من هي الدولة الأكبر خطرا على العرب؟

حجم الخط
82

كان لعمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والذي كان أيضا وزيرا أسبق للخارجية المصرية لفترة طويلة، سيرة سياسية مرموقة داخل مصر وخارجها، وكان مثيرا أن يقرن المغني الشعبي المصري الراحل شعبان عبد الرحيم، احترام كثير من المصريين لسيرة عمرو موسى السياسية مع كره إسرائيل، فهذه المعادلة، أي العمل السياسي الرصين، كان، وما زال، منذ حصول النكبة الفلسطينية عام 1948، مقترنا بالعداء لإسرائيل.
والواقع أن الأوضاع السياسية في مصر، منذ الانقلاب العسكري الشهير لعبد الفتاح السيسي، عام 2013، والذي نشهد حاليّا تذكيرا مؤسيا به مع مرور ذكرى وفاة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، لم تعد تقارب الرصانة والمنطق والعقل منذ ذلك الحدث السياسيّ المروّع الذي عبّر إيدي كوهين، الإعلامي الإسرائيلي المقرب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن مغزاه خير تعبير حين أشاد بحرارة بانتزاع السيسي للسلطة، باعتبار ذلك إنقاذا لإسرائيل من الكارثة التي يمثلها مرسي.
مناسبة الحديث أن عمرو موسى اعتبر، في حديث تلفزيوني، أن تركيا «تشكل أكبر خطر على العالم العربي حاليا»، والسبب هو «قدراتها الاستراتيجية، كما أنها عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولديها علاقة استراتيجية واضحة مع الولايات المتحدة ومثلها مع روسيا ولديها أيضا مصالح متشابكة مع الاتحاد الأوروبي»، وهذا توصيف صحيح فعلا للقدرات الاستراتيجية لتركيا، لكنّه يتجاهل، بداية، أن إسرائيل أيضا، رغم أنها ليست عضوا في الناتو، فلديها علاقة استراتيجية أقوى بكثير مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومثلها مع روسيا، ولديها أيضا مصالح متشابكة ليس مع الاتحاد الأوروبي فحسب، بل مع الصين والهند ودول أفريقية وأمريكية لاتينية، إضافة إلى امتلاكها ترسانة نووية، واحتلالها أراضي عربية، وتهديدها حاليا بضم مناطق أخرى تشكل صلب «الدولة الفلسطينية» المنشودة، مهددة بذلك لا مصالح الفلسطينيين فحسب، بل كذلك العرب والمسلمين.
ينبع تصريح عمرو موسى من إشكالية كبرى في السياسة المصرية، وهو مساواته مصالح حكام القاهرة بمصالح العرب، وبالتالي فحين يقرّر حاكم مصر العسكريّ أن يقيم علاقات ودّية وتعاونا عسكريا وسياسيا مع إسرائيل، فعلى العرب أن يعتبروا ذلك في مصلحتهم، وإذا قرّر الحاكم أن يدعم جنرالا دمويا مثل خليفة حفتر في خطته للسيطرة على ليبيا، فعلى العرب أن يعتبروا ذلك في مصلحتهم أيضا، وإذا اختلف الحاكم مع تركيا، فعلى العرب أن يختلفوا مع تركيا بدورهم.
الإشكالية الثانية في كلام موسى هي مساواته أيضا بين «الأنظمة العربية» والعرب، وهي طريقة لإغفال آراء الشعوب العربية ووأد قرارها ليس في أن تقرّر أن تُحكم بالطرق الديمقراطية فحسب، بل أن تقرّر حتى ما تحب أو تكره، وهذه المساواة بين طرفين متناقضين مقصودة بذاتها لأنها تعتبر الأنظمة ممثلة للشعوب، وبالتالي فإن من يواجه سياسات هذه الأنظمة الداخلية أو الخارجية، يصبح عدوا «للعرب».
تتحرّك تركيا، مثل باقي دول العالم، حسب مصلحتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، ويمكن أن نلتقي مع هذه السياسات أو نختلف، لكنّ تركيا دولة مسلمة والحزب الحاكم فيها صعد إلى السلطة بقوة الديمقراطية وليس بدبابات وطائرات العسكر، وبالتالي فهي تقدّم أنموذجا يثبت علاقة نمو «القدرات الاستراتيجية» لدولة بالديمقراطية وليس بالاستبداد والطغيان والتبعية المذلة للقوى الخارجية، والاستخذاء أمام إسرائيل وغير إسرائيل.
الدولة الأشد خطرا على الشعوب العربية، إضافة إلى إسرائيل، هي الدولة العربية المستبدة، وهي المشكلة الحقيقية التي تواجه العرب.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عادل عبدالحق:

    تركيا فعليا كما قال عمرو موسى أكبر خطر على الأنظمة العربية وفي الوقت نفسه أكبر خطر على أعداء الإسلام وبالنسبة للأكثرية الساحقة من الجماهير العربية فإن ذلك سكر على عسل.
    من يهمهه ما يقول عمرو موسى ـ ذلك الرجل الذي كان يمثل العرب في مؤتر دافوس منذ سنوات ولم يحرك ساكن عندما كان رئيس الكيان الصهيوني آنذاك شمعون بيريس يحاضر المجتمعين ويتهم اللاجئ الفلسطيني بتهمة الإرهاب وهو يعرف جيدا أنه هو ومناحيم بيغن وآريال شارون وغيرهم من الصهاينة الذين أرهبوا أهل فلسطين وأن الحركة الصهيونية حركة عنصرية مبنية على الإرهاب٠ بيريس كان متأكد بأنه يستطيع أن يقول ما يريد والكل سوف يصفق عندما .ينتهي. ولكن جاءت الصفعة الغير متوقعة حين برز له بطل الأمة أردوغان ووصفه بقاتل الأطفال وترك الأجتماع عائدا الى بلاده بعد منتصف الليل بينما رئيس الجامعة العربية راوح مكانه وكأن الأمر لا يهمه.

  2. يقول Farghaly Mohamed:

    اين ديمقراطيه تركيا العتمانيه من رجل مستبد اكتر من20 عام متواصله يحكم تركيا ويتدخل في شؤن العرب ِتركيا هي العدو الأول والحقيقي للعرب .

  3. يقول سفيان-المغرب:

    الدولتين الاكثر خطرا على العرب في نظري هما السعودية و الامارات لما يقومان به من تدمير و تفتيت للدول العربية على غرار اليمن و ليبيا، ولما يقومان به من تطبيع متسارع مع عدو امتنا الكيان الصهيوني. وبالطبع انا اتكلم عن النظام في هاتين الدولتين و لا اتكلم عن شعبيهما.

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    إنها الغيرة من نجاح الأتراك في الكثير من المجالات! والحقد على حب الشعوب العربية لأردوغان!! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول الجزائري:

      من أدراك بحب الشعوب العربية لأردوغان فغالبية محبيه هم من تيار الاخوان.

  5. يقول علي:

    وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ

  6. يقول BOUMEDIENNE:

    سؤال وجيه في وقت عصيب. في وقت التطبيع مع الكيان الصهيوني، دون اعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين والمسيحيين في فلسطين المحتلة، الجواب عند المطبعين غير صعب لانهم وعلى ملة واحدة سيجيبون، ان عدوهم شيعي وليس صهيوني.
    وعندما رخست الاوطان والشعوب، ركبها ارذل البشر، ليعثوا فيها فسادا وخيانة، لاجل عروشهم،والتي هي اصلا حلقة من حلقاة الصليبية المتصهينة…

  7. يقول علي حسين أبو طالب / Skellefteå:

    إنسوا تركيا ، إنسوا إسرائيل ، و انسوا حتى إيران ” الشيعية الصهيوصفوية ” ! ، إن العدو الأول للعرب هم العرب أنفسهم شعوباً قبل حكامهم ، و من يقول إن تركيا أو إيران و ربما غداً جزر القمر هي أكبر خطر على العرب فهو جزء أصيل من هذا الخطر ، فالشعب العربي أو قل الشعوب العربية هي التي تشكل خطراً على أنفسها و أوطانها ، عندما استكانت لحكامها و صارت لها القابلية للخضوع للمحتلين الأجانب رغم أننا لا نغفل الأدوار المجيدة لأحرار هذه الشعوب في نضالها من أجل الحرية و الكرامة لأمتها العربية ، العرب يكرهون بعضهم بعضاً و يحاربون بعضهم بعضاً ثم يقولون إن الخطر الأكبر عليهم تركيا و إيران ، و لو أن السيد عمرو موسى استبدل بتركيا إيران و قال إنها هي أكبر خطر على العالم العربي حالياً هل استوجب رداً و تصدياً منكم كهذا ؟ .

  8. يقول ع.خ.ا.حسن:

    مشيدا بانقلاب السيسي.. إيدي كوهين: مرسي كاد أن يكون كارثة على إسرائيل
    كوهين وصف مرسي بأنه آخر رئيس مقاوم
    اعتبر الصحفي والباحث الإسرائيلي إيدي كوهين أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنقذ إسرائيل من “كارثة” بانقلابه على الرئيس الراحل محمد مرسي.
    وكتب كوهين على صفحته بموقع تويتر “محمد مرسي كاد أن يكون كارثة لإسرائيل لو ما حدث انقلاب السيسي عليه. قلتها سابقا: مرسي شكل خطرا على أمن إسرائيل القومي، لا بل كان آخر رئيس مقاوم بعد صدام حسين”.
    بعد مرور عام على وفاته.. مركز ابحاث إسرائيلي يفجر مفاجأة عن الرئيس الراحل محمد مرسي
    الاثنين 15 يونيو 2020 الساعة 20:37
    بويمن – متابعات خاصة
    أصدر “مركز أبحاث الأمن القومي” الإسرائيلي أن التخلص من حكم مرسي خدم مصالحنا ، لأنه ضمن الحفاظ على كامب ديفيد، كما خبرنا خطورة دعمه لحماس في حرب 2012، وإسقاطه حال دون تحالف تركي مصري كارثي على مصالحنا
    وأشار النعامي أيضا إلى أن الجنرال الصهيوني آرييه إلداد قال: ” إن إسرائيل وظفت كل قدراتها الدبلوماسية ونفوذها السياسي في مناطق عدة من أجل إسقاط مرسي ودفع السيسي لحكم مصر”.

  9. يقول ع.خ.ا.حسن:

    يتبع
    وتابع قائلا : إن وزير القضاء الصهيوني السابق يوسي بيلين كتب بعد وفاة مرسي:  “لا أحد في إسرائيل يذرف دمعة على محمد مرسي، فأنا أفضل ديكتاتورية السيسي على حكمه الديموقراطي”.
    إلى ذلك، كشف خبير مختص بالشأن الإسرائيلي، تغطية الصحف والشخصيات العبرية، لذكرى وفاة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وما كتبه الإسرائيليون عنه وعن الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
    وقال الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، أن حاييم كورين، السفير الصهيوني الأسبق في مصر: الإسرائيليون سيصابون بالصدمة (الإيجابية) لو تمكنوا من معرفة عمق التعاون الأمني مع نظام السيسي، فهم لا يعرفون سمات هذا التعاون لأنه يتم تحت الطاولة.
    وأوضح أن السفير الصهيوني السابق في مصر اسحك لفنون قال إن السيسي غير منهاج التعليم المصرية، فلم يعد هناك ذكر لصلاح الدين الأيوبي، الذي قام بتحرير القدس، ولم يعد يتم عرض إسرائيل أمام طلاب المدارس المصريين على أنها “مجرمة” إلى جانب أن المنهاج الجديد يشيد بالسلام معها.
    وذكر أيضا  اسحاك لفنون: “أقوال السيسي وأفعاله تدل على أنه يبذل جهودا لتحسين صورة إسرائيل وإبراز إيجابيات التعاون معها وتقليص مستوى العداء لها وهو ما سيساعده مستقبلا على تطبيع العلاقات معها”

  10. يقول يويف العمريين:

    مصر هي اشد اعداء العرب

1 2 3 4 7

إشترك في قائمتنا البريدية