أعتقد أن الكثيرين قد استهواهم هذا العنوان الغامض، علّهم يتعرفون على هوية رئيسهم القادم. الحديث يا سادة اليوم سيتمحور حول المحيطين بالرئيس ترامب والمتسابقين لحجز مقعدهم للانتخابات الأمريكية المقبلة عبر استرضاء اللوبي الصهيوني في بلادهم. فبعد أن وضعت الحرب الانتخابية أوزارها الأولى، وليس النهائية، بدأت بعض الأسماء التلويح برغبتها في أن تحتل مقعد الرئيس ما بعد بايدن، في حال مُكّن الأخير من قيادة بلاده، وهو ما يبدو مع كتابة كلمات هذا المقال، أنه ما زال في إطار المراوحة.
أول الحالمين في العودة هو الرئيس ترامب ذاته، في حال شاءت الأقدار أن يقر بهزيمته ويغادر البيت الأبيض، حيث أشاع البعض من حوله، وقبيل حسم النتائج بشكلها اليوم، أن الأخير إنما سيحضر نفسه لخوض السباق الرئاسي في عام 2024. ثاني الطامحين هو نائب ترامب مايك بنس، الذي يعتبره الكثيرون بمثابة المتعصب الأكبر لصالح دولة الاحتلال، بصورة تفوق تعصب ترامب ذاته لصالحها. الشخصية الحالمة الثالثة هي وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي أقنعه البعض بأن جولات التطبيع العربي مع تل أبيب، قد حسمت لصالح ترامب، وعليه فإن المطلوب منه أن يقدم أوراق اعتماد مغايرة لرئيسه، لكن هذه الأوراق يجب أن تختلف عن المألوف، وهو ما دفع بومبيو إلى الإفراط في تأدية الولاء عبر خرق القانون الدولي، وتجاوز قرارات الشرعية الدولية، مع نشر كلمات هذا المقال، من خلال زيارة مصنع الخمور المقام على أراضي مستوطنة بسيجوت التي أنشئت على أراضي مدينة البيرة الفلسطينية، متجاوزاً حالة التمنع عن زيارة المستوطنات، التي مارسها من سبقه من وزراء خارجية بلاده، وضارباً عرض الحائط برفض ثلث سكان بلدية البيرة، وهم من حملة الجنسية الأمريكية، أي من رعايا بلاده زيارة المغتصبة المذكورة.
بعد أن وضعت الحرب الانتخابية أوزارها الأولى، وليس النهائية، بدأ البعض التلويح برغبتهم في احتلال مقعد الرئيس ما بعد بايدن
بومبيو الذي اتهمه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتن في كتابه الأخير، الذي أدان فيه ترامب، بأنه الرجل الذي يغتاب الرئيس، لكنه يغير كلامه في كل مرة يلقاه، اختار أن يدخل التاريخ عبر كسر المحظورات، والإمعان في الإساءة لرغبات ومشاعر رعايا بلاده. رابع الطامحين هو صهر ترامب المقرب جيرالد كوشنير، الذي أشيع مؤخراً أن ترامب قد ولاه سراً مسؤولية إدارة حملته الانتخابية، إضافة إلى ملف ما سمي بعملية السلام في الشرق الأوسط، وهي المهمة التي يقول عتاة الصهاينة في واشنطن، أنه قد أبدع فيها، وأداها على أكمل وجه عبر خرقه للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ومقررات المؤسسات الدولية على اختلافها، فقدم لإسرائيل ما عجز عنه الآخرون. والشخصية الخامسة في سلم الطامحين هي للسفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد فريدمان، الذي لعب الدور المعاكس ليكون بالحقيقة سفيراً مخلصاً لإسرائيل لدى أمريكا، فخدم اليمين الصهيوني المتطرف، كما لم يخدمه أحد، وجعل من إحدى المستوطنات عنواناً لسكنه، وتسلح بالمطرقة الثقيلة لحفر الأنفاق أسفل المسجد الأقصى، للمشاركة في معركة الاحتلال بالبحث عن الهيكل.
المرشح المفاجأة ربما تكون إيفانكا ترامب، وهي التي لعبت دور مستشارة والدها خلال وجوده في البيت الأبيض، فأدت دوراً خفياً في دعم دولة الاحتلال عبر التأثير في والدها تارة، وعبر دعم زوجها تارة أخرى. ولربما يرى ترامب المثخن بأن ترشح ابنته سيكون الأكثر جدوى له من ترشحه شخصياً، بحيث تكون في الواجهة بينما يضمن لها إسناد ميليشيات البيض الداعمة لبقائه في السلطة، وقوته الانتخابية التي ساهمت في إنجاحه في ولايته الأولى، ودعمه بصورة ضخمة في حملة ولايته الثانية. قائمة الطامحين تشمل أيضاً رودي جولياني عمدة نيويورك سابقاً، الذي يتولى اليوم مسؤولية الترافع بالإنابة عن ترامب في معركته لإثبات التزوير المزعوم في الانتخابات الأمريكية بالإضافة إلى جون بولتن.
أياً كانت الخيارات، فإن مستقبل الطامحين للوصول إلى البيت الأبيض من المحيطين بترامب بخلاف بولتن، سيرتبط حتماً بالطريقة التي سيقرر فيها ترامب ذاته إنهاء ولايته، ومدى الصخب الذي سيثيره في مخاض تسليم مفاتيح البيت الأبيض.
كاتب فلسطيني
s.saidam@gmail.com
ألشكر للسيد صبري صيدم على مقال أليوم. بالحقيقة أن لوسائل ألأعلام ألأمريكية تأثير بالغ على ألأنتخابات. وعادة يتم أنتخاب ألمرشح ألذي تقوم مثل هذه ألوسائل بدعمه. ألمضوع هنا ليس موضوع كفاءات.
المرشح الجمهوري القادم أما ايفانكا أو زوجها جاريد كوشنر. لكن مشكلتهما أنهما يهوديا الديانة. دستوريا لا يوجد عائق. لكن الغالبية في أمريكا مسيحيون متدينون لهذا سيفضلون أي رئيس مسيحي.