باريس ـ «القدس العربي»: افتتحت، هذا السبت، بقصر المعارض ببورت دو فرساي في باريس، فعاليات معرض الزراعة الدولي بفرنسا، في دورته الستين، والتي ستتسمر حتى يوم الثالث من شهر آذار/مارس المقبل. وهي تسعة أيام من الاجتماعات بين العالم الزراعي وعامة الناس، بالإضافة إلى المناقشات والمؤتمرات والمسابقات التي تهدف إلى تعزيز الإنتاج الزراعي الفرنسي، لجعله يتطور في ضوء تغير المناخ والتوقعات المجتمعية. يعد معرض باريس للزراعة حدثا كبير حيث يجذب حوالي 600 ألف زائر على مدى أيامه التسعة. وتبلغ مساحة المعرض 140 ألف متر مربع، أي ما يعادل عشرين ملعب كرة قدم، ويحتوي على ما لا يقل عن سبع قاعات، لكل منها موضوعها الخاص.
كما هو الحال منذ انطلاقه المعرض في عام 1964حيث دأب منظموه على اختيار كل سنة بقرة من سلالة محددة لتكون تميمة الحظ ونجمة المعرض للمساعدة في الترويج لفصائل البقر الفرنسي، تم اختيار البقرة «Oreillette» (أوريليت) القادمة من منطقة نورماندي، لتكون «نجمة» الدورة الحالية.
أصبحت «أورليت» البالغة من العمر خمس سنوات، موضع الاهتمام منذ أن تم اختيارها كنجمة للمعرض هذا العام، حيث تم تدليلها وتزيينها قبل الذهاب إلى المعرض، لتمثيل سلالتها -الممثلة الرمزية للسلالة النورماندية – السلالة الثالثة في فرنسا وجميع المربين.
تربت «أورليت» في مزرعة عائلية وتعيش فيها بين110 من أقرانها. يتم استخدام حليب هذه الأبقار لصنع أجبان. وفي المتوسط، يمثل إنتاج حليب «أورليت» حوالي 10 «camemberts» (كامبريت) في يوم حياة.
ومن صفاتها الهدوء والسكينة، وسهولة المشي بها باستخدام الرسن. كما أنها ذات حجم كبير، وحوض واسع. وهي متعددة الألوان، حيث تحتوي على بقع حول العينين، وهي سمة من سمات السلالة النورماندية، ولكن لديها أيضًا ثلاثة ألوان، الأبيض والبني الفاتح والأسود الداكن.
ستشارك البقرة النجمة ومربوها اليوم الأح في المسابقة الزراعية العامة لسلالتها. ثم ستعود إلى غرفة تبديل الملابس الخاصة بها.
قبل وصولها إلى باريس، مرت البقرة النجمة بعملية اختبار طويلة، خلال فصل الربيع، حيث يتم تقديم السلالات التطوعية إلى المنظمين، من خلال جهات معنية باختيار سلالات الأبقار. ثم تكشف اللّجنة، بما فيها ممثلو المربين، عن قرارها في بداية فصل الصيف، بعد الأخذ في الاعتبار التناوب المعتاد بين أبقار الألبان وأبقار اللحم، ولكن أيضًا التوازن بين المناطق وبين الأبقار الصغيرة والسلالات الكبيرة. على أن يتم بعد ذلك اختيار البقرة المستقبلية ومربيها.
ويأتي معرض باريس الدولي للزراعة، هذا العام، على وقع غضب كبير للمزارعين في فرنسا وبلدان أوروبية أخرى إحتجاجاً على انخفاض رواتبهم وعلى المنافسة غير العادلة من السلّع الأوكرانية الرّخيصة، ومن أجل ظروف عمل أفضل. وكانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت في الأسابيع الأخيرة عن تدابير داعمة للعالم الزراعي، ما دفع المزارعين إلى رفع الحواجز التي أقاموها على الطرق الرئيسية في فرنسا. غير أنهم عازمون على استغلال مناسبة المعرض الدولي للزراعة لزيادة ضغطهم على الحكومة.