منظمة التجارة العالمية تقترب من اختيار مديرها الجديد
5 - مايو - 2013
حجم الخط
0
جنيف – وكالات الانباء: بعد جمود شهدته محادثات منظمة التجارة العالمية على مدار 12 عاما ستقرر المنظمة بعد غد الأربعاء ما إذا كان الأفضل لها أن تستعين بمدير من الداخل أم من الخارج لكسر هذا الجمود. ومن المقرر أن تختار المنظمة بين المكسيكي هيرمينيو بلانكو والبرازيلي روبرتو أزيفيدو وكلاهما دبلوماسي تجاري ذو كفاءة عالية لخلافة باسكال لامي في منصبه مديرا عاما للمنظمة. ومن شأن المدير الجديد أن يتبنى سياسات مختلفة تماما بعد توليه منصبه. وانخرط أزيفيدو سفير البرازيل لدى منظمة التجارة العالمية وكبير مفاوضيها التجاريين بشكل كبير في المنظمة على مدار تاريخها تقريبا منذ تأسيسها في عام 1995. أما بلانكو فهو وزير تجارة سابق شارك في المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية مع الولايات المتحدة وقضى 12 عاما في مجال الأعمال. كما أنه عضو في مجلسي إدارة بنك مكسيكي وشركة للكيماويات ويقدم المشورة للشركات بشأن التجارة الدولية. وهذا الرجلان هما آخر من تبقى من تسعة مرشحين يتطلعون لخلافة لامي في منصب المدير العام في أول أيلول/سبتمبر المقبل. ويقول خبراء في التجارة إن الإبداع هو ما تحتاجه منظمة التجارة العالمية من مديرها الجديد، نظرا لأن مهام هذا المنصب لا تنطوي على سلطة تنفيذية تذكر، ومن ثم يجب أن يتحلى المدير العام بالقدرة على تحقيق أمور دون أن يملي على الدول الأعضاء البالغ عددها 159 ما يجب عمله. ولم يتمكن لامي من كسر الجمود الذي أصاب محادثات التجارة العالمية أثناء فترة توليه المنصب التي استمرت ثمانية أعوام. وبينما يقدم أزيفيدو نفسه في صورة صاحب الآذان الصاغية الذي سيحظى بثقة الدول الأعضاء بتفهمه لمواقفها التفاوضية، يقول بلانكو إن هناك حاجة لقوة خارجية لحث الحكومات على إبداء مرونة في مواقفها. وذكر بلانكو أن الحافز هو التجارة. وقال لرويترز في مقابلة أجريت في شباط/فبراير ‘يجب أن تكون الولايات المتحدة أحد الأهداف الأولى.’ وأضاف ‘ينبغي على القطاع الخاص بالولايات المتحدة أن يقول للحكومة: عليكم أن تتحركوا في جنيف… يجب أن تكونوا أكثر تعقلا في مواقفكم ويتعين عليكم الجلوس على المائدة والتفاوض.’ وبدأت محادثات التجارة العالمية في الدوحة عام 2001 ووصلت إلى طريق مسدود في عام 2011 مما أجبر منظمة التجارة على التركيز على حزمة أصغر كثيرا من الإصلاحات التجارية ودفع عدة دول إلى إبرام اتفاقيات تجارة ثنائية وإقليمية مثل اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي التي تقودها الولايات المتحدة. ورغم ذلك يبدو من الصعب أيضا الاتفاق على حزمة الإصلاحات الأصغر حجما التي تعتبر خطوة أولى مهمة. وفي الوقت نفسه تواجه القواعد العالمية لمنظمة التجارة خطرا بسبب كثرة الاتفاقيات الإقليمية التي يتم التفاوض بشأنها حاليا والتي يمكن أن تطغي على هذه القواعد. ويقول ريتشارد بالدوين الأستاذ بمعهد الخريجين في جنيف إنه من المستبعد أن تهتم الولايات المتحدة بأي اتفاق في جولة الدوحة حتى يتضح نجاح اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي أو فشلها وهو ما يستغرق سنوات على الأرجح. وأضاف ‘لذا هناك سؤال مثير للاهتمام وهو ما الذي يستطيع المدير العام القادم القيام به ليبقي على فعالية منظمة التجارة العالمية ويحافظ على سمعتها لتجنب انزلاقها في غياهب الانعزال وعدم الارتباط بأي شيء سوى تسوية النزاعات’. ويرى الدبلوماسي السابق ووزير التجارة الكندي السابق سيرجيو مارشي، الذي ترأس المجلس العام للمنظمة وهو السلطة التنفيذية فيها، ان ‘وجود شخصية قوية’ على رأس المنظمة ‘امر اساسي’. ويضيف ان شخصية كهذه يمكنها ‘مساعدة’ الدول الاعضاء على التوصل الى اتفاق بينها لانجاز مفاوضات الدوحة. وقد وعد كل من المرشحين بمحاولة انعاش هذه المفاوضات التي اطلقت في 2001 وتراوح مكانها منذ سنوات بسبب الانقسامات العميقة جدا بين دول الشمال والجنوب. وتهدف هذه المفاوضات الى تسهيل وصول منتجات الدول الفقيرة الى الأسواق الدولية. وبمعزل عن الرهانات المرتبطة بمهمة المدير العام المقبل، اثارت عملية اختياره التي تقررت في 2002 استياء بين الدول الـ159 الاعضاء في المنظمة. وقال دبلوماسي من الشرق الاوسط لوكالة فرانس برس في جنيف طالبا عدم كشف هويته ‘لسنا راضين عن العملية التي ادت الى تعيين مرشحين اخيرين جاءا من قارة واحدة. ليس لدينا شىء ضد هؤلاء الاشخاص لكن يجب مراجعة قواعد التعيين’. واضاف ان عددا كبيرا من البعثات المعتمدة في المنظمة تشاطره هذا الرأي. ووجهت كينيا رسالة احتجاج الى الترويكا المكلفة اجراءات التعيين للتعبير عن استيائها بعد خروج مرشحتها من الجولة الاولى، مؤكدة ان هذا الامر تم لان بعض الدول وبينها الاتحاد الاوروبي لم يحترم قواعد اللعبة. لكن الاتحاد الاوروبي دافع عن نفسه بتأكيد احترامه بدقة قواعد التعيين التي حددت في 2002. لكن هذه المواقف لن تؤدي على الارجح الى عرقلة العملية الاسبوع المقبل، كما ذكر مصدر دبلوماسي. وبدأت اجراءات اختيار مدير عام جديد للمنظمة خلفا لباسكال لامي (65 عاما) قبل اربعة اشهر. وكان هناك تسعة مرشحين بينهم ثلاثة من اميركا اللاتينية واثنان من آسيا واثنان من افريقيا واردني ونيوزيلندي. وخرج من السباق اربعة من المرشحين التسعة من الدورة الاولى (الافريقيان وواحد من اميركا اللاتينية وبالتحديد من كوستاريكا والاردن). وفي الدورة الثانية خرج ثلاثة من المرشحين الخمسة الباقين وهم الآسيويان (اندونيسيا وكوريا الجنوبية) والنيوزيلندي. وللدورة الثالثة بقي المرشحان البرازيلي والمكسيكي اللذان سعى كل منهما للحصول على توافق على ترشيحه. وهي المرة الاولى منذ انشاء منظمة التجارة العالمية في 1995 التي يتقدم فيها هذا العدد من المرشحين لمنصب المدير العام. وبعد ولايتين لممثل للدول المتطورة وبالتحديد الاتحاد الاوروبي، كان من الواضح ان المدير العام المقبل يجب ان يأتي من دولة نامية او ناشئة. وخلال الاسبوع الاخير من الحملة، ضاعف المرشحان الاتصالات ليؤكد كل منهما انه الافضل لهذا المنصب. ويؤكد المرشح المكسيكي انه يلقى دعم عدد كبير من الدول من ‘الشرق الى الغرب وافريقيا وآسيا واميركا’. اما منافسه البرازيلي فيرى ان منظمة التجارة العالمية تحتاج الى رجل يعرف كل الدهاليز لدفع الامور قدم.