القاهرة ـ «القدس العربي»: تعد الأغاني العربية واحدة من أقوى وسائل التعبير عن العواطف والقضايا الاجتماعية والسياسية التي تهم العالم العربي. وفي هذا السياق، لم تكن قضية فلسطين بعيدة عن أذهان الفنانين والملحنين والمغنين العرب. منذ عقود، لعبت الأغاني دورًا بارزًا في دعم القضية الفلسطينية وإيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم.
وبينما يواجه الشعب الفلسطيني حرب إبادة يشنها الكيان الصهيوني، على قطاع غزة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، الأغاني التي دعمت القضية الفلسطينية، وسنتناول في هذا الموضوع بعض الأمثلة البارزة على الأغاني والفنانين المصريين الذين ارتبطوا بالقضية الفلسطينية وساهموا في نقل رسالتها بقوة إلى جمهور واسع. فلم تكن هذه الأغاني مجرد مقطوعات ولم تكن مجرد ألحان موسيقية، بل كانت نداءً إنسانيًا يعبر عن الأمل والصمود في وجه الظروف الصعبة.
كانت البداية في عام 1948 عندما غنى عبدالوهاب من ألحانه وأشعار علي محمود طه أغنية «فلسطين» بعد مذبحة «دير ياسين» التاريخية على يد الجماعتين الصهيونيتين «أرجون وشتيرن» ويقول عبدالوهاب في جزء منها:
أَخِي
جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَى
فَحَقَّ الجِهَادُ وَحَقَّ الفِدَا
أَنَتْركُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَةَ
مَجدَ الأُبُوَّة وَالسُؤدَدَا؟
وفي أغنيته «ناصر كلنا بنحبك» لحسين السيد عام 1960 خصص الجزء الأخير منها لفلسطين فيقول في نهاية الأغنية:
شعبك يا فلسطين مش ممكن هايسيب تاره
جيش التحرير ع الباب مستني يعود لدياره
شمسك يا فلسطين هاتطلع وحقوق لكي هاترجع
كل الشعب العربي سلاحك وسلاحه وحده وقومية
ثم قدم موسيقار الأجيال مرة أخرى قصيدة عام 1961 بعنوان «فلسطين» تأليف الشاعر صالح جودت، يقول مطلعها:
مهد البطولات أرض العرب / أرض العلا من قديم الحقب
كما قدم «شعبك راجع يا فلسطين» و«طير يا طاير» و«القدس». في هذه الأغاني، دعا محمد عبد الوهاب إلى استعادة الأراضي الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني.
أصبح عندي الآن بندقية
أم كلثوم، أيضا قدمت عدة أغاني لدعم القضية الفلسطينية منها أغنية «أم العربية» التي نقلت تضامنها مع القضية الفلسطينية، وأغنية «أصبح عندي الآن بندقية.. إلى فلسطين خذوني معكم» من ألحان محمد عبد الوهاب، الذي غناها أيضا.
محمد قنديل كذلك لفلسطين في أغنية بعنوان «غزة» من ألحان أحمد صدقي بعد عدوان عام 1956.
يقول مطلعها : غزة.. غزة.. إحنا فداها
أرض العزة ما أغلاها، غزة غزة ما هاننساها
المطربة المصرية شريفة فاضل، أيضا غنت لفلسطين عام 1973 أغنية بعنوان حيفا راجعين يا حيفا يا عربية.
وقلوبنا هناك مستنية
وغنت حورية حسن «بلدي الغالية»
يا ويل عدو الدار
كما قدم محمد قنديل أكثر من أغنية منها «شعبك راجع يا فلسطين» و«طير يا طاير» وفي أغنية «يا ويل عدو الدار» التي يحرض فيها ضد الاحتلال ويحفز المستمعين على استرجاع الأراضي مهما كانت النتائج، حتى وإن سقط العديد من الشهداء، كما غنى أغنية أخرى بعنوان «القدس».
كما غنى سيد مكاوي من كلمات الشاعر فؤاد حداد «ازرع كل الأرض مقاومة» وغنى الثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام أغنية «يا فلسطينية» والتي تقول كلماتها:
يا فلسطينية
والبندقاني رماكو
بالصهيونية
تقتل حمامكو في حداكو
يا فلسطينيه وأنا بدي أسافر حداكو
ناري في إيديه
وإيديه تنزل معاكو
على راس الحية
وكان عبد الحليم حافظ من أكثر المطربين غناء لفلسطين ولشعبها الأبي، وقدم عدة أغان منها «ثورتنا المصرية» التي غناها عام 1955 تأليف مأمون الشناوى وتلحين رؤوف ذهني، ويقول فيها :
ضد الصهيونية.. بالمرصاد واقفين
وهاترجع عربية.. حبيبتنا فلسطين
وهاتفضل للدنيا.. نور يهدي البشرية
وفي عام 1962 قدم العندليب أغنية «مطالب الشعب» من أشعار صلاح جاهين، وأغنية «يا أهلا بالمعارك» التي دعم فيهما حقوق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني.
وفي 1968 غنى عبد الحليم في لندن أغنيته الشهيرة «المسيح» كلمات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، وألحان بليغ حمدي، وقال:
يا كلمتي لفي ولفي الدنيا طولها وعرضها
وفتحي عيون البشر للي حصل على أرضها
على أرضها طبع المسيح قدمه
على أرضها نزف المسيح ألمه
في القدس في طريق الآلام وفي الخليل رنت تراتيل الكنايس
في الخلا صبح الوجود انجيل
أوبريت «الحلم العربي»
أما في فترة التسعينيات فشارك عدد كبير من النجوم في أوبريت «الحلم العربي» وكان من النجوم المشاركين فيه، نبيل شعيل، لطفي بوشناق، أصالة، إيهاب توفيق، والأوبريت من ألحان صلاح ا لشرنوبي وحلمي بكر، وتوزيع حميد الشاعري.
وفي عام 2000 انتفض عدد من الفنانين العرب بعد قتل الطفل محمد الدرة وقدموا أوبريت «القدس هترجع لنا» بشماركة محمود ياسين وهدى سلطان ونادية لطفي وأحمد السقا وأحمد حلمي ومنى زكي وفاروق الفيشاوي، ومدحت صالح وخالد عجاج ومحمد محيي وهشام عباس، وغيرهم، وهو من ألحان رياض الهمشري، وتوزيع حميد الشاعري.
وفي نفس العام قدم هانى شاكر أغنية بعنوان «على باب القدس» من ألحان الموسيقار حسن أبو السعود.
وقدم عمرو دياب عام 2006 أغنية بعنوان «القدس دي أرضنا» وهي من كلمات مجدي النجار، وألحان عمرو دياب.
وغنت آمال ماهر قصيدة «عربية يا أرض فلسطين» كلمات عبدالسلام أمين، وألحان عمار الشريعي، كما قدمت أغنية «أختي وفاء» كلمات عمر بطيشة، وألحان عمار الشريعي أيضاً، عن الشهيدة وفاء إدريس أول فتاة فجرت نفسها في انتفاضة الأقصى، وقالت فيها:
أختى وفاء يا نبضة من كبرياء
يا زهرة كانت على الأرض وصارت في السماء
صوتي سيعلو بالغناء الله أكبر يا فسلطين العرب
هؤلاء الفنانون والمغنون يشكلون جزءًا من الصوت العربي الذي يساند القضية الفلسطينية من خلال فنهم وأغانيهم. تعكس هذه الأغاني تضامنهم ودعمهم لشعب فلسطين وقضيتها، وتسهم في زيادة الوعي حول القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.