بغداد ـ «القدس العربي»: أدى رئيس وزراء كردستان السابق نيجيرفان بارزاني، أمس الاثنين، اليمين الدستورية رئيسا منتخباً للإقليم، خلفاً لمسعود بارزاني، زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، وسط حضور رفيع على مستوى العراق والعالم.
وانتخب برلمان كردستان، في نهاية آيار/ مايو الماضي، نيجيرفان بارزاني رئيسا للإقليم، إذ حصل على 68 صوتاً من إجمالي أصوات الحاضرين في جلسة لأعضاء البرلمان البالغ عددهم 81 نائباً من أصل 111 عضوا.
وكان إقليم كردستان قد وجه دعوة رسمية إلى 1200 شخصية من بينها الرئاسات الثلاث ورؤساء الكتل البرلمانية العراقية، إضافة إلى ممثلي دول العالم لحضور جلسة أداء رئيس الإقليم اليمين الدستورية، المنعقدة في أربيل، عاصمة كردستان.
وحضر وفد الأحزاب والكتل السياسية العراقية، مراسم أداء اليمين. وتضمن الوفد السياسي، الذي ترأسه زعيم تيار «الحكمة» الوطني، رئيس تحالف «الإصلاح والإعمار» عمار الحكيم، كلا من رئيس المحكمة الاتحادية العليا، مدحت المحمود، ومستشار الأمن الوطني، زعيم تحالف «عطاء»، فالح الفياض، وزعيم «الجبهة الوطنية» صالح المطلك، وكبير مفاوضي التيار الصدري، نصار الربيعي، وزعيم «المشروع العربي» خميس الخنجر، فضلاً عن عدد كبير من رؤساء وممثلي الأحزاب والأطراف السياسية. وإلى جانب رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني، حضر الجلسة رئيس جمهورية العراق، برهم صالح، ورئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، وممثل رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، ووزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ووزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، فضلاً عن وزير الدولة السعودي ثامر السبهان، والعديد من السفراء وقناصل دول العالم في العراق وإقليم كردستان.
كما حضر وفد رفيع من المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، برئاسة كوسرت رسول علي، والأمين العام لحركة «التغيير»، عمر سيد علي، والأمين العام لـ«الاتحاد الإسلامي الكردستاني»، صلاح الدين بهاء الدين، وسكرتير الحزب «الاشتراكي الديمقراطي»، محمد حاجي محمود، وقائد «الحركة الإسلامية،» عرفان عبدالعزيز، وسكرتير الحزب «الشيوعي»، كاوه محمود.
في المقابل، قاطعت حركة «الجيل الجديد» الكردية المعارضة، برئاسة رجل الأعمال الشاب، شاسوار عبد الواحد، جلسة أداء اليمين.
وافتتحت الجلسة رئيس برلمان الإقليم، فالا فريد قائلة: «هو يوم تاريخي بأن يؤدي رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني اليمين القانونية»، داعية إياه إلى «الإسراع في تكليف رئيس لوزراء الإقليم».
وبعد ترك نيجيرفان بارزاني منصبه السابق كرئيس لحكومة كردستان، وتوليه منصب رئيس الإقليم، ذهب المنصب الحكومي لنائبه قوباد طالباني، لحين تسمية رئيس جديد للحكومة الكردية من قبل برلمان الإقليم، حسب قانون رقم 3 لعام 1992، الذي ينص على أنع «في حال حصول فراغ بمنصب رئيس حكومة إقليم كردستان يتسلم نائبه المنصب، لحين تسمية رئيس جديد للحكومة خلال 15 يوما».
وقرر برلمان كردستان، إبقاء جلسته مفتوحة إلى اليوم الثلاثاء، لتكليف مسرور البارزاني بتشكيل حكومة الإقليم.
وقالت رئيسة البرلمان، فالا فريد في كلمة لها عقب انتهاء مراسم تنصيب نجيرفان بارزاني، إن «جلسة برلمان إقليم كردستان ستبقى مفتوحة إلى الساعة الـ11 من يوم غد الثلاثاء (اليوم) من أجل إكمال فقرات جلسة اليوم (أمس) وهي تكليف مسرور بارزاني بتشكيل حكومة الإقليم».
دحر «الدولة»
في الأثناء، أكد رئيس إقليم كردستان الجديد نجيرفان بارزاني، أن تعاون «البيشمركه والقوات الأمنية والحشد الشعبي أسهم في دحر تنظيم «الدولة» (داعش) فيما دعا إلى «حل المشاكل بين أربيل وبغداد على أساس الدستور».
وقال في كلمة إن «تعاون البيشمركه والقوات الأمنية والحشد الشعبي في الحرب ضد الإرهاب كان له دوره في هزيمة داعش»، موجها التحية إلى «أرواح الشهداء الذين سقطوا في الحرب ضد التنظيم».
وشدد على أهمية «إيجاد حلول للمشاكل على أساس الدستور الذي كان يحلم به الشعب العراقي منذ فترة طويلة»، مؤكداً ضرورة «الاتفاق على خارطة طريق لإدارة البلاد».
وأكمل: «كنا نعلق أملنا على الدستور، لكن كان هناك إهمال له مما ولد المشاكل، ونحن نسعى لإحياء تطبيق الدستور»، لافتا إلى أن «تطبيق الدستور بجميع بنوده سيكون ضمانة للتعايش وقبول الآخر».
نيجيرفان ابن أخ مسعود أدى اليمين الدستورية رئيساً للإقليم وإجراءات تشكيل الحكومة تبدأ اليوم
أما زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، فدعا «الحكومة الفدرالية وحكومة إقليم كردستان لإيجاد حلول لكل المشاكل وخاصة فيما يخص المناطق المتنازع عليها»، مشيراً إلى أن «خطر داعش لايزال قائماً، ليس فقط على إقليم كردستان بل في كل المنطقة».
وقال في كلمة له «بموجب انتخابات 30أيلول/ سبتمبر، ومن خلال إجراء ديمقراطي، قام البرلمان بانتخاب رئيس إقليم كردستان الذي قد تسلم الرئاسة، وغداً (اليوم) سوف نشرع بالإجراءات المتعلقة بتشكيل الحكومة».
وأضاف: «من هنا أبارك لنيجيرفان بارزاني وأدعمه، وأدعو الحكومة الفدرالية وحكومة الإقليم لإيجاد الحلول لكل المشاكل وخاصة فيما يخص المناطق المتنازع عليها، لأن المشكلة تتعمق كل يوم»، مبيناً: «قد تكون هناك خطورة جدية بسبب هذا الوضع، وعن طريق التفاهم والمشاركة ما بين الجميع والإثنيات لا بد من إيجاد الحلول بموجب الدستور».
وتابع أن «الدواعش هم في طور الاندثار ولكن تهديدهم باقٍ، وهم لا يشكلون تهديداً لأمن الإقليم بل لكل المنطقة، لذلك يجب أن نكون حذرين وعن طريق تنسيق جيد لمتابعة هذه الخطورة»، موضحاً: «نحن نحاول أن نتجنب تلك الكوارث التي حصلت، ونأمل بإيجاد الحلول السلمية في الشرق الأوسط، لأن الحرب ليست في مصلحة أحد»، داعياً «جميع الأحزاب بحس المسؤولية لإيجاد الحلول اللازمة».
مهمة ليست سهلة
رئيس الجمهورية، برهم صالح، أبدى ثقته في قدرة رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني على «تعزيز التعاون بين أربيل وبغداد بما يملكه من خبرة وعلاقات دبلوماسية»، لكنه أقرّ في الوقت عيّنه بأن «مهمة» رئيس إقليم كردستان، لن تكون سهلة.
وقال: «واجب علينا أن نشيد بما قدمه مسعود بارزاني خلال فترة رئاسته لإقليم كردستان، حيث قضى أكثر من نصف قرن في صفوف البيشمركه والنضال السياسي، وكان له دور كبير في كل الأحداث ومنها كتابة الدستور الذي ارتضيناه لأنفسنا فيصلاً لحل مشاكلنا».
وتابع أن «كردستان تمثل تجربة مهمة، فقوة كردستان من قوة العراق، وقوة البصرة وبغداد من قوة كردستان، وهذا المنطق يجب أن نستند إليه»، مبيناً: «نتأمل أن نكون أمام حقبة من الإعمار والسلام».
وأضاف: «نحن نتوسم في نيجيرفان بارزاني الذي يملك خبرة في الحكم والعلاقات الدبلوماسية، تعزيز العلاقات بين المركز والإقليم»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «ما تحقق من نصر على داعش بفضل تآزر القوات العراقية من الجيش والحشد الشعبي والبيشمركه بمساعدة التحالف يجب الحفاظ عليه».
وذكر بأن «هناك مشاكل عديدة تعصف بالمنطقة ومن مصلحة العراق أن يكون ساحة للتعايش والمصالح المشتركة لا للتصارع، وعلينا تعزيز وحدتنا الوطنية بالاحتكام إلى الدستور فمصالحنا ورؤانا مشتركة».
ولفت إلى أنه «حان الوقت للشعوب أن تنعم بخيراتها عبر منظومة إقليمية جديدة»، مشدداً على أن «الشعب الكردي شعب أصيل في هذه المنطقة ويشترك مع العرب والفرس والترك في المصالح والثقافة المشتركة».
واختتم قائلاً: «مهمة رئيس إقليم كردستان لن تكون سهلة، لكننا سنكون عوناً له وهو سيكون عوناً لنا في حل المشاكل التي تعترض مسيرتنا».
أما رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، فاستغل المناسبة للتشديد على ضرورة العمل المشترك بين المركز والإقليم لمواجهة التحديات الأمنية.
وقال في كلمة ألقاها بالنيابة عنه، الأمين العام لمجلس الوزراء، حميد الغزي، إننا «نعمل على ترسيخ العلاقة الدستورية بين إقليم كردستان والعراق ضمن الحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيه».
وشدد، على «التصدي للتحديات الأمنية التي تواجه العراق بالعمل المشترك بين المركز والإقليم»، وفيما أوضح أن الحكومة تسعى إلى «حل الخلافات والقضايا العالقة مع إقليم كردستان، وفق الدستور والاستمرار في التفاهم والحوارات في هذا المجال»، أكد أهمية «إبعاد العراق عن أي أزمات وخلافات في المنطقة».
التركيز على المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل، كانت أيضاً محوراً لكلمة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الذي تعهد بأن البرلمان الاتحادي سيعمل على إيجاد «حل سريع» لها.
وأضاف: «نحن أمام مرحلة جديدة لحل المشاكل العالقة، وأنا متأكد من أن الرئيس نيجيرفان بارزاني سيكون له الدور البارز بذلك»، معبراً عن دعمه لـ«حل المشاكل بشكل سريع، كما ندعم فترة رئاسة بارزاني لإقليم كردستان وللحكومة الجديدة التي ولدت عبر نظام ديمقراطي يجعلنا أمام مستقبل مهم بخاصة للجيل الجديد من العراقيين وأبناء كردستان».
لا توال صور البطل الجديد والبطل القديموجميع عائلة البرزاني مثال الخيانة موجودة باجتماعاتهممع صدام عندما كانوا بعثيين والان هم باقين بالحكم مثل اي مقاولة بينما الاكراد اما لاجئين او يتوسلون رواتبهم من المافيات التي تحكم بدونانتخابات او حق منذ 1965 منذ السماح لهم بالقدوم من ايران