منع مقابلة الامير خارطة طريق للمنطقة وتذكّر القنطار نقطة مضيئة لـ المنار
زهرة مرعيمنع مقابلة الامير خارطة طريق للمنطقة وتذكّر القنطار نقطة مضيئة لـ المنار ـ نحن الشعب اللبناني العظيم بملايينه الثلاثة المقيمين علي ارض الوطن نعتذر من الفضائيات العربية لأننا نشغل من هوائها أكبر من حجمنا بكثير. وبما أننا شعب عظيم لا شك بأن الأشقاء العرب في الأقنية الفضائية يسامحونا لـ الدوشة التي نسببها لهم في السراء والضراء. وآخر مآثرنا التي نشرتها قناة العربية كان تلك البدعة التي تفتق بها الأذكياء في أحد المصارف المحلية وهو قرض التجميل. نعم أيها السادة قرض للتجميل. ألا ترددون علي الدوام عنا بأننا شعب مختلف؟ ألا تقولون بأن نساءنا هنّ الأجمل من بين كل نساء العرب؟ ألا تقولون بأن رجالنا هم الأكثر شياكة من بين كل رجال العرب.. نعم؟ أنتم من يتحمل مسؤولية الغرور المبالغ به الذي نعيشه. قلتم عن جمالنا الكثير ونحن كنا بإنتظار شرارة حتي نشتعل كبرياء وعظمة وووووووو. والمصرف الخلاّق في أفكاره أراد لنا الأفضل وقرر أن يمد كلاً منا رجالاً ونساءً بمبلغ حده الأقصي خمسة آلاف دولار لا بهدف أن نعجبكم وننال رضاكم أكثر بجمالنا بل بهدف آخر هذه المرة وهو أن ندهشكم.وبما أننا شعب يعيش علي القروض الشخصية التي تبدأ من الولادة حتي الدراسة وصولاً إلي الزفاف وما بينها، فلا مشكلة علي الإطلاق في أن نضيف إلي قروضنا قرضاً آخر لتحسين إطلالتنا. ويجب أن لا ننسي أن كل من يعيش منا علي هذه الأرض التي إسمها لبنان في رقبته دين عام يتخطي العشرة آلاف دولار. وكل طفل لبناني يولد ممسكاً بيده سندات هذا الدين الذي يرثه في لحظة وصوله إلي دنيانا. فهذا الدين يتضخم بفعل الفوائد وبفعل شطارتنا التي أدهشت ولا تزال تدهش العالم. هكذا نحن. صورة موجودة علي الفضائيات بتنوع وتبدل مثير للعجب. بعد حرب أهلية، وإجتياحات إسرائيلية متكررة أسرعنا لبناء عاصمتنا، عاصمة المقاومة التي طردت العدو الإسرائيلي منها في أقل من أسبوع، لكن بدين فاق كل قدراتنا المقيمة منها والمغتربة. كانت ثلث أراضينا محتلة في الجنوب فقاومنا وحررناها وطردنا العدو. بني أبناؤنا المهاجرون الجنوب حتي أزعج إزدهاره العدو، الذي كان يتحين الفرص للرد علي هزيمته بالإنسحاب الذليل فإعتدي علينا في تموز الماضي علي مدي 33 يوما لم يترك فيها حجراً علي حجر، وفي النهاية اعترف هذا العدو بهزيمته الثانية لأنه لم يلوِ ذراع مقاومتنا. ها نحن نختلف حول العدوان، ونعود لنحتل الحيز الواسع من مساحة الفضائيات العربية حيث يتظاهر أكثر من نصفنا في الشوارع للتعبير عن رأيه في الإنتماء للموالاة حيناً وللمعارضة حيناً آخر. ومن جديد ندهشكم حتي بديمقراطيتنا المبتكرة والمفصلة علي قياسنا دون سوانا. اليوم نعدكم بأننا سنكون عند حسن ظنكم علي الدوام، منا من يهتم بمضاعفة جماله بتصغير الأنوف، ونفخ الشفاه والوجنات والصدور وغيرها من ضروريات العيش الكريم ، ومنا من يهتم بما يخبئه لنا العدو من مفاجآت لأننا نعرف بأنه لا يسكت علي غل.هكذا نحن شعب لبنان العظيم نشغلكم علي الدوام.. وندهشكم علي الدوام.. فاعذرونا.من سيعبّر؟ لو كان الشكر في غير مكانه من شيم الزميل المتميز والجريء غسان بن جدو لوجب عليه أن يقدمه للسلطات الأردنية التي أفتت بحجز ومنع بث حواره المسجل مع ولي عهد الأردن السابق الأمير حسن. فهذه الحلقة من حوار مفتوح كانت دون شك من مساحات البث التلفزيوني الحي التي وجدت أكبر نسبة مشاهدة علي امتداد الوطن العربي. وذلك بعد أن تمكنت قناة الجزيرة من تقديم الإعلان الناجح والمشوق لهذه الحلقة التي غاب عنها الضيف موضوع الحدث وبقيت بعض من أقواله وآرائه التي حفظها غسان بن جدو وأوردها مكتوبة علي الشاشة.غسان بن جدو أراد لحلقته أن تناقش قضية المنع وما تحمله من دلالات في تقييد حريات الصحافة في الوطن العربي وفي الأردن تحديداً، فكان رئيس تحرير جريدة القدس العربي عبد الباري عطوان خير معين له وهو المهاجر إلي لندن بحثاً عن الفضاء الأرحب للصحافة. وفي هذا اللقاء قال عطوان ما يمكن أن يختصر المشهد كاملاً إذا كان الأمير حسن غير قادر علي التعبير فمن سيعبر ؟وكان لعطوان وبن جدو أن حاصرا بسهولة ويسر الرأي الأردني الرسمي الذي مثله الناطق بإسم الحكومة ناصر الجودة الذي لم يحسن الرد المباشر علي أي سؤال تم توجيهه له وكان في كافة لحظات حضوره ضعيفاً وغير مقنع. وكان من الطريف جداً أن يكون هذا الناطق بمنأي عن مشاهدة الشريط موضوع الحلقة. ومع ذلك لم يطرح عليه السؤال الأهم عن ماذا جئت تدافع؟ فلا يكفي مثلاً أن تكون حجته كناطق رسمي القضية ليست في كلام الأمير بل في السياق الذي سيستخدم به هذا الكلام وكأني به يعمل لمحاكمة النوايا وليس إلا.لم تعرض المقابلة مع الأمير حسن، ويبدو أن مصيرها كان الإعدام، لكن ما وصلنا منها يكفي، فهو علي قلته أضاء بعضاً من خارطة الطريق التي يسير عليها الوطن العربي من العراق إلي فلسطين ومن ثم لبنان. من المؤكد أن الجزيرة ربحت بعدم بث الحوار أكثر مما كانت ستربحه في بثه رغم أهمية المضمون الذي وصلنا بعضه. عبير سمير 29 سنة مرت علي المناضل سمير القنطار في سجون الإحتلال الإسرائيلي. مناسبة تزامنت مع يوم الأسير العربي في سجون الإحتلال. وهي دون شك تستدعي التوقف عندها من قبل كافة وسائل الإعلام لأن هؤلاء الإخوة يستحقون المساندة والدعم، ويستحقون أن نرفع أصواتهم ليسمعها العالم بأسره. مناسبة مرت بخجل، ربما تذكرها البعض وغاب عنها البعض الآخر، وربما لم يتذكرها البعض الآخر نهائياً. وحدها قناة المنار التي لا تزال ترفع شعار مقاومة الإحتلال تذكرت سمير القنطار ورفاقه من اللبنانيين والفلسطينيين وكافة الأسري من كل الجنسيات العربية المنسيين في سجون الإحتلال. وفي كل مرة يحضر فيها سمير القنطار يكون شقيقه بسام حاضراً بقوة، وهو بالكاد يتذكر ملامح شقيقه التي غابت عنه منذ عقود. وبقدر ما هو سمير القنطار صلب عنيد وجبار في مقاومة كافة الضغوط، نري في المقابل بسام يقوم بكل ما لديه من قدرات لجعل قضية شقيقه حية بكافة المقاييس. وآخر إنجازاته إنشاء موقع إلكتروني بإسمه علي شبكة الإنترنت.تحية للمنار التي تجمعنا في كل مرة ومن خلال الشاشة مع والدة سمير، فمن هذه السيدة الصابرة نستمد الإيمان بأن الصبر مفتاح الفرج. لها ندعو بالقوة وبقرب تنشقها لعبير سمير القنطار الصامد.ہ صحافية من لبنان[email protected]