الدبيبة يعلن عن إقالة وزيرة الخارجية خلال زيارة لمقر السفارة الفلسطينية في طرابلس- (صور)

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس- “القدس العربي” ووكالات: أعلنت السفارة الفلسطينية لدى ليبيا، في بيان اليوم الإثنين، أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة أعلن خلال زيارته مقر السفارة إقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، مؤكدا أن لقاءها مع وزير خارجية إسرائيل في روما “تصرف فردي”.

وأوضحت السفارة في تدوينة نشرتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن الدبيبة “أكد رفض التطبيع مع الحكومة الإسرائيلية ووقوف ليبيا حكومةً وشعبا مع قضيتنا”.

وتابعت السفارة في بيانها أن الدبيبة أكد على عمق العلاقات الليبية- الفلسطينية، وأن الشعب الليبي يقف بكل ما يملكه مع القضية الفلسطينية، رافضا أي تطبيع مع دولة الاحتلال.

وقالت السفارة إن السفير الفلسطيني محمد رحال وكادر السفارة وقيادات الجالية الفلسطينية ومسؤولي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقادة العمل النقابي والاتحادات، استقبلوا الدبيبة والوفد المرافق له، الذين قامو بزيارة السفارة للتعبير عن موقف ليبيا الداعم والمساند للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وأكد السفير الفلسطيني “على الثوابت الفلسطينية التي أقرتها القيادة الفلسطينية وتأييدها دولة ليبيا حتى إعلان دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف”، موجها شكره لليبيا وشعبها بجميع مكوناته الشعبية والسياسية الذين “أعلنوا رفضهم للتطبيع وأي لقاءات مع دولة الاحتلال في مظاهرات شعبية عارمة عمت كل المدن الليبية”.

وقبل هذا الإعلان الرسمي، قال مصدر حكومي ليبي لوكالة رويترز إن الدبيبة أقال وزيرة الخارجية، على خلفية لقائها مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في إيطاليا، الأسبوع الماضي.

وفي وقت سابق من صباح اليوم الإثنين، قالت وسائل إعلام محلية ليبية إن المنقوش غادرت البلاد متجهة إلى تركيا، مؤكدة وصول طائرتها إلى مطار إسطنبول الدولي.

ونقلت “بوابة الوسط” الليبية عن مصدر أمني فجر اليوم تأكيده أن المنقوش غادرت مطار معيتيقة الدولي متجهة إلى تركيا، بمساعدة جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة.

إلا أن جهاز الأمن الداخلي نفى ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن السماح أو تسهيل سفر وزيرة الخارجية، قائلاً إنها لم تمر عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة سواء الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية وفق السياق المتعارف وستوضح كاميرات المراقبة ذلك.

 

ومساء الأحد، أصدر الدبيبة قرارا يقضي بإيقاف المنقوش عن العمل احتياطيا وإحالتها للتحقيق، بعد لقائها وزير الخارجية الإسرائيلي.

لقاء منسق على أعلى المستويات

من جانبه، قال مسؤول إسرائيلي، اليوم الإثنين، إن الاجتماع بين كوهين والمنقوش، تم الاتفاق عليه مسبقا “على أعلى المستويات” في ليبيا واستمر أكثر من ساعة.

ونقل موقع “واي نت” الإخباري العبري عن مسؤولين إسرائيليين لم يسمهم، قولهم إن “اللقاء بين كوهين ووزيرة الخارجية الليبية المنقوش تم تنسيقه على أعلى المستويات في البلدين، فيما تم الاتفاق مسبقا على نشره”.

وأضاف الموقع: “بحسب المسؤولين، فإن كوهين طار إلى روما للقاء الوزيرة في دار ضيافة تابعة لوزارة الخارجية الإيطالية، وهو ليس لقاء بالصدفة، ولم يفعل الوزير شيئا من وراء ظهر رئيس الوزراء”.

من جهتها، قالت مصادر لهيئة البث الإسرائيلية “إن هذه الاتصالات لا يتم الإعلان عنها عادة، وإن هناك تخوفا على حياة وزيرة الخارجية الليبية نتيجة لذلك”.

وكشفت هيئة البث أن “الاتصالات الإسرائيلية الليبية لم تقتصر على هذا اللقاء، وإنما جرت محادثات في الأشهر الأخيرة بين المسؤولين الإسرائيليين والليبيين”.

وأضافت: “في الأشهر الأخيرة، حاولت إسرائيل إقناع ليبيا بالانضمام إلى منتدى النقب، وهو المنتدى الذي يجمع وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة والمغرب والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين”.

وتابعت: “كما أثيرت القضية خلال المحادثات في الأشهر الأخيرة بين المسؤولين الإسرائيليين والليبيين، وأيضا خلال الاجتماع بين وزيرة الخارجية الليبية ووزير الخارجية إيلي كوهين قبل بضعة أيام”.

مسؤول إسرائيلي: الاجتماع بين كوهين والمنقوش تم الاتفاق عليه مسبقا “على أعلى المستويات” في ليبيا واستمر أكثر من ساعة

هجوم من المعارضة الإسرائيلية

وهاجمت المعارضة الإسرائيلية، وزيرَ الخارجية إيلي كوهين، على خلفية تسريبه خبر عقده لقاء مع نظيرته الليبية.

وقال زعيم المعارضة يائير لبيد على منصة “إكس”: “دول العالم تتابع هذا الصباح التسريب غير المسؤول لاجتماع وزيري الخارجية الإسرائيلي والليبية، وتتساءل: هل هذه دولة يمكننا أن نقيم معها علاقات خارجية؟ هل هذه دولة يمكنك الوثوق بها؟”.

وأضاف: “هذا ما يحدث عندما تعيّن وزيرا للخارجية إيلي كوهين، وهو شخص لا خلفية له بهذا المجال”.

واعتبر لبيد أن تسريب عقد الاجتماع مع وزيرة الخارجية الليبية “عمل غير احترافي، وغير مسؤول، وفشل خطير في الحكم”.

وتابع: “إنه صباح العار الوطني والمخاطرة بحياة الإنسان، من أجل عنوان رئيسي”.

من جانبه، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس إلى إنهاء حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد تداعيات تسريب لقاء كوهين مع المنقوش.

وقال غانتس، زعيم حزب “الوحدة الوطنية” المعارض، في تغريدة على منصة “إكس”: “العلاقات الخارجية لدولة إسرائيل مسألة حساسة وجدية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الدول العربية، وبالتأكيد تلك التي لا تربطنا بها علاقات رسمية”.

وأضاف في إشارة الى تسريب اللقاء: “عندما تفعل كل شيء من أجل العلاقات العامة والعناوين الرئيسية، دون أي مسؤولية أو تفكير تقدمي، فهذا ما يحدث. في العلاقات الخارجية أو الأمن أو الاقتصاد أو التعليم”.

وتابع: “حكومة نتنياهو حكومة مهملة وفاشلة ويجب أن تنتهي أيامها”.

ويحظر القانون الليبي رقم 62 والصادر في عام 1957 على كل شخص طبيعي أو اعتباري أن يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقا من أي نوع مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو مع من ينوب عنهم.

ويعاقب كل من يخالف ذلك بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد عن 10 سنوات، ويجوز الحكم بغرامة مالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية