باريس- “القدس العربي”: كما كان متوقعا، انتخب البرلمان الأوروبي، الثلاثاء، البرلمانية المالطية المنتمية ليمين الوسط ((الحزب القومي المالطي) روبرتا ميتسولا، خلفا للديمقراطي الاشتراكي الإيطالي ديفيد ساسولي، الذي توفي قبل أسبوع.
وميتسولا (43 عاماً) هي ثالث امرأة تترأس هذه المؤسسة، بعد الفرنسيتين سيمون فيل ونيكول فونتين، وهي عضو في البرلمان الأوروبي منذ عام 2013 ، حيث كانت من أوائل الممثلين المالطيين المنتخبين في ستراسبورغ، كما أنها عضو في المجموعة اليمينية في حزب الشعب الأوروبي (EPP) ، القوة السياسية الرئيسية في البرلمان الأوروبي. وهو ما يفسر اختيارها لتولي زمام الأمور حتى صيف عام 2024.
I am humbled by the responsibility entrusted to me today as the President of the European Parliament.
I want to thank my colleagues for their support and fellow candidates Alice Bah Kuhnke & @sirarego
You can count on me to represent the European values our House stands for. ?? pic.twitter.com/iwdwKpjJGB
— Roberta Metsola (@RobertaMetsola) January 18, 2022
ورغم ذلك، لم يكن اختيارها محل اجماع ، بسبب موقفها من الحق في الإجهاض، على غرار الغالبية العظمى من مواطني بلدها، الذي يعد الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي ما يزال الإجهاض فيه غير قانوني، وقد تفاوض على شرط استثناء في هذا الصدد ليتمكن من الانضمام إلى الاتحاد في عام 2004.
ويعتبر معارضون أن اختيار سيدة ترفض بشكل علني الحق في الإجهاض لقيادة البرلمان الأوروبي يتعارض تماماً مع “الأهداف الإنسانية والمستنيرة” للاتحاد الأوروبي.
ويقول هؤلاء إنه حتى إن لم يكن الحق في الإجهاض مهدداً في البرلمان الأوروبي، الذي ليس له صلاحية التشريع في هذا الشأن، فإن اختيار السيدة روبرتا ميتسولا لرئاسة البرلمان الأوروبي يتعارض أيضاً مع الشعور السائد في هذه الغرفة، حيث كان الدفاع عن حقوق المرأة موضوعاً للعديد من قرارات.
40 ans après Simone Veil, le parlement ?? a élu une anti-avortement à sa présidence, soutenue par LREM, la droite & le groupe socialiste.
Une claque à la face des millions de femmes qui se battent en ?? pour défendre le droit à disposer de notre corps.https://t.co/WiKFl0MBDt]
— Manon Aubry (@ManonAubryFr) January 18, 2022
بالإضافة إلى ذلك، امتنعت ميتسولا، ايضاً، عن التصويت على قرار بشأن العنف ضد النساء في شهر سبتمبر الماضي، على غرار 90 عضواً في مجموعتها، حزب الشعب الأوروبي (الذي ينتسب إليه الممثلون المنتخبون عن حزبي “الجمهوريين” اليميني الفرنسي و “الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني”.
كما أن الرئيسة الجديدة للبرلمان الأوروبي، تتبنى المواقف “التقدمية” تماماً بشأن القضايا الرئيسية الأخرى – الهجرة وحقوق مجتمعات المثليين وسيادة القانون والفساد، وهي محسوبة على الجناح الأقل تحفظًا في كتلتها البرلمانية ، ولا يُشتبه في أنها قريبة من اليمين المتطرف.
في عام 2014، قادت مجموعاتها البرلمانية بشأن “خارطة طريق الاتحاد الأوروبي غير الملزمة ضد رهاب المثلية الجنسية والتمييز على أساس التوجه الجنسي والهوية الجنسية”. كما أنها شاركت في صياغة تقرير غير ملزم حول أزمة المهاجرين الأوروبية في عام 2016، والذي يهدف إلى وضع “نهج تشريعي ملزم وإلزامي” بشأن إعادة التوطين واتفاقيات “إعادة القبول” الجديدة على مستوى الاتحاد الأوروبي والتي يجب أن تكون لها الأسبقية على الاتفاقيات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى.
Roberta metsola Présidente du Parlement européen! Quel coup dur, 40 ans de retour en arrière!Les socialistes,les conservateurs et les libéraux (dont LREM) ont élu une femme opposée à l’avortement,à la lutte contre la fraude fiscale,et indifférente aux violences faites aux femmes. pic.twitter.com/bhnBHevIcW
— Karima Delli (@KarimaDelli) January 18, 2022
وهي واحدة من الشخصيات السياسية النادرة في بلدها، التي انتقدت علناً الحكومة المالطية بعد اغتيال الصحافية دافني كاروانا غاليزيا عام 2017، التي كانت تحقق في الصلات بين المافيا والسلطة، وقد اشتهرت برفضها مصافحة رئيس الوزراء بعد جريمة القتل هذه.