من القدس إلى ألمانيا: برامج تعليمية من أجل تطوير الطلبة الفلسطينيين- (صور)

علاء جمعة
حجم الخط
0

فوبرتال ـ “القدس العربي”:

في إطار تعزيز التعاون الأكاديمي بين فلسطين وألمانيا، نظمت جامعة القدس بالتعاون مع جمعية أصدقاء جامعة القدس في ألمانيا حفلًا خاصًا في مدينة فوبرتال في ولاية شمال الراين فيستفاليا لتكريم 28 شخصية من ممثلي المؤسسات الألمانية التي قدمت دعمًا وتدريبًا لطلبة الجامعة على مدى خمس سنوات.

خلال الحفل، أعرب جمال محمود، رئيس جمعية أصدقاء جامعة القدس، عن شكره العميق للمؤسسات الألمانية التي ساهمت في تدريب ودعم الطلبة الفلسطينيين، مشيدًا بالتطور الملحوظ الذي حققته الجمعية خلال الأعوام الخمسة الماضية. وأوضح أن الجمعية استقبلت أكثر من 240 طالبًا وطالبة للتدريب في ألمانيا، وأبرمت 28 شراكة مع مؤسسات ألمانية رائدة، كما أطلقت أول مشروع من نوعه في الشرق الأوسط يهدف إلى تدريب وتشغيل طلبة جامعة القدس.

رؤية استراتيجية وشراكات متنامية 

وفي حديث خاص لـ”القدس العربي”، قدم الدكتور حنا عبد النور، نائب الرئيس التنفيذي ومسؤول التبادل الطلابي في جامعة القدس، لمحة عن أبرز التطورات التي شهدتها برامج تدريب الطلبة، موضحًا أن رؤية رئيس الجامعة، الدكتور عماد أبو كشك، تمحورت حول توفير فرص تدريب خارجية لكل طالب وطالبة. وأضاف الدكتور حنا: “لقد نجحنا في بناء شبكة من الشراكات الدولية التي تضم أكثر من 50 جامعة أوروبية، مما يعزز مكانة الجامعة دوليًا. ومن بين هذه البرامج، يُعد البرنامج مع ألمانيا الأهم، حيث يشتمل على تعاون مع مستشفيات وعيادات ألمانية، بفضل دعم وجهود الجالية الفلسطينية هناك”.

كما أشار الدكتور حنا إلى أن هذا التبادل الأكاديمي لا يقتصر فقط على الجانب المهني، بل يساهم أيضًا في رفع المستوى العلمي للطلبة، مما يجعلهم قادرين على المنافسة في سوق العمل المحلي والدولي، مقدما شكره للجمعية والمؤسسات الداعمة، مؤكدًا على أهمية هذه الشراكات في تعزيز الخبرات العملية للطلبة وتمكينهم من مواكبة التطورات العالمية في تخصصاتهم.

ورغم النجاحات الكبيرة، تحدث الدكتور حنا عن الصعوبات المتزايدة التي تواجه الطلبة والأساتذة، خاصة بعد السابع من أكتوبر من العام الماضي، حيث أوضح أن مسألة الحصول على التأشيرات باتت أكثر تعقيدًا، إضافة إلى تقييد حرية التنقل، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام تحقيق الأهداف الأكاديمية للطلبة الفلسطينيين.

دعم بارز من برلمان الولاية الألماني 

خلال الحفل، ألقت الباحثة العلمية في البرلمان الألماني بولاية شمال الراين، الدكتورة فداء سبيطي، كلمة أشارت فيها إلى دعم البرلمان لتوفير فرص تدريبية للطلبة الفلسطينيين، مؤكدةً التزام المؤسسات الألمانية بمواصلة تعزيز هذا التعاون.

وتشير البيانات إلى أن هذا النوع من التبادل الأكاديمي يُسهم بشكل مباشر في تحسين التحصيل العلمي للطلبة، حيث يتعلمون تقنيات حديثة ويطلعون على أساليب عمل مختلفة، مما يعزز مهاراتهم ويُثري تجربتهم التعليمية.

إشادة بالمستوى الأكاديمي للطلبة الفلسطينيين 

وعلى هامش الحفل، أشاد الأطباء الفلسطينيون والألمان الذين استضافوا الطلبة الفلسطينيين في مستشفياتهم وعياداتهم بالمستوى العلمي المتميز لهؤلاء الطلبة. وأكد الدكتور رامي القرشي، أخصائي الباطنية، أن الطلبة الفلسطينيين أظهروا التزامًا ومهارات عملية تجعلهم نموذجًا يُحتذى به. كما أضاف الدكتور سامي القرشي، أخصائي العظام: الطلبة الفلسطينيون لديهم شغف كبير بالتعلم، وهم مثال حي على التفوق في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها”. من جهته أشاد د. إسماعيل كرسوع بمستوى طلبة طب الأسنان موضحا أن جهودا كبيرة يبذلها الطلاب من أجل اثبات أنفسهم ومهاراتهم دوليا وتمثيل بلدهم أحسن تمثيل.

تحديات في ظل الظروف الراهنة 

على هامش الزيارة، قام الدكتور حنا عبد النور والأستاذ جمال محمود بزيارة مستشفى أوغوستا في ألمانيا، حيث يتلقى الطالب أنس الزريقي والطالبة شهد أبو غوش تدريبًا سريريًا. واستقبلهما عدد من الأطباء الفلسطينيين العاملين في المستشفى، وتأتي هذه الجهود في سياق تعزيز التعليم والتدريب العملي للطلبة الفلسطينيين، مما يفتح أمامهم آفاقًا مهنية واعدة على المستويين المحلي والدولي. وتؤكد جمعية أصدقاء جامعة القدس على استمرار دعمها للطلبة، متمنيةً لهم النجاح في مسيرتهم التدريبية والأكاديمية.

يشار إلى انه هذا الشهر، استقبلت جمعية أصدقاء جامعة القدس 13 طالبًا وطالبة من تخصص الطب البشري للتدريب السريري، ليصل عدد الطلبة الذين تدربوا في ألمانيا خلال العام الحالي إلى 100 طالب وطالبة من تسعة تخصصات مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية