لندن-“القدس العربي”:
بعد احتفالات أعياد رأس السنة الميلادية الصاخبة، استيقظ عشاق مانشستر يونايتد على كوابيس عقود نجومهم، التي دخلت حيز تنفيذ قانون جان مارك بوسمان، الذي أنصف لاعب كرة القدم على المنظومة بُرمتها قبل أكثر من عقدين، بحكم تاريخي من المحكمة الرياضية الدولية.
وفي مطلع الألفية الجديدة، قرر اللاعب المغمور آنذاك بوسمان التمرد على أوضاع اللاعبين المُهينة، التي تُجبرهم على الاستمرار مع أنديتهم حتى بعد انتهاء عقودهم، بموجب قانون كان يُعطي الأندية بمفردها حق الاستغناء عن اللاعب، قبل أن يتقدم بدعوة، اعتراضًا على إلزامه بدفع مبلغ ضخم لناديه بعد انتهاء عقده، كي يحصل على توقيع الرحيل.
وبعد خمس سنوات من تحريك القضية، وتحديدًا يوم 15 ديسمبر 1995 أصدرت المحكمة الرياضية الدولية، حكمها التاريخي الذي يُعطي اللاعبين حرية الرحيل “بالمجان” فور انتهاء عقودهم، قبل أن تتزايد حقوق اللاعب بمنحه فرصة التفاوض مع أي نادٍ آخر قبل انتهاء عقده بستة أشهر، وهو ما يُهدد اليونايتد بفقدان تسعة دفعة واحدة “بدون مقابل” مع نهاية الموسم، منهم ستة يملك اليونايتد خيار التمديد معهم سنة إضافية.
أول هؤلاء التسعة والمُرشح الأبرز لعدم الظهور بألوان الشياطين الحمر في موسم 2018-2019، هو ملك التكتيك مايكل كاريك، الذي تسلم القيادة بشكل شرفي بعد عودة القائد السابق واين روني لمسقط رأسه في “غوديسون بارك”، فهو لم يظهر في أي مباراة في البريميرليغ ولا دوري أبطال أوروبا، فقط شارك في مباراة في كأس الرابطة، وذلك طوال النصف الأول من الموسم الجاري، ما يجعل استمرار مع الفريق لموسم آخر أشبه بالمستحيل.
من أقوى الأسماء المُرشحة للرحيل عاجلاً أو آجلاً، هو ذو الأصول العربية مروان فيلايني، الذي تحوم حوله الشائعات منذ فترة طويلة، وهو الآخر سيكون لديه الحق في استخدام حقه المشروع بالبحث عن مشروع آخر، بعد انتهاء عقده منتصف 2018، والتقارير الصحفية تُراهن على خروجه في صفقة انتقال حر، في المقابل يُصر المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، أن لاعبه البلجيكي سيضع القلم على عقد ارتباطه بمسرح الأحلام لفترة قادمة، في الوقت المناسب.
وبالنسبة للهولندي دالي بليند، فيبدو أقل حظًا من الأسماء الأخرى، لوجود بند في عقد اليونايتد مع أياكس أمستردام، يُعطي الأول حق تمديد عقد صاحب الـ27 عامًا لموسم آخر، بعد أول أربع سنوات، وكما يبدو واضحًا، هو ليس من المُفضلين بالنسبة للمو، وفي نفس الوقت لم تقترح عليه الإدارة فكرة التجديد، وهو الأمر الذي فهمه والد اللاعب داني بليند –مدرب الأراضي المنخفضة السابق- وعلق عليه قائلاً “اليونايتد سيحتفظ بدالي ليحصل على أموال قبل بيعه الصيف القادم”، وهو نفس السلاح الذي سيستخدمه جوزيه مورينيو لمنع الإسباني أندير هيريرا من الرحيل بدون مقابل في الميركاتو الصيفي، رغم أنه على الورق سينتهي عقده في صيف 2018، تمامًا مثل عقد مواطنه خوان ماتا، الذي يملك اليونايتد خيار إلزامه على البقاء لمدة 12 شهرًا أخرى قبل الـ30 من يونيو 2018.
وفي ظل معاناة زلاتان إبراهيموفيتش لاستعادة مستواه الذي كان عليه قبل إصابته بقطع في الرباط الصليبي، التي أبعدته عن المستطيل الأخضر سبعة أشهر، أصبح من المُرشحين للاستغناء عنهم الصيف القادم، علمًا بأن اليونايتد لا يملك خيار التمديد معه لعام آخر، مثل الحارس الشاب المُعار لأستون فيلا سام جونستون، فيما قد يُفاجأ لوك شو بتفعيل بند التمديد لسنة إضافية، رغم عدم أهميته بالنسبة لمورينيو، أما الأخير .. فهو أشلي يونغ، الذي بالكاد يُمكن اعتباره الأوفر حظًا للحصول على مكافأة بتجديد عقده لثلاث سنوات أخرى، بعد عودته المُذهلة مع مورينيو في الأسابيع القليلة الماضية.