشيراً إلى أنه سيتحدث معهم شخصياً.

وشهدت ألمانيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، 132 جريمة ضد المساجد والمسلمين، وفقا لوزارة الداخلية الألمانية.

وكتبت صحيفة “نيوا أوسنابروكر تسايتونغ” الألمانية، أن وزارة الداخلية قالت في ردها على مساءلة برلمانية من الحزب اليساري الألماني، إنه تم تسجيل 132 هجوما على مساجد ومسلمين خلال الربع الأول من العام الجاري.

وأوضحت الوزارة أن الهجمات تضمنت الإساءة للمسلمين وإهانتهم، وإلحاق الأضرار بممتلكاتهم، وكتابة عبارات مسيئة على مبانيهم.

وأشارت إلى أن 4 أشخاص أصيبوا نتيجة لتلك الهجمات، مرجحة أن يكون العدد الحقيقي للهجمات أعلى من ذلك، بسبب الإبلاغ المتأخر عن الهجمات.

وسُجلت في الربع الأول من العام الماضي 196 جريمة ضد المسلمين في ألمانيا، وبلغ عدد الجرائم التي سجل ارتكابها ضد المسلمين خلال العام بأكمله 824 جريمة. ونقلت الصحيفة عن النائبة في الحزب اليساري الألماني، أولا يلبكه، قولها إن انخفاض عدد الجرائم ضد المسلمين لا يعني انخفاض الخطر، وتأكيدها على ضرورة الحزم في مواجهة العنصرية بجميع أشكالها.

وأشارت بشكل خاص إلى أن النقاشات حول الحجاب لا تفيد السيدات والفتيات المسلمات، وإنما على العكس تفتح الطريق أمام إقصاء أكبر لهن.

وكان الرئيس الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير قد وجه رسالة شكر وتحية للمسلمين، مشيراً إلى أن شهر رمضان وعيد الفطر صارا “جزءاً بديهياً من تعايشنا في ألمانيا”. كما شدد على أن ألمانيا لن تتسامح مع أي تمييز أو كراهية ضد المسلمين.

وأكد الرئيس الألماني في رسالته أن المسلمين، الذين يتناولون وجبات الإفطار مع أبناء ديانات أخرى يرسلون “رسالة بالغة الأهمية من أجل التعايش السلمي، من أجل التسامح والاحترام في بلدنا”، وقال: “أود أن أشكرهم”.

يذكر أن عدد المسلمين في ألمانيا يقدر بنحو خمسة ملايين مسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عباس عباس:

    هؤلاء الأغبياء يسيئون لأنفسهم ولدينهم فما جدوى أن تلبس لباس قريش وتضع لحية طويلة وتهرول وأنت تصرخ الله أكبر.

  2. يقول احمد الشمري:

    يعني شخص يلبس لبس الكل يعلم انه مكروه باوربا ويصبح بعبارات عربية غير مفهومة للمجتمع ومع هذا يركض ويثير الريبة هذا غباء وقلة اخلاق وإساءة للدين من قبل مخرجين محسوبين على الإسلام فلن يخسرون شيئا لو انهم كانوا يلبسون الملابس الاعتيادية ويظهرون بنفس مظاهر الألمان ويتوجهون للصلاة بهدو ولكنهم اختاروا الشهرة على التدين

إشترك في قائمتنا البريدية