من جاءوا بالمشير من ‘كوبري القبة’ إلى ‘قصر الاتحادية’ قادرون على ليّ عنق النصوص وتعديلها

حجم الخط
1

القاهرة ـ ‘القدس العربي’ أبرز ما في صحف أمس الاثنين 12 مايو/ايار كان نشرها أجزاء من الحديث الذي أذاعته قناة سكاي نيوز عربية الإماراتية مع المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، أجرته معه الجميلة جدا زينة يازجي ‘يا بخته.. يا بخته’وأهم ما فيه نقطتان:
الأولى، انه نسف تماما حكاية حكم العسكر وانه مرشح الجيش وانه لن ينتظر تحرك الجيش ضده إذا خرج الشعب للمرة الثالثة للمطالبة برحيله وسوف ينسحب، وأن الجيش المصري لا يتحرك إلا بناء على إرادة الشعب، أي أن الجيش ليس جيش الرئيس حتى لو كان قد خرج من صفوفه، والدليل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي انضم الجيش للشعب وعزله وقدمه للمحاكمة وهو من قادته الكبار في حرب أكتوبر/تشرين أول 1973، ومن عزله وقدمه للمحاكمة هم قادة الجيش من أصدقائه الذين عينهم وأبقاهم سنوات طوال في مناصبهم، مثل وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي والفريق أول سامي عنان وحتى عبد الفتاح السيسي الذي عينه مبارك مديرا للمخابرات الحربية، وهو ما أكد على حقيقة أن روح الوطنية المصرية هي التي تشكل عقيدة الجيش، وهو نفسه شارك في عملية الإطاحة بمبارك العسكري وقاد الإطاحة بمرسي المدني الإخواني، ويدرك قبل غيره استحالة انضمام زملائه القادة اليه إذا انقلب الشعب ضده.
أما النقطة الثانية، فكانت تأكيده الصارم ألا عودة لجماعة الإخوان وتنظيمها ووجود منصب اسمه المرشد العام ومكتب الإرشاد وذلك بقوله:’ليس من المعقول أن تكون هناك قيادة موازية للدولة، لأن قيادة الدولة يتم اختيارها وفقا للدستور والقانون، والتعاقد بين الرئيس والشعب، وهو يشير إلى خضوع الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي لمكتب الإرشاد والمرشد، وتنفيذ ما يتم إرساله إليه من قرارات، وإذا أضفنا الى موقف السيسي موقف المنافس له زميلنا وصديقنا حمدين صباحي، الذي أعلنه بأنه لا عودة لجماعة الإخوان، فإنه لا أمل لهم. لكن من ناحية ثانية فإن السيسي أكد أنه لا خصومة شخصية بينه وبين الإخوان، وهو تكرار لما سبق وأعلنه، ويعني أن الباب مفتوح للعمل أمام من لم يرتكب جرائم منهم. أما الخبر الثاني الذي يلي حديث السيسي في الأهمية في رأيي فكان قيام كل من سلام سويلم السلات وسليمان سويلم السلات، وهما من العناصر التكفيرية المطلوبة بتسليم نفسيهما لقوة من الجيش في ساحة الشيخ زويد بمنطقة شمال سيناء الخاضعة لعمليات الجيش الثاني الميداني وأهمية هذه العملية أنها في تقديري مرتبة مسبقا بين المخابرات الحربية وقبيلة المطلوبين لأحداث مزيد من الانهيار المعنوي لدى من تبقى من العناصر الإرهابية وتشجيع المزيد من الإرهابيين على تسليم أنفسهم وتقديم المعلومات عن باقي زملائهم، وطبعا لا يمكن أن تنجح خطة كهذه إلا إذا كانت هناك تعهدات مسبقة بالعفو. وأشارت الصحف سريعا إلى حكاية مجموعة بروكسل التي أصدرت بيانا تضمن عشر نقاط.. كما اشارت الى قيام وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بزيارة مفاجئة لمواقع الشرطة في محافظة المنيا وإعلان المستشار محمد أمين المهدي وزير العدالة الانتقالية أن عدد أعضاء مجلس النواب القادم سيكون ستمئة حسب زيادة عدد الدوائر. وثلاثون يعينهم رئيس الجمهورية.
ومن الاخبار الاخرى التي ذكرتها الصحف، استمرار امتحانات الجامعات والمدارس، ومقتل مجند في شمال سيناء. ومحكمة جنايات أسيوط تحكم بالسجن سنتين على تسعة من الإخوان، وسجن سبعة وثلاثين طالبا إخوانيا بجامعة الأزهر أربع سنوات لكل منهم، ومحكمة جنح مدينة نصر وجنايات شبرا الخيمة، تحكم بالمؤبد على سبعة آخرين. وتواصل الاستعدادات للانتهاء من المسلسلات التلفزيونية لتلحق العرض في شهر رمضان المقبل وتحركات المرشحين للرئاسة.. وإلى بعض مما لدينا…

العالم العربي الخاسر الوحيد
في أحداث الربيع العربي

ونبدأ بالمعارك السريعة والخاطفة ويبدأها من ‘أهرام’ الثلاثاء الماضي رئيس مجلس إدارتها الأسبق وزميلنا وصديقنا العزيز مرسي عطاالله وكانت عن ثورات الربيع العربي وقوله عنها:’يا لها من صدمة لم تكن في حسبان أحد عندما يقف العالم العربي مدهوشا وهو يشاهد ويعايش الآن حالة انهزامية غريبة، وأنه هو الخاسر الوحيد من ربيع التطرف الإسلامي الذي ذهب كل حصاده الإيجابي لحساب المصالح العليا لأمريكا، وتحسين الموقف التفاوضي لإسرائيل باتجاه تصفية القضية الفلسطينية، واكتساب إيران أوراق قوة جديدة في ملف التفاوض النووي مع الغرب، ومحاولة أردوغان الحصول على بعض الفتات في الكعكة الإقليمية، من خلال احتضان تيارات الإسلام السياسي واستخدامها ورقة ابتزاز وتفاوض مع أوروبا’.

حكومة محلب
تُنتقد لأنها تعمل بجدية!

وثاني المعارك السريعة في ‘اخبار’ الثلاثاء للزميل أحمد جلال وقوله في بروازه صباح جديد عن البعض:’أغرب انتقاد يتم توجيهه إلى المهندس إبراهيم محلب رئيس الحكومة هو أنه يعمل بجدية ويصدر قرارات مهمة ومصيرية رغم أن الحكومة مؤقتة ولا تكتسب الشرعية التي تمكنها من اتخاذ مثل هذه القرارات. الغريب أن هؤلاء الأشخاص كانوا ينتقدون أداء حكومات سابقة لأنها لم تكن تؤدي عملها بتفان وإخلاص وكنت سأحترم ما يكتبه أصحاب هذا الرأي إذا كانوا ينتقدون أداء الحكومة أو أحد قراراتها، أما أن يكون النقد لمحلب ووزرائه لأنهم يعملون فهذا ما يثير الريبة في أصحاب هذا الرأي، الذين أصبحوا كتابا بالواسطة.

أين ذهبت معونات دول
الخليج لمصر ولصالح أي اتجاه؟

وإلى استمرار الخلافات والمعارك حول السيسي وحمدين وتصريحات كل منهما، حيث قام زميلنا في ‘التحرير’ وائل عبد الفتاح يوم السبت بالتعليق على حوار السيسي مع لميس الحديدي وإبراهيم عيسى والتقط إشادته بملك السعودية الملك عبدالله وأطلق عليه كبير العرب، واشادته بالإمارات ومساعدات البلدين لمصر، وما ترتب على ذلك من نتائج سياسية قال عنها:’المال الذي يبحث عن القوة، هذا مبرر دعم السيسي بالنسبة للخليج وهذا أيضا سر اعتبار السيسي السعودية زعيمة العرب لأول مرة في تاريخ محاولة بناء دولة حديثة في مصر. السيسي اختار لحظة يعاد فيها بناء التحالفات الإقليمية والدولية، التي لم تعد تبنى وفق معادلة مع أو ضد أمريكا، لكنها مع تعدد الإدارات، وأصبح من الممكن أن تتفكك التحالفات الكبيرة إلى تحالفات شبكية معقدة، لا تبنى على أساس أيديولوجي، رأسمالية شيوعية أو نظامي تقدم رجعية، ولا حتى على أساس الصراعات الطائفية او المذهبية. التحالفات تقام الآن على أساس نقاط المصالح التي يمكن فيها للسعودية مثلا أن ترعى في دمشق ما تحاربه في مصر وتونس، وهذا زمن يتحكم فيه الخليج بمعسكريه في الصراعات الداخلية، معسكر السعودية والإمارات يدعم السيسي ليكون القوة الحارسة لأنظمة تواجه خطرا إقليميا إيران وغيرها. التحالف الفرملة الأخيرة في مشروع التغيير، ولكي يفرض المال شروطه ببقاء مصر عند وضع الكبير الذي لا يفعل شيئا كما كانت أيام مبارك، الذي عاش طويلا على بيع هذا الوضع أو استثمار الركود المصري. السيسي قال إن معونات الخليج وصلت في العشرة اشهر الأخيرة إلى عشرين مليار دولار، أين ذهبت هذه المعونات ولصالح أي اتجاه.. ولماذا استمرت المعاناة بشكل متزايد رغم التدفق المذهل؟ في حين كان مرسي وجماعته ينتظرون الإنقاذ من قرض الـ4.9 مليار من البنك الدولي’.

حمزاوي: أشعر بالخجل من الاستعلاء
على الفلسطينيين والسوريين

وفي اليوم التالي الأحد تناول هذه النقطة في ‘الشروق’ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس حزب مصر الحرية الدكتور عمرو حمزاوي بقوله:’أشعر بالخجل من اختزال الجوار العربي ظلما وزيفا في أشقاء كبار يمنحون.. ومتآمرين على الأمن القومي والمصلحة الوطنية المصرية. أشعر بالخجل من الاستعلاء على الفلسطينيين والسوريين الذين هم في احتياج لتضامننا، ومن تبرير الصوت الواحد والرأي الواحد لاضطهادهم وتجاهل حقوقهم كمنتظرين لفتح المعابر أو باحثين عن اللجوء الآمن. أشعر بالخجل من نشر الخوف من الجوار العربي غير المانح للأموال والمقدم للمساعدات، ومن تماهي الحكم والسلطة في مصر مع سلطوية المانحين الخليجيين والدفاع عنها، كالنموذج الواجب التطبيق وليس ديمقراطية تنموية مصرية أو حرية لبنانية أو تدريجية مغربية’.

غياب الدولة
أسرع الطرق للانهيار

ثم نعود إلى يوم السبت في ‘التحرير’ لنكون مع زميلنا وصديقنا العزيز رئيس المجلس الأعلى للصحافة ونقيب الصحافيين السابق جلال عارف وقوله:’كأن البعض لدغه عقرب حين وجد المرشحين الرئاسيين المشير السيسي وحمدين صباحي يتفقان على شيء أساسي وضروري في المرحلة المقبلة، وهو أن يكون للدولة دور قوي في كل المجالات، خصوصا في الجانب الاقتصادي. علي مدى أربعين عاما مارسنا كل الأخطاء الممكنة وغير الممكنة. على طريق إضعاف الدولة بعنا شركات القطاع العام بتراب الفلوس، ومنحنا تسهيلات البنوك للصوص بعد أن اخترعنا لهم صفة رجال الأعمال، بعد أن كنا لا نعرف إلا رجال الصناعة والتجارة وخبراء المال والبنوك. منحنا أراضي الدولة للمحظوظين ببلاش كده لتصبح مصدرا للثروات الحرام والفساد الذي لا حدود له. فتحنا الباب للمقامرين الأجانب لكي يمارسوا عمليات النصب والاحتيال، في غياب أجهزة الدولة أو غيبوبتها أو فسادها أو هذا كله مجتمعا. العالم كله راجع نظرية أن الدولة الضعيفة لا تخدم القطاع الخاص، أعني الدول الرأسمالية أدركت خصوصا بعد الانهيار الأخير في 2008 أن غياب الدولة هو أسرع الطرق للانهيار’.

حمدين المؤهل بامتياز لقيادة
الدولة المدنية الديمقراطية

ونغادر ‘التحرير’ لنكون في ‘أهرام’ اليوم نفسه مع زميلنا كمال جاب الله ـ ناصري ـ الذي أيد حمدين بقوله عنه:’يظل صوتي لحمدين كما كان عليه الحال في انتخابات 2012، حمدين شخصية سياسية مدنية تصدرت المشهد في ثورتي 25 يناير/كانون الثاني و 30 يونيو/حزيران وثبت بالدليل القاطع معارضته الشرسة لكل من المخلوع والمعزول، ودعا إلى إسقاطهما وبالتالي فإنه هو المؤهل بامتياز لقيادة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، التي يتطلع إلى إقامتها المصريون منذ أكثر من ثلاث سنوات. حمدين في مقدمة السياسيين المدافعين عن العدالة الاجتماعية والتوجهات الاقتصادية المنحازة للفقراء ومحدودي الدخل والتوزيع العادل للثروة وللموارد التي تتعرض لنهب منظم والتطبيق الفوري للحد الادنى والأقصى للأجور.
خاض حمدين معارك ضد سلطة الفساد والاستبداد وتعرض للسجن دفاعا عن قضايا الفلاحين، وساند المطالب المشروعة للطبقة العاملة ويمتلك مشروعا قابلا للتنفيذ ورؤية وطنية واضحة للتغيير السلمي وتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جميع ربوع البلاد، وله مواقف مفهومة تجاه ما يسمى بالإسلام السياسي، وطرح برنامجا يعيد لمصر مكانتها الدولية، وللتخلص من قيود التبعية وهو الضمانة الحقيقية لاستعادة ثورة سرقت مرتين ولتحقيق أهدافها المعلقة في كل الميادين، عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية استقلال القرار الوطني’.

فؤاد اسكندر: السيسي
يشبه جدنا الفرعون أحمس

وفاجأنا يوم الأحد في ‘الوفد’ وزير الهجرة والمصريين في الخارج في نظام مبارك الدكتور فؤاد اسكندر، بمقال عنوانه نعم لأحمس المصري وشهرته عبد الفتاح السيسي شبه فيه السيسي بجدنا الفرعون الكبير أحمس وقال عنه:’أحمس المصري يختلف كثيرا عن العديد من الشخصيات المصرية السابقة فهو يختلف عن الفرعون أحمس، الذي تولى حكم مصر في إطار التوريث في الأسرة الحاكمة، بالإضافة إلى أن الفرعون أحمس حصر كل جهوده في طرد الهكسوس من مصر، بينما أحمس المصري والشهير بعبد الفتاح السيسي جاء نتيجة الدعوة القوية الموجهة إليه من الجمعية العمومية للشعب المصري، ومن المؤكد ان أحمس المصري له شخصية تجعله يختلف عن كثير من القيادات المصرية الماضية، خاصة أنه يواجه إرهابا داخليا وخارجيا ثم وعكة اقتصادية خطيرة. وما زلنا نحن المصريين نسير في المظاهرة التي يقودها أحمس المصري الشهير بعبد الفتاح السيسي ونردد هتافنا الراسخ مصر فوق الجميع وتحيا مصر ولسوف تحيا’.

البرنامج الانتخابي
هو في صلب دعاية أي مرشح

وعن برنامج المرشحين للانتخابات وضرورة عرضه على الشعب ليتم من خلاله انتخاب احدهما لان البرنامج هو في صلب دعاية أي مرشح، عن هذا يحدثنا الكاتب عمرو خفاجي في ‘الشروق’ عدد امس الاثنين يقول:’ من الأمور المحيرة في الانتخابات الرئاسية الحالية، عدم وجود برامج المرشحين بين أيدى الناخبين، رغم مرور عشرة أيام على بدء الفترة المخصصة للدعاية الانتخابية، ولا يخفى على أحد أن البرنامج هو صلب دعاية أي مرشح، حتى إن السيد حمدين صباحي خالف قواعد اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وظهر على الرأي العام بهدف وحيد هو إعلان برنامجه الانتخابي، وهي المخالفة التي تساهلت معها اللجنة ولم توقع عليه العقوبة المقررة، كما أن المرشح الآخر، السيد عبدالفتاح السيسي، تكلم كثيرا عن برنامجه الانتخابي، وربما بقدر كبير من التفاصيل (مثل اللمبات الموفرة لمواجهة أزمة الطاقة، وسيارات تبريد الخضراوات والفاكهة لضبط الأسواق)، والأكثر حيرة في قصة البرنامج الانتخابي، أنه في وقت مبكر كان الدكتور وحيد عبدالمجيد قد أعلن اعتزاله العمل السياسي بعدما انتهى من مهمته في إنجاز البرنامج الانتخابي للمرشح حمدين صباحي، حيث كان رئيسا لفريق العمل، في الوقت نفسه الذي أعلن فيه الدكتور عمرو الشوبكي خروجه من الهيئة الاستشارية لحملة المرشح حمدين صباحي بعد انتهائه من المشاركة في وضع البرنامج الانتخابي، لذا يكون السؤال مشروعا: أين اختفت هذه البرامج؟.
الغريب أيضا في الأمر أن الدكتور عبدالخالق فاروق من حملة المرشح حمدين صباحي تحدث في أحد البرامج التلفزيونية، بإسهاب، عن الشق الاقتصادي من البرنامج، تفاصيل وأرقاما ومشروعات، وعندما سألته السيدة مديرة الحوار عن نسخة البرنامج قال إنها ستكون متوافرة خلال 48 ساعة، وبعد عشرة أيام من هذا التصريح، سألت عن البرنامج واستنكرت عدم وجوده، فأبدت إحدى قيادات الحملة غضبها مني لأن مرشحها لديه برنامج واضح، وحينما اتصلت بها لإبلاغها اعتذاري عن جهلي بعدم المعرفة بوجود البرنامج، قالت لي إنه لم يطبع بعد (أي أنه غير موجود بالفعل والمشكلة ليست عندي)، وأبلغتني الأستاذة هبة ياسين أنه موجود بالفعل وتفضلت بإرساله لي عبر البريد الإلكتروني، وهو في ثمانين صفحة ويحمل عنوان المشروعات العاجلة في برنامج المرشح، ويتضمن أسماء فريق العمل وواجبات بعضهم ومهامهم في البرنامج، لكنهم لم يعلنوا بصراحة عن وجوده، كما أنه غير مطبوع وبالتالي ليس متوافرا بين أيدي الناخبين ولا نملك أيضا إلا أن نسأل لماذا؟
في المقابل، فإن الموقف في معسكر المرشح الثاني كان بالغ الغرابة، بل وصادما، حيث قال السيد أحمد كامل بصفته المتحدث الإعلامي للحملة، ان مرشحهم السيد عبدالفتاح السيسي سيكتفي بعرض البرنامج عبر تواصله مع وسائل الاعلام المختلفة، وأنه سيقوم بإجراء حوارات تلفزيونية أخرى لمزيد من الشرح والتوضيح، وأن البرنامج لو تمت طباعته (وفقا لتصريحات منسوبة له لصحيفة ‘الحياة’ اللندنية) سيتطلب وقتا طويلا للرد على الأسئلة المتعلقة به (عذر أقبح من ذنب) وهو موقف غير مفهوم على الإطلاق، ولا يليق بمرشح صاحب حظوظ كبرى في الفوز بالانتخابات، وأخشى أن تكون تلك الحظوظ هي المانع فى طباعة البرنامج…
أرجو أن يتم تصحيح الوضع سريعا، فالبرنامج جزء أصيل من تعهد المرشح لناخبيه، فنحن حتى الآن أمام مرشحين بلا تعهدات وهذا لا يجوز يا سادة’.

تفكيك دولة مبارك والسادات
وليس إعادة دولة عبد الناصر

اما رئيس تحرير ‘الشروق’ عماد الدين حسين فكتب في العدد نفسه مقاله الذي عنونه بـ’تفكيك دولة مبارك والسادات وليس إعادة دولة عبد الناصر’ قال:’ ما سيفعله السيسس هو’إنهاء دولة السادات وليس استئناف دولة عبدالناصر’.. هذا التعبير سمعته من مفكر كبير لا يريد أن يظهر في الصورة الآن. التعبير ربما ينهي الجدل بين بعض مؤيدي عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي بشأن من هو أكثر ناصرية منهما؟!
هذه المعركة الضروس تدور رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام كافة، بل بين زملاء وأصدقاء وأحيانا إخوة. المعركة تبدو صبيانية في أحيان كثيرة، لكنها ليست مفتعلة بالكامل. لدينا شخصيات ورموز كبيرة كانت تؤيد صباحي حتى شهور مضت وانتقلت إلى معسكر السيسي، بل أن الجزء الأكبر من حركة تمرد المحسوبة على التيار الشعبي ــ الذي هو ذو توجه ناصري أيضا ــ أعلن تأييده للسيسي.
أعرف أصدقاء في مكان عمل واحد، وصل بهم الأمر إلى حد الخصام بشأن من هو أفضل للمشروع الناصري، بل من هو الأفضل من وجهة نظر ناصرية لقيادة الدولة، صباحي أم السيسي؟!. قبل أيام أيضا شهدت نقاشا مماثلا بين صديقين كاد يتطور إلى ‘خناقة’. للأسف الشديد النقاشات في معظمها سطحية وشخصية. يقول البعض إن التوجهات العامة بين السيسي وصباحي تكاد تكون واحدة، وربما الاختلاف فقط في التفاصيل. وهذا هو السبب الجوهري الذي يجعل شخصا كان يؤيد صباحي حتى أسابيع مضت ينتقل إلى تأييد السيسي، وهو لا يشعر بأي تحول أو تأنيب ضمير، ويفعل ذلك محافظا على حبه واحترامه وتقديره لحمدين صباحي.
المنطلقات الاجتماعية والاقتصادية للمرشحين تقريبا واحدة، لدرجة أنك لو أخفيت اسم المرشح عن بعض العبارات والجمل والتصريحات، لتشككت أيهما صاحبها! نعود إلى صلب الموضوع ونسأل: أي من المرشحين سيعيد دولة عبدالناصر؟! الإجابة ببساطة هي لا هذا ولا ذاك، لأن دولة عبدالناصر لن تعود حتى لو كان الفائز هو عبدالحكيم جمال عبدالناصر نفسه. لا توجد تجربة سياسية إنسانية يمكن إعادة استنساخها مرة أخرى، لأنه كما يقال فإن الإنسان لا ينزل نفس النهر مرتين.
التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأهم تطور الاتصالات يمنع إعادة دولة مبارك فما بالك بدولة عبدالناصر! صباحي أو السيسى يريدان استعادة مفهوم العدالة الاجتماعية الذي كان مرفوعا زمن عبدالناصر، لكن هل يستطيعان إعادة الحزب الواحد والرأي الواحد، والدور القائد للقطاع العام والانعزال عن معظم العالم خصوصا في الغرب؟ المؤكد أنه لا أحد يستطيع ذلك.
ثم إن المفارقة تجعل كلا المرشحين في أمس الحاجة لعلاقات قوية مع الخليج، خصوصا السعودية التي كان المشروع الناصري يحاربها علنا ويعتبرها مركز الرجعية الذي وجه الضربة الأخطر لهذا المشروع.
والمرشحان لا يستطيعان عمليا الدخول الآن في مواجهة مع إسرائيل العدو الأكبر للمشروع الناصري ولأي مشروع تحرري تقدمي إنساني.
نعود إلى ما بدأنا به ونسأل: هل يستطيع السيسي حقا أن يفكك بقايا دولة السادات ومبارك ويطبق العدالة الاجتماعية لدولة عبدالناصر؟!
السؤال قابل لإجابات مختلفة تتوقف جميعها على احتمالات متعددة، لكن يظل العنصر الرئيسي هو طبيعية الانحياز الاجتماعي للسيسي، والقوى التي ستساعده والأهم القوى التي سوف تصطف ضده.
إذا حاول السيسى تفكيك دولة السادات ومبارك الاجتماعية، فإنه سيدخل في صراع ضخم وكبير مع قوى صار لها نفوذ ضخم في المجتمع، وتبدو أحيانا قادرة على وضع العصي في الدواليب.. والسؤال مرة أخرى هل يستطيع السيسى تفكيكها فعلا؟!، شخصيا أتمنى أن ينجح في ذلك’.

السيسي يفضل الاجتماع
مع النخبة المخملية

السيسي يحتاج إلى الإخوان.. وإلى الخوف منهم، لتعفيه من أي استحقاق حقوقي.. فطالما ظل الخوف من الجماعة حاضرا..’فإن الكلام عن الديمقراطية وحقوق الإنسان يبقى ‘كلاما فارغا’، هذا ما كتبه لنا رئيس التحرير التنفيذي لجريدة ‘المصريون’ محمود سلطان في مقاله الذي عنونه بـ’السيسي يحتاج الى الاخوان’ قال فيه:’ الأستاذ هيكل قال إن المرشح عبد الفتاح السيسي لا يحتاج إلى برنامج.. بوصفه ‘مرشح الضرورة’.. طبعا نعرف مغزى كلام الأستاذ، فكل الذين يرتمون في حضن السيسي، هم الخائفون من الإخوان.. وبمعنى آخر، فإن ثمة اجماعا بين ‘الخائفين’ على أن شرعية السيسي الوحيدة هو انتصاره على الجماعة واقصاؤها عن السلطة.. وبالتالي فإن المقعد الرئاسي ‘حلال’ عليه، ومكافأة له على مغامرته الخطيرة. معنى كلام هيكل لا يخرج عن هذا التفسير، وهي شرعية غريبة وغير مسبوقة في تاريخ من تعاقبوا على حكم مصر منذ الإطاحة بآخر ملوك الأسرة العلوية على يد الجيش عام 1952.. فعبد الناصر والسادات ومبارك، اكتسبوا شرعيتهم من ‘انتصارات’ على ‘العدو’ الخارجي.. ولم يستق أي منهم شرعيته من انتصاره على قوى سياسية مصرية داخلية، ولذا ستظل شرعية السيسي خارج أي منطق إلا إذا اعتبرناه مرشح الخائفين من الإخوان وحدهم. ويبدو لي أن المشير، يدرك معنى أنه ‘مرشح الضرورة’ الذي لا يحتاج إلى برنامج، وإنما إلى ‘النخبة’ التي وفرت له الغطاء الإعلامي على الفضائيات والغطاء الشعبي في الشارع، الذي سمح له بالتدخل الخشن وطرد الإخوان من السلطة.. وكلها قوى متفرقة وربما متخاصمة، ولكن جمعها حول السيسي خوفهم من الإخوان.. لاحظ ـ هنا على سبيل المثل ـ أنه يفضل الاجتماع مع النخبة المخملية من إعلاميين وصحافيين وكتاب وأدباء وشعراء وفنانين.. وهي النخبة المعزولة في منتجعاتها الهوليوودية خارج القاهرة التي يلفها التلوث من كل جانب. السيسي ـ إذن ـ لا يحتاج إلى برنامج، وإنما يحتاج إلى أن تظل فزاعة الإخوان تقض مضاجع حلفاء 30 يونيو/حزيران.. فهي الضمانة الوحيدة التي تضمن له الوصول إلى السلطة.. والبقاء فيها إلى أجل غير مسمى. وليس بوسع أحد في مصر، أن يضمن للمصريين الإبقاء على المادة التي تضع سقفا لبقاء الرئيس في السلطة ‘مدتين متتابعتين فقط’.. لأن الذين جاءوا بالمشير من ‘كوبري القبة’ إلى ‘قصر الاتحادية’ قادرون على لي عنق النصوص وتعديلها.. وربما يُكتب دستور جديد مستقبلا، يجعل من الرئيس ‘خليفة المسلمين’ الذي لا يقصيه من الحكم إلا الموت وحسب. السيسي لن يحتاج إلى برنامج يحترم الحريات وحقوق الإنسان، ويعاقب على الانتهاكات.. بل يحتاج إلى الإخوان.. وإلى الخوف منهم، لتعفيه من أي استحقاق حقوقي.. فطالما ظل الخوف من الجماعة حاضرا..’ فإن الكلام عن الديمقراطية وحقوق الإنسان يبقى ‘كلاما فارغا’.. وتهديدا للأمن القومي. هذا هو الفحوى الحقيقي للمشروع الذي يمكن تجميع قصصاته المبعثرة من حواراته المتلفزة ومن كلام مؤيديه لتكتمل صورته أمام الرأي العام’. ‘

إبطال الصوت الانتخابي
أفضل كثيرا من المقاطعة

اما رئيس تحرير ‘المصريون’ جمال سلطان فيرى في العدد نفسه ان المشاركة في الانتخابات او المقاطعة انما هي وجهة نظر، ومما كتبه في مقاله:’ قناعتي الشخصية بأن المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة هي مشمولة باحترام كامل وتقدير لمن يتخذ موقف المقاطعة ويراه الأصوب، هي تقديرات سياسية وحسابات مصالح ومفاسد، ورأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري أعتبره خطأ يحتمل الصواب، والبعد عن التشنج مطلوب في هذه الظروف المتشابكة والأيام ‘السودا’، لأن العصبية والتوتر الشديد في دراسة الواقع سينتهي لسوء تقديره وبالتالي سوء الاختيار في الخطوة الضرورية لإصلاحه، والذي أحب توضيحه هنا ـ استكمالا لما سبق ـ’ أن المشاركة في الانتخابات لا تستدعي بالضرورة إعلان موقف سياسي بذلك، إن كان هذا يسبب حرجا لبعض القوى أو يجعلها تخشى أن يلزمها بالتزامات سياسية أو ما يشبه التسليم بالأمر الواقع، وهناك طرق عديدة للمشاركة بدون إعلان لمن أحب ذلك، وشخصيا أعرف أن هناك من أعلن المشاركة وهو ينتوي المقاطعة، ومن أعلن المقاطعة وهو ينتوي المشاركة، كذلك المشاركة لا تعني التصويت لهذا أو ذاك ، كما لا يعني تسليمك ومباركتك لمجمل الأوضاع المختلة، بل المشاركة يقصد منها بالأساس عدم ترك فراغ انتخابي يسهل على خصمك السياسي تحقيق مآربه، بطرق مشروعة أو غير مشروعة، بينما المشاركة تضيق عليه وتحاصره وتربكه، ويمكنك في النهاية أن تبطل صوتك إذا كان قرارك ألا تمنحه لهذا أو ذاك، وإبطال الصوت الانتخابي وسيلة احتجاج مشروعة، لأنها تعبير عن رفض المرشحين أو الاحتجاج على سلبيات في الإدارة الانتخابية، أو أي شيء آخر، وإبطال الصوت الانتخابي له قيمة سياسية أفضل كثيرا من المقاطعة، لأن نسب الأصوات الباطلة بمستويات عالية تعطي رسالة احتجاج قوية للغاية، للداخل والخارج، وفي نفس الوقت تحرم الآخرين من التلاعب بورقتك، وبشكل عام فإن الحضور الكثيف في التصويت يحاصر أي تفكير في التزوير ويكشفه بسهولة ويربك من يجرؤ عليه أو يعرضه لارتكاب حماقات فاضحة، بينما الانسحاب والمقاطعة تمنحه فراغا يسهل مهمته، بل إن هناك من المشاركين من يضايقه الزحام أساسا في الطوابير ويقرر الانصراف. وفكرة الاستسلام الكامل بأن الانتخابات سيتم تزويرها هي من نوع العدمية السياسية، ولا تحدث إلا في مجتمع مغلوب على أمره، ولا يصح أن تطرح في مجتمع ما زال يعيش عنفوان ثورته وحراك الشارع، وأنا أستغرب من منطق من يخرج البعض بالآلاف يوميا ويتحدى الرصاص من أجل منع خارطة الطريق بكاملها من الاستمرار أو إرباك مسارها، ثم يقول انه عاجز عن منع التزوير في الانتخابات، أو أنه سيسلم أمره فيها لخصومه السياسيين، ورسائل الإحباط هي أسوأ السموم المخدرة للنضال السياسي في أي زمان وأي مكان، وهناك أجهزة محترفة في تسويق تلك السموم عبر وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وعبر قنوات شعبية أخرى عديدة وغير مرصودة مثل المواصلات العامة، لأنه من مصلحته أن يصل بك إلى مرحلة التسليم والإحباط والشعور بالعجز عن منع التزوير أو منع قرارهم بمنح الرئاسة لفلان أو علان…’.

حسنين كروم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    مرة يريدون ديمقراطيه ولا يريدون حكم العسكر
    ومرة يريدون العسكر وبلاش ديمقراطيه
    خوفي ان يأتي يوم للمصريين لا يعرفوا ماذا يريدون

    الرئيس مرسي بيعته برقبه كل المصريين

    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية