من هم أعداء السودان؟

حجم الخط
9

قرر رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، أن الوقت مناسب لبث رسائل سياسية، فأعاد برنامجا تلفزيونيا تم إيقافه، واستدعى لقمان أحمد، رئيس «الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون» على قناة «السودان» ليقوم بحوار مبرمج معه أطلق فيه بعض التصريحات اللافتة، بعضها موجّه للعالم (وللولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد) وبعضها موجّه للسودانيين.
حملت بعض الرسائل الموجّهة للسودانيين مبالغات فاقعة من قبيل حديث البرهان عن أنه «تحدث إلى قيادات في لجان المقاومة كثيرا جدا» في الوقت الذي تتحدث فيه الوقائع عن اعتقالات لم تتوقّف لتلك القيادات منذ الانقلاب وانطلاق الاحتجاجات المناهضة له.
إضافة إلى حديث البرهان «كثيرا جدا» لقيادات لجان المقاومة، فلم يحظ الأخيرون بمديح وصفهم فيه بـ«القوى الحقيقية» فقط بل إن الجنرال الذي لم يستطع تحمّل حكومة مدنية يقودها رئيس الوزراء المستقيل عبد الله الحمدوك، وعيّن وزراء يقودهم بنفسه، قال إنه يتفق مع لجان المقاومة بأن «المؤسسة العسكرية يجب أن تكون خارج الحكم». لم يقل البرهان، مع ذلك، ماذا يفعل في الحكم إذا كان يصادق على رأي لجان المقاومة؟
إحدى الرسائل الأخرى كانت الحديث عن وضع موازنة، وهو حديث تجاهل طبعا علاقة الانقلاب بالاستعصاء السياسي الحاصل، فوصف الوضع الاقتصادي بأنه «متأزم» وتجاهل علاقة الانقلاب باستنكاف المنظومة الدولية ومؤسساتها النقدية عن تقديم الغطاء الماليّ للانقلاب، أو استئناف المساعدات الاقتصادية التي بدأت إثر تشكيل حكومة حمدوك الأولى، فقال إن «اعتماد الموازنة على الخارج خطأ».
المفارقة التي تحيط بفكرة أن «الاعتماد على الخارج خطأ» أن البرهان خصص جزءا من حواره المتلفز لجزء من ذلك «الخارج» وهو إسرائيل، فقال إن تل أبيب مكنت الأجهزة الأمنية السودانية من «ضبط خلايا إرهابية» في السودان.
مديح إسرائيل الواضح في الجملة الأخيرة يعني أن الدولة العبرية أعرف بأوضاع السودان الأمنية من أجهزة المخابرات السودانية نفسها، وعليه فهو هجاء غير مقصود لمنظومة الانقلاب الأمنية، كما أنه يطابق عمليا بين تعريفات إسرائيل التي نعرفها حول «الإرهاب» وهو تعريف يعاني منه الفلسطينيون في أنحاء العالم، وتعريفات الجنرال البرهان.
يريد البرهان أن يدحض تهمة «التنسيق السياسي» لقادة العسكر مع إسرائيل، لكنه يؤكد، من جهة أخرى، على عكس المراد منه، فهو يوثّق التزام قادة السودانيين العسكر بأجندة إسرائيل الأمنية، ويؤكد أن دعم تل أبيب المعلوم للانقلاب، يتجاوز التعاون الأمني والاستخباراتي.
مصداق هذا التأكيد هو قول البرهان «إن الإسرائيليين ليسوا أعداء السودان» وترجمته أن الإسرائيليين هم أصدقاء العسكر ضد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لهم، وأن العسكر وإسرائيل متفقان على أن أعداء السودان هم السودانيون أنفسهم، الذين لا يريدون أن يحكموا بالأوامر العسكرية ويريدون لبلدهم حكما مدنيا وديمقراطيا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د.منصور الزعبي:

    العسكر هم أعداء السودان، لا وطنية و لا حس مسؤولية

  2. يقول إلياس:

    إعادة تفكيك الدول الأفريقية وخاصة الدول التي لها مساحةً جغرافية كبيرة وتحتوي على أراضي خصبة وموارد طبيعية هائلة مشروع الدول الكبرى وخاصة فرنسا وامريكا وروسيا والصين وإسرائيل التي لها تاريخ كبير في ادارة الانقلابات في أدغال افريقيا.
    ليبيا ما زال الأمر لم يحسم بعد الى عددٍ الدويلات ولكن الأمر يوحي بان ان ليبيا سيتم تقسيمه الى 3 دويلات وحفتر ستكون لها الحصة الكبرى الذي تدعمه معظم الدول الغربية والأنظمة الاستبدادية العربية. والسودان نفس السيناريوا ولكن عدد الدويلات سيصل الى 5 دويلات والنظام العسكري العميل له تجربة في ذلك مع جنوب السودان وشرقه.
    افريقيا اصبحت ساحة معركة حقيقية بين ضباع الدول الكبرى. اما الدول العربية فهي في سبات عميق ولن تنجو من رياح التغيير التي ستهب عكس مخططات الأنظمة الحاكمة التي صار همها الوحيد هو السيطرة على طموحات الشعوب ولو تطلب ذلك إعادة المستعمر الى حضيرة الاستعمار الجديد.

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    الذين يفشلون بدخول الجامعات لتدني مستواهم العلمي, تكون الكليات العسكرية ملجأ لهم!
    ولهذا يحقدون على المثقفين, بل ويضعونهم بالسجون والمعتقلات!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول سامح //الأردن:

    *اعتقد أن مصداقية هذا المدعو (البرهان)..
    تحت الصفر هو وعصابته التي لا يثق بها أحد.
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد مستبد.

  5. يقول تركي محمد:

    نتمنى الإستقرار للسودان وشعبه. الحقيقة أن البرهان هو حاكم انتقالي وفي الانتخابات القادمة سوف يترشح حميدتي ويفوز برئاسة السودان كما حصل في مصر. يجري شرعنة ذلك في السودان وبعدها يقوم الرئيس الشرعي حميدي بملاحقة المعارضين ويعود الإستقرار والأمن للسودان. ويتم بناء البلد بمساعدة اشقاءه الخليجيين كما يحصل في مصر الآن. والحال ينطبق على تونس. وأيضا ليبيا مع حاكم انتقالي فتحي باشاغا ثم الانقلاب عليه ليظهر المخلص وتعود ليبيا دولة قوية. افلا نناصر هذا التوجه الذي فيه الخير للدول العربية؟

  6. يقول سيف كرار... السودان:

    اعتقد ان اسرائيل ليس عدو للسودان، بل هي صاحبة حق تاريخي مؤثق، لكن الأعداء الحقيقيين هم السودانيين الذين لهم مليشيات خاصه مدعومه من جزورهم الخارجيه والذين يتم وصفهم بالمرتزقه… بالاضافه الي ذلك الفاسدين ماديا.. هؤلاء هم خطر علي دولة البحر والنهر وبقية أراضي السودان وخطر علي أنفسهم وأنفسهم واوديتهم وحواكيرهم وقراهم …..

  7. يقول القارات السبع:

    عدوّ السودان الحقيقي : الجوار المصري.مصر لا تريد للسودان النهوض الحقيقي.وتعتبره الحديقة الخلفية لمصر.

  8. يقول الكروي داود النرويج:

    لا حول ولا قوة الا بالله

  9. يقول احمد السوداني:

    لن تدوم طولأ ياعسكري ولك يوم حسبي الله ونعم الوكيل فيكم

إشترك في قائمتنا البريدية