من المجدي أن تكون جنرالا اسرائيليا

حجم الخط
0

إن القادة الكبار في الجيش الاسرائيلي أجورهم أعلى من أجور نظرائهم في الجيش الامريكي في حين تبلغ أجور القادة الصغار في الجيش الاسرائيلي كسورا من أجور القادة الكبار. فيجب على رئيس هيئة الاركان غانتس أن يعمل على مضاءلة الفرق بين الفريقين
هاجم الفريق بني غانتس في نهاية الاسبوع في مقابلات صحفية بعيدة الصوت، هاجم منتقدي أجور من يخدمون الخدمة الدائمة في الجيش الاسرائيلي. وأكد رئيس الاركان تفاهة أجور نقباء شباب يحصلون على إتمام دخل ويسهمون بذلك في خفض المعدل. وهو لم يستغل الفرصة ليطلب أجرا عادلا لجنود الخدمة الالزامية.
إن غانتس على حق في عرض المعادلة الأساسية، فاسرائيل تحتاج الى جيش متقدم مع هيئة مختصة مهنية ترى أن خدمتها رسالة، لكنها تطمح ايضا الى الاعتياش منها، ويُضغط عليها (ذاتيا أو من العائلة) لتُعظم قدرتها على الحصول على أكثر في سوق تنافس. لكن رئيس الاركان يطرق الباب المفتوح لغرفة طبع الاوراق النقدية في بنك اسرائيل.
إن هيئة الضباط العليا في الجيش الاسرائيلي تؤجر أجرا حسنا حتى بالقياس بالجيش الامريكي ايضا. والمعطيات عن الجيش الاسرائيلي التي سنذكرها فيما بعد تتناول سنة 2012 وقد تحسنت منذ ذلك الحين، أما القائمة الامريكية فهي الآن. إن المعطيات مفاجئة بل قد تكون مدهشة، فالضابط الكبير في الجيش الاسرائيلي أجره لا يقل عن أجر نظيره الامريكي. وأجدى أن تكون جنرالا اسرائيليا.
يوجد في الجيش الاسرائيلي ثلاث رتب توازي الجنرال والادميرال (العميد، واللواء والفريق). وفي الجيش الامريكي عشرات الجنرالات والادميرالات ممن هم أعلى رتبة مع اربعة نجوم. ويحمل تلك الرتبة ايضا رئيس مقر القوات المشتركة ونائبه ورؤساء مقرات القيادة وقيادات الجبهات، لكن أجورهم أعلى تبلغ 21.147 دولارا.
إن مسارات الخدمة العسكرية ليست متشابهة، لكن نتيجتها متشابهة من جهة الأجر والمكافأة. إن أقدمية راتب غانتس تُحسب منذ جُند للخدمة الالزامية في عمر الـ 18. أما الضابط الامريكي كرئيس هيئة الاركان الجنرال مارتن دامبسي فيبدأ جمع الأقدمية في عمر الـ 22 فقط باعتباره خريج ويست بوينت (أو معهد مدني في حالات اخرى). لكن دامبسي سيتقاعد في عمر 62 63 فقط في حين سيتقاعد غانتس في عمر 55 56. ولو أنهما اجتهدا في المقارنة بين سندي راتبيهما في لقائهما في تل ابيب هذا الشهر لتبين لهما أن غانتس أجره أكبر من أجر دامبسي.
إن أجر رئيس هيئة اركان دولة اليهود أعلى من أجر إخوته الموضوعين في وزارة الدفاع الامريكية ويحملون ثلاثة نجوم مثل رئيس قسم القوة البشرية في الذراع البرية هوارد برومبرغ، ومدير هيئة الاركان (وهو عمل رئيس يشبه رئيس لواء التنسيق)، وديفيد غودباين من سلاح الجو.
وقد أصبح برومبرغ، وهو ضابط في الدفاع الجوي قريبا من سن التقاعد، لكن الطيار الحربي غودباين ما زال المستقبل ينتظره. بقي غودباين سبع سنوات ونصفا برتبة نقيب وست سنوات ونصفا برتبة عقيد. وتم تعجيل رفع رتبته منذ اللحظة التي تقرر فيها حينما كان في عمر 46 أنه يستحق رتبة جنرال: كان مدة ثلاث سنوات عميدا وكان سنة فقط لواءً، الى ما قبل سنتين ونصف. اذا حسبنا بحسب سعر الدولار وهو 3.5 شيكل يكون أجر فريق اسرائيلي 77.605 شواقل، والامريكي 61.026 شاقلا. بل إن رئيس هيئة الاركان أجره أكبر من أجر جنرال ذي اربعة نجوم (69.167) وعند نهاية الأجرة يهزم رئيس هيئة الاركان (74.014).
يبلغ أجر لواء في الجيش الاسرائيلي 57.476 شاقلا؛ ونظيره الامريكي ـ 50.183 شاقلا. والعميد ـ 48.055 في مقابلة 43.214. وتبدأ الصورة تتغير مع العقيد ـ 36.852 في مقابلة 37.954 ومع المقدم (29.021 في مقابلة 30.362). ويصبح اتجاه الانخفاض واضحا مع الرائد: 19.352 في الجيش الاسرائيلي و25.746 في الجيش الامريكي. وأما النقيب الامريكي فأجره ضعف الاسرائيلي ـ 22.057 شاقلا في مقابل 11.188 شاقل.
يبلغ أجر الفريق في الجيش الاسرائيلي 13.7 ضعف أجر الملازم، في حين أجرة رئيس هيئة الاركان في الولايات المتحدة أكبر بـ 5.8 ضعف من أجرة ملازم امريكي. وينتج من ذلك أن الجيش الامريكي أكثر مساواة من الجيش الاسرائيلي بضعفين وأكثر. إن قدرة شراء الدولار أكبر في الحقيقة لكن لو لم توجد المليارات الثلاث السنوية من المساعدة العسكرية لوجب على الجيش الاسرائيلي أن يضحي بشيء من أجرة كبار قادته كي يشتري معدات.
يجب على المجتمع الاسرائيلي في الحقيقة أن يكافىء جنوده مكافأة جيدة. إن الرُقباء والملازمين أكثر تعرضا للخطر من الألوية وأجورهم فتات أجورهم. فلو كان اهتمام غانتس بالصغار صادقا لوجب عليه أن يسهم في مضاءلة الفرق بينهم وبين القادة الكبار.

هآرتس 13/4/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية