من تل أبيب.. الجنرال الأمريكي مهدداً إيران: ملتزمون “حديدياً” بأمن إسرائيل

حجم الخط
0

توقع الرد على تصفية مسؤول “فيلق القدس” حسن مهداوي، كفيل بإنهاء أربعة عقود من المواجهة السرية بين إيران وإسرائيل، ونقل الدولتين إلى مواجهة علنية تتطور إلى حرب إقليمية.

امتنعت إيران حتى الآن عن مهاجمة إسرائيل مباشرة، حتى عندما تعرضت لضربات لأصول كانت عزيزة عليها – بما في ذلك على أراضيها. عندما عملت، فإنها فعلت هذا إما من خلال وكلائها المختلفين أو ضد أهداف لم ترتبط بإسرائيل إلا بشكل غير مباشر (مثل سفن بملكية رجال أعمال إسرائيليين). وحتى في الحالة الوحيدة التي أطلقت فيها سلاحاً من إيران نفسها، قبل نحو ثلاث سنوات، كانت هذه مُسيرة تستهدف التهريب لجهات إرهابية في السلطة الفلسطينية وليس لهجوم ضد إسرائيل.

 التغيير في الاستراتيجية الإيرانية دراماتيكي الآن؛ فالنية مهاجمة إسرائيل مباشرة، لجباية ثمن على تصفية مهداوي. قد يبحث الإيرانيون عن أهداف أمنية لضربها، وبالتوازي عن أهداف دبلوماسية إسرائيلية أيضاً في أرجاء العالم. هذا هو سبب التأهب الأعلى الذي أعلن في الممثليات الإسرائيلية، التي أغلق بعضها مؤقتاً.

منذ التصفية والتأهب عال لدى عناصر الدفاع في البلاد أيضاً مع التشديد على الدفاع الجوي. والفرضية أن إيران ستهاجم بواسطة مُسيرات وصواريخ جوالة قد تطلقها من أراضيها أو من خلال وكلائها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. هذا كفيل بأن يكون هجوماً متداخلاً من عدة أماكن بالتوازي، يتحدى إسرائيل من ناحية القدرة على الكشف والاعتراض والدفاع عن مواقع استراتيجية.

تستعين إسرائيل في هذه المجالات بالولايات المتحدة، التي تتسامى مرة أخرى عن الخلافات في المستوى السياسي وتثبت أنها سند استراتيجي وشريك حقيقي. بين الجيش الإسرائيلي وقيادة المنطقة الوسطى الأمريكية تعاون وثيق، وقائدها، الجنرال مايكل كوريلا، وصل أمس إلى البلاد في زيارة نشر عنها بهدف نقل رسالة واضحة إلى طهران: الولايات المتحدة وإسرائيل منسقتان بينهما.

 تداعيات اقتصادية وأمنية 

يمكن الافتراض أن محادثات كوريلا لم تبحث في إحباط الهجوم الإيراني المرتقب فحسب، بل أيضاً الرد المرتقب الذي أعلنته القيادة السياسية في إسرائيل. الرسائل الحازمة التي نقلتها الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة إلى إيران – بما في ذلك من قبل الرئيس بايدن نفسه – كانت تستهدف ردعها عن العمل أو على الأقل تقليص حجومه، في محاولة لتهدئة الأعصاب المتوترة في إسرائيل. يخشى الأمريكيون من أن تتلقى إسرائيل ضربة تلزمها بالرد علناً على أراضي إيران، فتدخل هذه الضربات المتبادلة حزب الله أيضاً إلى القتال ثم تتطور هذه الضربات إلى معركة إقليمية لا يكون ممكناً توقع حجومها.

الدعم الأمريكي حرج في هذه المعركة، لكن إسرائيل تصل إليها في ظروف غير جيدة: الحرب في غزة جعلتها منبوذة في معظم العالم، والشرعية التي سمحت لها بـ “العربدة” في جبهات أخرى محدودة جداً، خصوصاً حين تكون لمثل هذه المواجهة تداعيات اقتصادية وأمنية تخرج عن حدود الدولتين.

لا بد من التساؤل فيما إذا أخذت هذه الاعتبارات بالحسبان قبل إقرار تصفية مهداوي (على افتراض أن إسرائيل مسؤولة عنها). الأكثر معقولية ابتلاع إيران البصقة مثلما فعلت من قبل أو تكتفي برد طفيف. استعدادها للرد بشكل غير متوازن وغير مسبوق كفيل بأن يفيد بأن القيادة السياسية الأمنية كانت تعاني من تقدير ناقص للحدث، ودون أن تقصد خاطرت بتحويل الحرب ضد حماس في غزة إلى حرب في كل الشرق الأوسط.

يوآف ليمور

 إسرائيل اليوم 12/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية