لا يمكن أن ننكر أن الحاضنة الشعبية للنظام السوري ظلت تصدّق وتجتر أكاذيبه وفبركاته وخزعبلاته الإعلامية المفضوحة حتى وقت قريب، كما لو أن مؤيدي النظام إما وضعوا على عيونهم «طماشات» أو أن النظام استطاع تخديرهم إعلامياً، بحيث كان يمرر خطابه الإعلامي والسياسي المفضوح على مسامعهم ونواظرهم وهم يبصمون له بالعشرة دون أي تشكيك أو اعتراض.
وقد نجحت ماكينة الكذب الإعلامية الأسدية لفترة لا بأس بها في شيطنة المعارضين وتخوين أي صوت إعلامي معارض، وكان كل من يقول الحقيقة للسوريين هو إعلام مغرض بالنسبة للنظام ومؤيديه. لهذا درج مصطلح «القنوات المغرضة» وانتشر على نطاق واسع في أوساط المؤيدين وخاصة الحاضنة الشعبية للنظام بالساحل السوري.
وقد صدق بعضهم رواية النظام عني شخصياً مثلاً عندما اتهمني بتخصيب اليورانيوم في بيتي بالسويداء، بوشهر السورية، ثم أصدر حكماً بالإعدام ضدي بحجة أنني حفرت نفقاً بطول خمسين كيلومتراً من مزرعتي في الجبل إلى بيتي في السويداء، لتمرير السلاح للإرهابيين. تصوروا أن مؤيدي الأسد (الدخيل على سوريا) صدّقوا هذه الرواية وصفـّقوا لحكم الإعدام الصادر بحقي بناء على هذه التهم الكوميدية. ولا ننسى أيضاً أن ماكينة النظام كانت تـُرعب المؤيدين وخاصة في مدينتي السويداء بضرورة تخويني شخصياً واتهامي بالعمالة لكل أجهزة المخابرات الصهيونية والإمبريالية.
وكانت نسبة لا بأس بها من الموالين للأسد، وخاصة في السويداء تصفق للنظام وتشتمني وتشتم بقية المعارضين ليل نهار. وكان مجرد ذكر اسمي في أي منشور على مواقع التواصل التابعة للنظام سيجلب لي مئات الشتائم.
لكن، وكما يقول المثل: مهما طال حبل الكذب فيبقى قصيراً، فها هو خطاب النظام الإعلامي والشعبي وقد انهار تماماً في أعين مؤيديه قبل معارضيه، ولم يعد أحد يقبضه أو يصدقه، بعدما أدرك المؤيدون أنهم تعرّضوا لأكبر خديعة إعلامية على مدى عشر سنوات وأكثر. وعندما كنا نقول لهم إن نظامكم يكذب حتى في درجات الحرارة كانوا يشتموننا بدل تصديقنا، لكنهم باتوا اليوم يعتذرون عن شتائمهم لنا، لا بل إن البعض بات يقول إن ما كانوا يسمونه بالإعلام المغرض كان أصدق بعشرات المرات في التعبير عن محنة السوريين وكارثتهم وأزماتهم من إعلام الكذب والعار الذي يديره ثلة من رقباء الأمن الأسدي الجهلة المرتزقة في ما كان يعرف سابقاً بـ«القصر الجمهوري» وبات اليوم مخدعاً ومرتعاً لغراميات بشار الأسد وغزواته النسائية.
وكم شعرت بالنشوة عندما قرأت تعليقاً على الحلقة الأخيرة من برنامج الاتجاه المعاكس حول الانهيار المعيشي والاجتماعي في سوريا، وكان التعليق من قلب معاقل النظام في الساحل السوري المغتصب من عصابات بشار الأسد، حينما قال أحد الشباب وباسمه الصريح: «إن فيصل القاسم يعبر عن مأساتنا أفضل من ألف شريف شحادة» الذي دافع عن النظام في الحلقة الأخيرة عن سوريا.
وفي الماضي، القريب، وبعد انتهاء حلقات برنامج الاتجاه المعاكس عن سوريا، كان مؤيدو النظام يشنون حملات وهجمات مسعورة على البرنامج ومقدّم البرنامج والضيف المعارض للنظام ويشبعوننا سباباً واتهامات وتكذيباً.
مهما طال حبل الكذب فيبقى قصيراً، فها هو خطاب النظام الإعلامي والشعبي وقد انهار تماماً في أعين مؤيديه قبل معارضيه، ولم يعد أحد يصدقه، بعدما أدرك المؤيدون أنهم تعرّضوا لأكبر خديعة إعلامية على مدى عشر سنوات وأكثر
أما في آخر حلقة فلم يتعرض البرنامج ولا مقدّمه ولا الضيف المعارض ماهر شرف الدين لأي انتقاد في أي من صفحات النظام، بل إن معظم المؤيدين شكروا مقدم البرنامج والضيف المعارض، بينما انهالوا بالشتائم على الضيف الذي دافع عن الطاغية السفاح ونظامه المجرم بطريقة نكرانية غير مسبوقة. لا بل إن الكثير منهم استخدم لغة قاسية جداً مع الضيف المؤيد للنظام الأسدي الفاشي ووصفوه أوصافاً مقذعة نترفع عن ذكرها هنا. ولو أحصينا المنشورات التي هاجمت شريف شحادة من قبل المؤيدين للنظام بمنشورات المعارضين، لوجدنا أن منشورات المؤيدين كانت أضعافاً مضاعفة، لا بل إن نبرتها كانت أشد وقعاً وأقسى بكثير من منشورات المعارضين الذين ربما فقدوا الحماس في الشتم والهجوم وقد تركوا المهمة، ويا لمفارقات الزمان المرة، للموالين. وقد كتب أحد رواد الفيسبوك على صفحته من قلب مدينة اللاذقية مخاطباً الضيف الذي دافع عن النظام: «فظيع هذا الاستحمار والاستهتار».
شريف شحادة أصبحت عبئاً عمن تدافع عنهم لازم تتقاعد، بالكاد تتنفس واستيعابك صفر وأيضاً منفصل عن الواقع. شريف شحادة عليك الاعتذار من أهل الساحل خصوصاً ومن السوريين عموماً على هذه الأكاذيب التي لا تمثلك إلا أنت والذين تدافع عنهم».
وفي منشور آخر يقول أحد الذين كانوا يؤيدون النظام حرفياً رداً على ما قاله شريف شحادة في حلقة الاتجاه المعاكس: «صحيح يا سيد شريف شحادة أننا جوعانين ومشردين وبردانين ونعيش العتمة ثلاث ساعات كهربا متقطعة كل 24 ساعة، ولكننا كنا وما زلنا نميّز بين الكاذب والصادق، وكأنك تعيش خارج سوريا ولا ترى معاناتنا غير الموصوفة». ولعل أجمل ما في هذا المنشور أن المؤيدين باتوا كما يقول صاحبه يميزون بين الإعلام الصادق والإعلام الكاذب، وهم صاروا يصنفون إعلام النظام كبؤرة للكذب والتلفيق والضحك على الذقون، أي أن النظام خسر المعركة الإعلامية والشعبية تماماً ولم يعد يصدقه حتى الذين كانوا يصفقون له.
وأخيراً لا يسعناً إلا أن نوجه تحية حارة خالصة مخلصة إلى أهلنا المهمّشين المضطهدين المغلوبين على أمرهم أمام سفاح العصر «الدونجوان» أهلنا المحرومين من أبسط متطلبات العيش الكريم في الساحل السوري المنكوب معيشياً حيث أصبح «الدوش» والاغتسال حلم الملايين، بعدما قدموا فلذات أكبادهم وأرواح «ضناهم» وأغلى ما يملكون على مذبح عرش بشار الأسد الدخيل على سوريا.
وأشكركم جزيل الشكر على تواصلكم من خلال مئات الرسائل التي وصلتني وأثنت على الحلقة الأخيرة من الاتجاه المعاكس. قلوبنا معكم ونشعر بمأساتكم ومعاناتكم ونحس بآلامكم وأنتم تكابدون وتصارعون من أجل البقاء تحت نير الاحتلال الأسدي الغاصب الغاشم الظالم الذي تفوق على الاحتلال الصهيوني بقهر الناس وتفنن بإذلالهم وإخضاعهم ونهب ونزع ممتلكاتهم وإفقارهم طيلة هذه العقود الطويلة المظلمة الكأداء واستغل اسم الطائفة وشبابها لارتكاب الفظائع والجرائم والإبادات بحق السوريين واستخدمكم كوقود في حروبه «الدونكيشوتية» العبثية ثم ترككم تموتون من البرد والجوع والفقر والقهر والإذلال وتغرقون في قراكم ومدنكم بالظلام الدامس. ونشكركم جزيل الشكر على ثقتكم بنا ونعدكم أننا سنبقى نعبـّر، بصدق وإخلاص ووفاء، وكما عهدتمونا سابقاً، عن محنتكم الرهيبة تحت ظل هذا النظام الفاشي الذي يحاول أن يغطي على سقوطه المدوي بالحديث عن الانتصارات الزائفة الجوفاء على المؤامرة الكونية، وهو أكبر المهزومين على كل الأصعدة. وفي الختام نسألكم: من هو المنتصر، بربكم، ومن هو المهزوم والساقط، على الأقل، إعلامياً وشعبياً، هو أم نحن؟
كاتب واعلامي سوري
[email protected]
ليس نظام القاتل الأسد من يتميز بهذه الصفة بل جميع انظمتنا العربية التابعة لها نفس الشأن وهو شيطنة المعارضين والكذب على طول ما هم جالسين على كراسيهم.
صديقي السوري قال لي بأن بشار ورط الطائفة العلوية بمسلسل إجرامه بحق الشعب السوري!
فهو يخوف أبناء الطائفة من إنتقام السُنة منهم, وأنه من الأسلم لهم البقاء معه للنهاية!!
ولا حول ولا قوة الا بالله
صديقي السوري قال لي:
بأن حافظ الأسد حرم مناطق العلويين من التجارة والرفاهية والتعليم العالي حتى ينضموا لأجهزته الأمنية بضمان ولائهم الطائفي!
وأنه أسكنهم حوالي المدن السُنية حتى يحاصرها إن خرجت ثورات عليه كما حصل بحماة سنة 1982 وما حصل بالربيع العربي!!
ولا حول ولا قوة الا بالله
قال لي صديقي السوري بأنه حصل إتفاق منذ عقود بين حافظ الأسد وتجار حلب السُنة على تقاسم الكعكة بسوريا!
أي أن يستفرد حافظ بالحكم, ويستفرد التجار السُنة بالتجارة, لكن بشار نقض هذا الإتفاق بمشاركة أقربائه بالتجارة!!
ولا حول ولا قوة الا بالله
أناطالب من جمهورية السنغال ، لكنني مهتم بالقضاياالعالمية ، سيما مايتعلق بالدول العربية، اليوم فقط كنتُ اتابع في برنامج” خارج النص” للجزيرة ، رواية”القوقعة” عن سجن تدمر، فسمعتُ عن معاناة أناس ذافوا ويلات الجهنم في الدنيا، بسبب النظام ” “الأسدي” الذي ظن اعتبر الدولة السورية غابة هو “بشار الأسد ” ملكها” الأسد” لذايرتع بلحوم الشعب السوري ، متى شاء وأنى شاء ، لكن ينبغي للسوريين ان يروه بان لحومهم مسمومة ، وذلك بالتكتل تحت شعار واحد وهو “يحيى الشعب السوري ، ويسقط النظام الأسدي”##.
سأل الملك لويس لدالتاسع عشر سجانه : من وضعني في السجن؟؟؟ فذهب السجان وجلب له بعض القصاصات التي لمها من الطريق وكان فواتير قد نثرها على الطرقات ،،، عندما بدأ الدبكة جاء من مشاها إلى الوراء من انصاف المفكرين بالاتجاه المعاكس لها فتبددت ،الشعوب كالكهرباء ان شحنتها جيدا تصعق الحكام وان أخطأت بشحنها تصعق بعضها
كلام جميل
اعتقد ١٠٠% لو ان الثورة الفرنسية قامت في زمن القنوات الفضائية لتآمرت عليها كل طغاة الأرض وفشلت
ثورات الربيع العربي كلها ثورات عفوية منفعلة وكل مان أرادها ان تكون فاعلة أضر بها وكل من أراد تأطيرها أضر بها وكل من أراد دعمها بالمال والسلاح أضر بها ،كانت تحتاج فقط إلى شخص يتكلم نيابة عنها لتنجح لا أكثر ولا أقل
أي نصر للشعوب العربية على العدو الأزلي (الطاغية وكلابه المسلحة)..الشعوب انتصرت على المعتدي والمحتل الغربي.لكن(المليشيات المسلحة أومايسمى الجيش العربي)حول هذا الانتصار الى احتلال محلي أشنع وأبشع وأجرم وأحقر وأذل من الاحتلال الغربي…الطغاة الأعراب ومليشياتهم الهمجية وبحصانة غربية هم المنتصرون ..والشعوب مستعبدون ورؤوسهم في التراب (كعمتهم) النعامة……..الشعوب العربية.تبقى كالحصان يصلح للركوب وليس غيره…..
أعتقد لوإنها كانت ثورة خالصة لحققت نسبة من النجاح أقله بعض التعاطف لدى الراي العام الأروبي والحاصل هو العكس تماما.
– مشروع تقسيم سوريا سابق مشروع “الثورة” , بين الأثنين جدلية السبب والنتيجة والخلاصة طرفان يتراشقان بشتى أنواع المقدوفات وظل السؤال: أي الطرفين أكثر إجراما. من يملك الجواب ؟ الأعلام ؟ باالتأكيد لا. الزمن ؟ نعم , الزمن وحده ما غيره.