من موازين إلى قرطاج: مطبلاتي… جنتلمان وشاب حليوة!

حجم الخط
0

لو قدر للكاتب الفرنسي المعروف «ألكسندر دوما» (1802-1870) أن يبعث ويفكر في إعادة كتابة فرسانه الثلاثة بنسخة معاصرة، لاستلهم ثلاثة أسماء صنعت «التريند» هذا الأسبوع في المغرب العربي. «أتوس»، «أراميس»، و»بورتوس» (فرسان الرواية الثلاثة) سيقايضون أخلاق الفرسان، واستبصار الحاذقين، بحيل مستلهمة من «روح العصر» لنقل
مطبلاتي.
هل سيقام الحفل أم لا؟ كان ذلك أكثر الأسئلة التي ترددت في المغرب، خلال الساعات الأخيرة. أما نجم التريند فهو المصري محمد رمضان، وأما نجم الحفل المثير للجدل فهو رمضان أيضا. عاد مهرجان «موازين» إلى جمهوره بعد غياب سنوات أربع كاملة. لكن المهرجان، الذي ارتبط في المخيال العربي كمرادف للحدث الذي يجمع نجوم الموسيقى العالمية، وسبق أن حضرته أسماء كبيرة كـ»جنيفر لوبيز» و «مالوما» و «بلاك آيد بيز»، اقترح توليفة من الأسماء المهمة عالميا في هذه الطبعة أيضا مثل «كاميلا كابيلو»، «كالفين هاريس» وغيرهما. لكن يبدو أن الأسطورة قد سحب البساط من الجميع هذه المرة.
معروف حب المصري محمد رمضان للمغرب، وصداقته الوثيقة بالنجم المغربي سعد لمجرد، لكن يبدو أن هذا الحب قد تحول إلى تطبيل. فلم تكد قدماه تطآن أرض البلاد حتى غرد عبر حساباته الرسمية أنه يفضل أن يكون «أسدا بين الأسود على أن يكون أسدا بين النعام». إذا كانت الأسود التي يشير إليها معروفة (الفريق المغربي يلقب بـ»أسود الأطلس») أما النعام فلم يسبق لفريق حتى «ريشة طائرة» أن حمل هذا اللقب. لكن الغوص في النوايا وقراءة ما بين الأسطر أفضل هوايات رواد التواصل الاجتماعي العرب عموما، الذين لم يكونوا ليفوتوا فرصة لتشريح «مقولة فلسفية» بهذا العمق!
لكن ولأن «التريند» غدار فسرعان ما عوضه خبر إلغاء حفل الأسطورة بسبب وفاة «لالة لطيفة» والدة العاهل المغربي محمد السادس، قبل أن ينشر فيديو آخر يلغي فيه «الإلغاء» نزولا عند قرار الجهات المغربية الرسمية، التي أمرت بمواصلة كل الفعاليات الفنية في البلاد، ومن بينها حفلات مهرجان موازين في الرباط، وكذا مهرجان «الصويرة لموسيقى الكناوة».
ما فتئ الرجل أن حاول التخلص من حالة الجدل التي أثارها بأن مسح فيديوهاته، التي خلطت الأمر على جمهوره ويعوضها بفيديو بروفة حفله الذي حضره كثر حسبما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ساحة النهضة فيالعاصمة.
يقول المثل الفرنسي: «لا واحد بلا اثنين»، ويتحول المثل، حسب الموقف، إلى «لا اثنين بلا ثلاثة»، كذلك فعل رمضان، الذي طلب من جمهوره أن يحيي مواطنته المطربة «أنغام»، بعد أن تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب ومصر فيديو وصم بالمهين لفنانة بحجمها توجهت فيه صحافية مغربية إليها، وقد دعتها بـ«أحلام»، الأمر الذي أثار استياء الفنانة على ما يبدو، و»رمضان» أيضا.

شاب حليوة

التفاعل الشبكي للجزائريات مع مرور مروان عبد الحميد، الملقب بـ «سان لوفان» في الجزائر أكثر ما يثير المتابعين لبورصة مواقع التواصل الاجتماعي.
على الرغم من تحول أغنيته «من غزة مع حبي» إلى «تريند» منذ أكثر من سنة، قبل أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والشهرة العالمية التي حققها صاحب الانتماءات الأربعة: فلسطيني، صربي، جزائري وفرنسي (حسب تصريحات سابقة له) والمقيم في نيويورك، وتحقيقها أرقام استماع خيالية على منصات موسيقية كبرى، كما أجبرت وسائل إعلامية عالمية على منحه مرئية واعترافا، إلا أن ولوجه إلى العالم العربي عموما (عدا لبنان) والجزائر خصوصا تأخر.
لكن ابن البلد، الذي تقاسم كثيرا من الفيديوهات مع جمهوره عن زيارته للجزائر، جاء في مهمة هذه المرة لتصوير كليب أغنية، في العاصمة الجزائرية، بعد أن طبعت عدة ألوان موسيقية جزائرية ألبومه الأخير. في الفيديوهات الكثيرة التي يوثق بها الشاب الغزاوي ليومياته، بدا شديد التأثر بهذه الزيارة، حتى أنه نزل الشارع مرتديا قميص أحد نوادي العاصمة الجزائرية (وبذلك يكون قد خسر أنصار النادي الغريم)، بل سجل أغنية ثنائية مع «الشاب بلال» مستعيدا أحد أنجح أغاني نجم الراي، التي عرفت النور قبل مولد الشاب «عبد الحميد».
تضاربت آراء رواد الـ«سوشيال ميديا» حول هذه الزيارة. شدد بعضهم (على طريقة الحكومات العربية) على طبيعة العلاقة الوثيقة التي تربط الشعبين الجزائري والفلسطيني، وما العشريني إلا تكريس لها، في حين انتفض آخرون ضد ما اعتبروه استغلالا لما يحدث في غزة (وإن لم يقدم فنان عربي يتيم أغنية محترمة عن غزة بعد كل القرابين البشرية التي دفعت)!
لكن وللأمانة كان تفاعل الجزائريات مع قدوم الرجل مميزا على مواقع التواصل الاجتماعي. لا عناقات ولا هتافات أنثوية «وصمت» الفيديوهات المنتشرة هنا وهناك، إلا أن التعليقات التي خطتها نسوة أجمعت على الجمال المميز للرجل.

جنتلمان

استحق راغب علامة حمل اللقب بعد حفله، الذي ألهب به مسرح «قرطاج» منذ أيام. والحقيقة لا راغب ولا أغانيه هي من صنعت التريند التونسي، بل هما سيدتان استجابتا لطلبه بالصعود إلى المسرح. أما «سوزان» فرقصت (وأبدعت) وأما التي صارت تعرف بـ»صاحبة الفستان الأصفر» فنجحت في فقرة «الليب – سينك» على طريقة «التيك -توك»، لكن على المسرح.
هكذا تحولت السيدتان إلى حطب محرقة حقيقية على الـ»سوشيال ميديا»، بل قد تدخل المعلقين، جنانا بلا حساب، بسبب حملات الاستغفار التي أثارتاها.
حوّل بعض التونسيين القضية إلى إشكالية طبقية فاضلوا فيها بين «السوزان» وصاحبة «الرداء الأصفر» وسيدات الأرياف والمدن المكافحات.
تساءل البعض عن تراجع غزة من أولويات الناس لصالح «أمور سطحية»، في حين خرج كثر من المحافظين (للأمانة تلقوا دعما من بلدان شقيقة وصديقة) للشجب والتنديد (على طريقة الجامعة العربية) بتلاشي أخلاق الأمة وضياع شاباتها.
طعن آخرون في رغبة السيدة الجميلة حمل اسم غير اسمها لثوان على ركح أهم مسرح في البلد، إذ ادعت أن اسمها «سوزان» قبل أن تعود وتعترف بأنه «سوسن». آه نعم نسيت… شكك فريق أخير في زوجها ونخوته، وكل قاموس الشرف الشرقي، بل منهم من راح يطلق اسكاتشات يتخيل فيها تفاعل الزوج الذي أشارت إليه «سوسن» وهي تعرف نفسها.
بالعودة إلى «دوما» تحسب «الجنتلة» اليوم على الذكورية الإيجابية، ربما سيكون أكثر حذرا في التعاطي مع أمر النساء اللاتي، وإن تحررت ألسنتهن خلال العقد الأخير (بفضل مي تو) إلا أن الطريق نحو اعتراف كامل بكياناتهن ما زال أمرا مشكوكا في إمكانيته، تونس نموذجا وهي تنصب المشانق لنسائها بسبب لحظات زهو، رغم أنف كل التقارير والمدونات «الإيجابية».

 كاتبة جزائرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية